"ضجيج بلا طحن" هذا هو التوصيف الدقيق لحال السينما المصرية، موسم هزيل يكشف عورات الصناعة وعورات القائمين عليها، والدولة التى تطبق دائما شعار "ودن من طين وودن من عجين"..
والمفارقة أن نفس الدولة هى من تقوم بإطلاق مهرجان القومى للسينما لصناعة قاربت على الموت مكتفية بالشكل ولنكن منصفين وواضحين أمام أنفسنا، السينما المصرية لو استمر بها الحال بهذا الشكل "هتروح فى الوبا"، لا تحدثونى عن ألفاظ خارجة بالأفلام ولا تتساءلوا عما يفعله السبكى بالسينما ولا تكثروا الكلام حول تواضع ما يقدمه السبكى ووصفه بالمسىء للأخلاق، فيلم تامر حسنى "أهواك" الملىء بالألفاظ _كما قال البعض_ الخادشة للحياء..
وإصرار الأبطال على ترديد كلمة "فشخ" وغيرها من الكلمات التى تسىء لرهافة المشاهد، والغريب أن من يرددون هذه الاتهامات والكلمات نسوا أو تناسوا الموجات التى مرت ومازالت السينما المصرية تمر بها من موجات لأفلام المقاولات وأفلام المخدرات وقت ما كانت هناك أفلام تصور "لتعبىء" بنفس التعبير على شرائط فيديو وترسل إلى الخليج، حيث كان الممول الخليجى يطلب هذه النوعية بعينها، وقتها كان هناك من "يشدون شعورهم" وينددون الحال على السينما المصرية، وكيف تردى بها الحال إلى هذه الدرجة.. ولكن دائما ما كانت هناك إنتاجات يقوم بها المنتج الفرد أو الفنان صاحب وجهة النظر الذى يتولى إبداعه بنفسه.
فى الثمانينات والتى شهدت موجة أفلام المخدرات والمقاولات كانت جنبا إلى جنب مع أفلام الواقعية الجديدة، عاطف الطيب وداود عبد السيد ومحمد خان وخيرى بشارة، كانت هناك أفلاما تحفظ ماء الوجه وتمثل السينما المصرية فى المهرجانات، انحسرت هذه الموجة وبقيت إنتاجات السينما المصرية فى التاريخ السينمائى وأرشيف القنوات والدول التى اشترت حق العرض، لذلك يجب على السينمائيين المصريين ومن يتابعون الحركة السينمائية أن يواجهوا أنفسهم بالحقيقة ومسئوليتهم عن تردى الوضع وهناك أسماء بعينها مسئولة مسئولية كاملة، عما وصلت إليه السينما من تردى، أولهم المنتجة إسعاد يونس وكل أصحاب الشركات الكبيرة التى احتكرت السوق وقضت على المنتج الفرد.
السينما المصرية بأوضعها تحتاج إلى وقفة جادة، إلى أناس مخلصين مبدعين حقيقيين، يعملون لصالح الفن السينمائى، إلى وزير ثقافة يستطيع أن يدرك حجم المأساة وكيف يبدأ خطوات الإصلاح مصر تحتاج إلى ثورة تنويرية فى الفن والثقافة، بعيدا عن "فشخ" السبكى وسينماه التى تؤرق الأخلاقيين، وأصحاب الضمائر اليقظة.. والذين يجب أن يسألوا أنفسهم أولا "ماذا يتوقعون من مريض فى غرفة الإنعاش.. تخلى عنه الجميع؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة