انتشار الارتكازات الأمنية طوال طريق الوصول للحطام
وكانت قرية بغداد، هى أول قرية فى الطريق من العريش إلى موقع سقوط الطائرة بوسط سيناء، مرورًا بتجمعات سكنية تتخللها طريق يمر وسط مساحات من أرض صخرية وصولاً إلى مدينة الحسنة، ومنها بدأت رحلة البحث عن موقع حطام الطائرة بلافته تشير إلى اتجاه موقع الحادث، ومرورًا بهذا الطريق الذى يشهد من جانبيه ارتكازات لقوات أمنية فى أعلى الجبال، ويشهد الطريق حركة ذهاب وإياب سيارات متعددة وهو بمسافة تصل إلى نحو 80 كيلو مترًا وينتهى بنقطة أمنية تسمى "طلعة البدن" والتى يتوقف عندها عدد من الجنود يسجلون بيانات الصحفيين الذاهبين إلى موقع سقوط الطائرة ويزودونهم بنصائح للمرور عبر الطريق، ويؤكدون عليهم التزام التعليمات الأمنية.
ومرورًا بهذا الطريق تبدأ المعاناة، حيث يسير طريق أسفلت يخترق منطقة جبلية إلى أن يصل إلى لافتة منها تشير إلى مشارف منطقة تسمى "اقريه"، ويتواصل الطريق على هذا الأسفلت لمسافة 40 كيلو مترًا باتجاه الجنوب ويتفرع منه طريق فى اتجاه الشرق هو عبارة عن مدق جبلى فى اتجاه الشرق تسير عليه السيارات.
موقع الحادث يمتد 15 مترًا
وأخبرنا أحد الجنود الذى مر بالمكان مسرعًا مستقلاً سيارة عسكرية أن هذا المكان الحادث، والذى يمتد لمسافة 15 كيلو مترًا وسط أرض صخرية مرورًا بوادى بعرض يقارب 50 مترًا وصولاً لموقع أول جزء من حطام الطائرة والذى يقع بمنطقة منبسطة.
109 خبير روسى وصل لموقع الحطام لبدء تحليل الحطام غدًا
وشهد هذا الموقع حركة دءوبة، حيث تصطف عشرات السيارات العسكرية، وينتشر بالمكان جنود ورجال شرطة فى ذى مدنى وشرطى، وكان بجانب الموقع العشرات من أشخاص يرتدون "أفارولات" زرقاء علمنا أنهم الخبراء الروس وعددهم 109 خبراء، وصلوا مساء اليوم لموقع تحطم الطائرة وشاهدنا كيف أتموا خلال 30 دقيقة عملية نصب معسكر لإيوائهم وإنارته بلمبات كبيرة الحكم تعتمد على المولدات والطاقة الشمسية، وتجهيز المكان بكل ما يلزم من المؤن التى اصطحبوها معهم وهى مياه وأغذية وبطاطين وعلى بعد أمتار من المكان نصبت محافظة شمال سيناء خيمة أخرى لتقديم المساعدات لفرق الإنقاذ وبجوارها نصبت القوات المسلحة خيمة أخرى، وتقوم شاحنات بحمل عصائر ومياه ووجبات غذائية لتوزيعها على المتواجدين.
سياج حديدى يجمع متعلقات ضحايا الطائرة
وعلى بعد 50 مترًا تجمعت متعلقات، أخبرنا قائد أمنى بالموقع أنها تخص الضحايا وشاهدنا من بينها حقائب ولعب أطفال وكاميرات وملابس وأدوات تجميل وأوراق وأكياس بلاستيكية صغيرة كانت مبعثرة، وأشار القائد إلى أن هذه المتعلقات تم جمعها من مناطق متفرقة ووضعها بالمكان والذى أحيط بسياج حديدى تمهيدًا لتسليمها للمسئولين الروس.
وعلى بعد نحو 30 مترًا يتواجد جسم وحطام الطائرة وهو عبارة عن الكابينة التى ارتطمت بالأرض وتبدو منشطر منها أجزاء حديدية، وأكد أحد المسئولين بالموقع أن هذه الأجزاء لم يتم الاقتراب منها وأنها سترفع عن طريق الخبراء الروس.
وانتشرت فى المكان فرق البحث المختلفة فى المنطقة، وأكد أحد المشاركين بهذه الفرق أن بقية أجزاء الطائرة عثر عليها بمنطقة جبلية باتجاه الجنوب، كما تم جمع الحطام من مناطق متفرقة بمحيط موقع الحادث.
وشهدت عمليات البحث طوال اليوم جهود مضنية بذلها رجال البحث بمشاركة خبراء روس كانوا متواجدين فى المكان، كما زار المكان وزير النقل والطوارئ الروسيين، وحلقت فى سماء المنطقة مروحيتين إحداهما إسعاف طائر وأخرى للتأمين، وأكدت مصادر طبية أنه تم العثور على بعض أشلاء بشرية، وتوافد طوال اليوم اللواء سامح عيسى سكرتير عام محافظة شمال سيناء، واللواء على أبو زيد مدير الأمن وقيادات أمنية شرطية وعسكرية رفيعة المستوى.
وصول عشرات المراسلين الروس والأجانب لموقع الحطام
ووصل لموقع الحادث العشرات من الصحفيين المصريين وممثلو وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية وعدد كبير من مراسلى وسائل الإعلام الروسية، وحرص الإعلاميون الروس على تصوير المتعلقات الشخصية وأعمال فرق الانقاذ والبحث الروسية، وبثت عبر الأقمار الصناعية.
أهالى مدينة الحسنة يستضيفون بعض المراسلين الصحفيين
ومع حلول الظلام، أشار قائد أمنى إلى ضرورة مغادرة المكان استعدادًا لإغلاقه، مشيرًا إلى أنه سيبقى فى الموقع الفرق الروسية الخاصة بأعمال البحث وقوات أمنية لتأمين الموقع، وبدأت رحلة العودة بالمنطقة الخالية من السكان والعمران، وعند المرور من نقطة "طلعة البدن" أشار أحد الجنود إلى أنهم يقومون بالتأكيد على عودة كل من دخل الموقع من الصحفيين حتى لا يفاجأوا بنسيان أحدهم نظرًا لطبيعة المنطقة الوعرة.
ثم بدأت الرحلة لمدينة الحسنة وفيها تم الاستقرار طوال ساعات الليل نظرًا لصعوبة مغادرتها ليلاً إلى العريش التى تغلق كافة مداخلها تطبيقا لقرار حظر التجوال، وفى مدينة الحسنة ليلا تبدو الحياة شبه متوقفة، ما اضطر الصحفيين لافتراش الأرض لليوم الثانى على التوالى، نظرًا لعدم وجود فنادق أو أماكن قريبة للإعاشة، وحرصوا على التزود بحاجاتهم من الطعام والأغذية من المحلات التى تغلق أبوابها الساعة السابعة مساءً بعد صلاة العشاء.
وقام بعض أهالى المدينة بفتح منازلهم لاستضافة الصحفيين، مؤكدين أن المدينة تشهد حركة غير مسبوقة بسبب تواجد الصحفيين بكثافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة