صابر حسين خليل يكتب: حدث فى مدرسة ابنتى

الإثنين، 05 أكتوبر 2015 10:07 ص
صابر حسين خليل يكتب: حدث فى مدرسة ابنتى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأطفال زهور تنمو بيننا بجمالهم تحلو الحياة، ابنتى الصغيرة تقوى رمز لحلاوة الحياة، ابتسامتها وشقاوتها تمنح السعادة للجميع، بلغت من سنوات عمرها أربعة أعوام.

رقة الحال لا تسمح بإلحاقها بمدرسة خاصة، تقدمت بأوراقها لمدرسة حكومية، وتم قبولها بالصف الأول برياض الأطفال، سددت المصروفات وأكملت أوراق ملفها الدراسى.

وفى بداية العام الدراسى أمسكت يد ابنتى لتخطو أولى خطوات المستقبل زهرة هى اكتست بحلة الربيع الزاهية، تكاد أقدامها تلامس الأرض فرحاً بالذهاب للمدرسة.

خطوات هى حتى باب المدرسة تتحسس ابنتى كل ثانية حقيبتها الوردية اللون، وتضع يدها فى جيوب زيها المدرسى الزاهى، الخطوة الأولى لها عبر باب المدرسة، لحظتها انتابنى شعور غامض لم أدركه حينها.

وصلنا لباب الفصل، زهور وزهرات مستقبل مصر القادم، استقبلتها مدرسة الفصل ونظرت فى قائمة الأسماء لديها وأخبرتنى أن اسم ابنتى غير مقيد لديها، ظننت فى البداية كون الأمر خطئًا مطبعيًا، لكنها ألقت بقنبلة أقوى من قنابل الإرهاب الغاشم. انظر قائمة المستبعدين، قلت لها أى قائمة؟ وأى مستبعدين؟ قالت هناك ثلاثة عشر طفلاً مستبعدًا. أسرعت حيث أشارت لمكان القائمة، هى ورقة مدون عليها بقلم ردىء وخط أسوأ، أسماء الأطفال المحكوم عليهم بالاستبعاد من الدراسة والسؤال الذى راودنى ساعتها يا ترى ما سر استبعاد هذه الزهور البريئة؟ وهل تحريات المدرسة أثبتت خطورة هؤلاء الأطفال على أمن المدرسة؟ أم هم خلية إرهابية تكونت لتفجير المدرسة؟ نزعت الورقة من مكانها، وصعدت بها إلى الإدارة وأنا ممسك بيد طفلتى التى تحولت فرصتها بالمدرسة لعلامة استفهام كبيرة، لا يدرك سنها الصغير معنى ما يدور حولها.

دخلت إلى الإدارة بعد السلام، طلبت منهم تفسير ما بهذه الورقة، وبمنتهى الهدوء ردت مديرة المدرسة، بأنه تم قبول أربعين تلميذًا واستبعاد الباقى، صرخت فى وجهها لماذا لم يتم إخطارى من قبل، ردت بنفس الهدوء المقيت لقد علقنا منشورًا بذلك. ازدادت ثورتى وقلت لها من أين لى أن أعلم بمنشوركم المقيت المكتوب بلا عناية فى مكان مجهول داخل المدرسة التى لم أخطو بداخلها منذ قبول ملف ابنتى وسداد المصروفات. وما فائدة عنوان ولى الأمر ورقم هاتفه بداخل الملف إذ لم يستخدم فى مثل هذه الحالات؟ لماذا لم يتم رفض الملف عند تقديمه حتى أتمكن من التقديم لها فى مدرسة أخرى؟

علا صوتى أكثر وأكثر بسبب عدم المبالاة من إدارة المدرسة ومديرتها ووكيل المدرسة الذى تقدم بمبررات أقل ما يقال عنها إنها تافهة، يشرح فيها ويحاول إثبات أن المدرسة غير مذنبة.

لحظة يقف عندها الزمن، تدرك ساعتها أنه لا سبيل للإصلاح ما دامت هذه العقول تتحكم فى التعليم فى مصر، لحظة واحدة تعرف أن السبيل لإنقاذ مصر هى نسف هذه العقول البائدة.

إن تطوير التعليم لا يقوم على زيادة راتب المدرس فقط. لابد من تطوير عقليته وعقلية الإدارة المدرسية، لابد أن يكون المدير صاحب عقلية متفتحة خلاقة، وأن يقتنع بداخلها بأهمية التلميذ ومستقبله، فمستقبل مصر القادم أمانة بين أيديهم.

نعم نحن لا تنقصنا الكوادر، لكن الذى ينقصنا أن تكون هذه الكوادر فى المقدمة تقود المسيرة.
نريد نظرة لروح التعليم التى يجب أن يتعلمها الجميع، التعليم هو السبيل الوحيد للخروج من حالتنا المتردية.

أرجو أن ينتهى انتظار ابنتى الصغيرة بإصلاح منظومة التعليم فى مصر إصلاح المكان والمنهج والمدرس والإدارة.

لتحيا مصر لابد أن يحيا أبناؤها مستقبل هذا الوطن ولا يتم استبعادهم حتى يكونوا نواة لمستقبل أفضل لمصر.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

على الدين

اضم صوتى لصوتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة