لا أعلم فعلا كيف الخير بموت روح بريئة، لا تعرف من الدين سوى اسمه، بل لا تعرف من الدنيا سوى حنان أب وأم وأشقاء طيبين، ما هو الفقه الذى يقصده صاحب هذه التدوينة؟ و ما هى علاقتها بالإسلام، وما هو مصدرها؟
هذا الشخص يعرف نفسه على تويتر بـ " مرجعى هو الكتاب والسنة على هدى سلف الأمة.. وأنصح الجميع بالخروج من ضيق الأحزاب إلى سعة الإسلام"، سعة الإسلام التى يتحدث عنها تتعارض مع الفرحة بموت من لا حول لهم و لا قوة!.
الرسول صلى الله عليه و سلم كان أحن البشر على الأطفال و النساء و العجائز من أصحاب الديانات الأخرى، لو كان يفكر بنفس طريقة هذا الشخص لأمر بقتلهم فى الحروب، و لكنه على العكس أوصى بالتراحم معهم و معاملتهم برفق.
رحمة الرسول و تعاليم الإسلام هى من دفعت أبو بكر الصديق عندما تولى خلافة المسلمين، إلى توصية أسامة بن زيد فى إحدى حروبه بقوله (لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا تعزقوا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاه ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل، وإذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له).
لم يكتف هذا الشخص بذلك بل كتب تدوينة جديدة قال فيها "أحزنتك تغريدتى ولم يحزنك مقتل مليون سنى عراقى بسبب فتاوى السيستانى، بل وتدعو لمنحه جائزة خدمة الإسلام !". ما هى علاقة الحزن على هؤلاء الأطفال بالحزن على مقتل مليون سنى عراقى ؟ و ما هى علاقتهم بسياسة حكومتهم التى تناهضها و تختلف معها؟ وكيف تحمل فى قلبك كل هذا الغل و فى الوقت نفسه تحاول إقناعنا بأن قلبك الرحيم حزنا على وفاة أطفال العراق و سوريا؟!.
صاحب التدوينة هو نموذج للكثيرين الذين يفكرون بنفس الطريقة، و منهم أشخاص معروفون للجميع بانتماءاتهم التى غلبت إنسانيتهم، فها هو ممدوح إسماعيل البرلمانى السابق، وأحد حلفاء جماعة الإخوان، لم يستطع إخفاء شماتته و قال فى كلمة له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماع "فيس بوك : "أمس الروس قتلوا بطائراتهم 150 من أهلنا فى حلب فى مذبحة مروعة ووقف المسلمون يتفرجون عاجزين، واليوم تسقط طائرة روسية ويقتل ركابها الروس 220 حرقا فى الطائرة .. الله أكبر ولله الحمد".
وهناك من أخذه الحقد والشماتة إلى القول بأن "جميل أن تبدأ يومك بخبر سقوط الطائرة الروسية فى مصر ومصرع مئات كلهم روس ولله الحمد من يقتل أطفال المسلمين ليل نهار لا محال سينتقم منه الجبار" .
إذا كان التفكير بأن كل حادثة مأساوية تقع لمواطنين ليسوا من المسلمين هو انتقام من الله عز وجل، إذا فنحن أكثر الأمم التى يغضب عليها المولى سبحانه و تعالى، وتحل عليها الكوارث باستمرار، وبهذا من حق الغرب الكفرة أن يعتقدوا أن حادث سقوط رافعة الحرم المكى على حجاج بيت الله الحرام يوم 11 سبتمبر هذا العام هو انتقام لذويهم الذين توفوا فى الهجوم على برجى التجارة العالمى، و أيضا من حق أى شخص يكره الإسلام أن يرى فى حادث التدافع فى "منى" انتقاما من المسلمين!.
لماذا نضع مقارنات ليست فى محلها ؟ جميعنا يحزن على العراق و سوريا و اليمن وليبيا وأفغانستان نحن لا نحب الدمار والقتل أيا كان سببه و مرتكبوه ... ومن يفكر بأن قضاء الله وقدره هو انتقام من مواطنين أبرياء، فهو يرتكب إثما لو تعلمون عظيما، تراحموا أيها البشر .. تراحموا على الصغار و الكبار .. تراحموا على الإنسانية تراحموا حتى تجدوا من يتراحم عليكم .
موضوعات متعلقة..
- وزارة الطوارئ الروسية تستعد لنقل جثث الضحايا من مصر لموسكو
- وزيرا النقل والطوارئ الروسيان يتوجهان لموقع حادث الطائرة فى سيناء
- وزير الكهرباء يتوجه للسفارة الروسية لتقديم العزاء فى ضحايا الطائرة المنكوبة
- الأسوشيتدبرس:مساعد طيار الطائرة المنكوبة شكا من حالتها لابنته قبيل الإقلاع
- الوزراء: وصول163 جثة من ضحايا الطائرة الروسية لمشرحة زينهم ومعهد ناصر
- وفد روسى يشارك اليوم فى التحقيقات الخاصة بسقوط الطائرة الروسية بسيناء
- مصدر : انتشال 175 جثة حتى الآن من ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة