ننشر المحاضرة الثانية لـ"ورش النقد الفنى بجمعية محبى الفنون الجميلة" لـ "هبة الهوارى"

الإثنين، 05 أكتوبر 2015 11:10 م
ننشر المحاضرة الثانية لـ"ورش النقد الفنى بجمعية محبى الفنون الجميلة"  لـ "هبة الهوارى" جانب من المحاضرة
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقامت الدورة الرابعة من دورات "الورش التحضيرية لمسابقة الطلائع للنقد الفنى" فى الرابعة من مساء أمس الأحد، ثانى محاضرتها المقامة تحت رعاية "جمعية محبى الفنون الجميلة"، بمحاضرة للناقدة الدكتورة هبة عزت الهوارى، فى إطار المحور الأول من محاور الدورة الحالية؛ وهو محور "أركان صياغة النَصّ النقدى ومهاراته"، وذلك بمقر "جمعية محبى الفنون الجميلة" بجاردن سيتى.

وناقشت الورشة بعض المفاهيم الأساسية وبعد مناقشة كل مفهوم قامت المتدربات بتطبيق بعض آليات التحليل على لوحات معروضة على الشاشة لبعض الفنانين التشكيليين المصريين.

وقامت الدكتورة هبة عزت الهوارى بتقديم الورشة بعرض عدد من المحاور الرئيسية فى أسس النقد تضمنت، أهمية اختيار المنهج المناسب للبحث النقدى، خطورة الإسراف فى التأويل و الوقوع فى غواية الإسقاطات السياسية أو الاجتماعية، الإيقاع الحيوى و طبيعة العملية الإبداعية لدى الفنان و مشابهتها للحلم، الاهتمام بضرورات الصياغة اللغوية و عدم الانسياق وراء الصنعة أو الغنائية المفرطة فى العاطفة

1) أهمية اختيار المنهج المناسب للبحث النقدى التشكيلى دونما تعسف أو خلط للأوراق ، أو التقاط شذرات من هنا و هناك ليس لها علاقة موضوعية ببعضها تتآلف لخدمة هدف البحث أو المقال ، الاستفادة من مؤلفات د. شاكر عبد الحميد و د. صلاح فضل و تكليف المتدربين بقراءة نصوص نقدية بعينها تفيدهم أثناء عملية التحليل .

المفهوم المعرفى المؤسس للفن هو النظرية، والمنهج النقدى هو الذى يختبر توافق هذه النظرية مع مبادئها، ويمارس فاعليته، ويتم تداوله عبر جهاز اصطلاحى يحمل قنوات تصوراته ويضمن كيفية انطباقها – قرباً أو بعداً – مع الواقع الإبداعي، والمنظومة الاصطلاحية تمثل الطرف الثالث فى العملية المنهجية، فيصبح لدينا النظرية والمنهج والمنظومة الاصطلاحية والأخيرة تمثل الأدوات المنهجية التى يطبق بها المنهج، وهى خاضعة للتغير من منهج إلى آخر، وتلعب المصطلحات الخاصة بكل مجال دوراً أساسياً فى التمييز بين اختصاصات المناهج؛ وهذه الأطراف الثلاثة: النظرية – المنهج - المصطلح – تمثل منظومة متكاملة تبدأ من الإطار الشامل ( النظرية )، وتنتهى إلى التقنية المتداولة التى يستعملها أصحاب المنهج فى ممارستهم العملية.

2) خطورة الإسراف فى التأويل و الوقوع فى غواية الإسقاطات السياسية أو الاجتماعية أو غيرها مما ليس موجوداً فى العمل الفني.

النص الإبداعى (أدبى - تشكيلى ) كتلة لها أنظمة خاصة مفتوحة على التأويل بسبب تعددية الدلالات و تنوعها و هو منجز عبر تفاعل المعانى و التراكيب القديمة و الحديثة أو السابقة و اللاحقة ، ضمن أنساق فرعية و أساسية ، حيث يتم تشكيلها و صياغتها فى شبكة من العلاقات المنسجمة من حيث الترابط بين المعنى و ما وراء المعنى ، و بين التراكيب و طرق صياغتها .فالنص الإبداعى يكتفى بذاته ،بمعنى أنه يرفض الإسقاط من الخارج لأنه ينتج دلالات مفتوحة على الخارج . أى أن القارئ –الناقد يرى دلالات النص الخارجية داخل النص بصفتها جزءً من ماهيته و ليست جزءً من ماهية الخارج ،فالاستطراد نحو الخارج يفقد النص روحه الإبداعية أى خصائصه .

لكن النص الأدبى نفسه لا يكون مغلقاً . أما بالنسبة للقارئ – الناقد فهو يضيف إلى هذه الكتلة (النسيج الفنى ) أو يحذف منها ،و هنا يقع فى مجال الشراكة . و هو قد يكتفى بقراءة (إشعاعات النص الممكنة ) أى التى تشع من محيط الدائرة دون أن يبتعد عن هذا المحيط ، لأن مركز القراءة الفاعلة يكون عادة حول نويات النص .

3) الإيقاع الحيوى و طبيعة العملية الإبداعية لدى الفنان و مشابهتها للحلم (مناقشة بعض مقولات د. يحيى الرخاوى)

النتاج الإبداعى هو الصورة المحورية الرمزية للعملية الحركية المتناوبة ، التى يظل عليها المخ البشرى ،و التى تشمل فى أحد أطوارها تفكيكاً ، يهدف إلى إعادة التنسيق على مستوى أعلى ، و ذلك من خلال الاستمرار فى تمثل المعلومات الموروثة و المكتسبة تمثلاً تدريجياً متصاعداً . و يستخدم المخ معلوماته بطرق عدة ؛ أهمها – هنا – الحلم و الإبداع .و إذا كان الحلم يحاول دائماً أن يعيد التنظيم ، و يحكم التناغم ، و يعزز التعلم فى حالة من الوعى (البديل ) النشط ، فإن الإبداع يقوم بالمحاولة نفسها ، سوى أنه ليس دورياً بالضرورة ، كما أنه يتم بقصد إرادى بشكل ما ،و فى حالة وعى فائق ".


4) الاهتمام بضرورات الصياغة اللغوية و عدم الانسياق وراء الصنعة أو الغنائية المفرطة فى العاطفة .

يتبع الناقد هنا منهجاً محكماً فيدرس ما أمامه ، مورداً حججه ، معللاً أحكامه ، قاصراً لها على التفاصيل التى ينظر فيها ، رافضاً إطلاق التفضيل ، و كل هذا ضد التعصب أو الأهواء الشخصية ذوق أولى البصر بالفن أو بالأحرى هو الذوق المعلل ، و فى التعليل ما يجعل الذوق وسيلة مشروعة من وسائل المعرفة "، فى رأى د. مندور شيخ النقاد يدعو إلى الإعجاب ، و هو فى هذا يعود بنا إلى التقاليد الفنية الجميلة الصادقة النظر ، الذى تحدث عن الذوق المثقف.

5) مناقشة للوحة (حلم هاملت الليلي) للفنان أحمد فؤاد سليم التى عرضت أمام المتدربين و قام كل منهم بكتابة نص نقدى مصغر عنها، وتوضيح آليات الصياغة الإبداعية عبر عمليات التفتيت و الإزاحة و إعادة التركيب و التشكيل حيث نرى ميلاد تلك الصياغة المتفردة لأحمد فؤاد سليم حيث لا تتوقف الذات مطلقاً عن النفاذ إلى الأشياء، تلك اللحظات المقتنصة التى تشتمل على كل ما سبقها و كل ما هوآت ، تلك اللحظات المفعمة و التى ذكرتها وندى شتينر فى كتاباتها، تلك الومضات الحبلى the pregnant moments التى يلتقطها أحمد فؤاد سليم من الحياة، والتى نراها فيما يشبه عملية كسر الإيهام المسرحى أو السينمائى ، فنحن لا نتلقى منتجاً جمالياً جاهزاً، و لا نقبع فيما وراء اللوحة ننتظر مقولته الفاصلة، بل هو يخترق معنا قواعد اللعبة و نتفق معاً أننا نسترق النظر بإذنه و نتلصص بموافقته على عملية الصياغة و الخلق و التعديل، ونشهده و هو يراوغ الجسد البشرى و تشكلاته سواء فى مجموعة العاريات أو صبرا و شاتيلا أو مجموعة العازفين و الغناء الأوبرالى أو مجموعة توحد الجسد ،أو مجموعة موسيقى .

وفى ختام الورشة تم الاتفاق مع المشاركين على إعداد مقال نقدى و تجهيزه للمناقشة فى الورشة التفاعلية القادمة .


موضوعات متعلقة..


جمعية محبى الفنون الجميلة تعلن مواعيد دورات الورش النقدية لمسابقة الطلائع








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة