«ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى، ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته، وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب، وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور، وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».. «ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه كما قلت فى ست ساعات».
كان واقع هذه الكلمات مدغدغا للمشاعر، عندما ألقاها الرئيس السادات أمام مجلس الأمة، بعد أحد عشر يوماً من اندلاع حرب أكتوبر، ومع مضى 42 عاما على النصر العظيم، ما زلنا نحتاج لملايين الكلمات، التى ستقف عاجزة عن وصف ليس بطولات، وإنما معجزات الجيش المصرى فى نصر أكتوبر.. كيف عزف الأبطال هذه الملحمة بنسق متناغم بلغ من العظمة ما أذهل الجميع؟ فلكل فرع من الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ولكل فرقة ولواء وفوج وكتيبة وسرية قصص وبطولات ما زلنا حتى اليوم نكتشفها، ليس مما يُكتب أو يُقص من قادتنا فحسب، وإنما مما نقرأه فى مذكرات قادة العدو من سرد لسطور طويلة عن وصف ساعات وأيام الذعر، التى عاشوها على يد الجيش المصرى الذى حقق الانتصار، ورفع هامات المصريين عالية.
فحرب أكتوبر تُعد معجزة عسكرية تدرس عملياتها فى أكبر وأعرق الأكاديميات العسكرية فى العالم، فإننا لم نستطع حتى الآن أن نفى ونحفظ فى ذاكرة الوطن أسماء كل الأبطال، الذين صنعوا المعجزات على أرض الفيروز المباركة، التى ما زالت تعانى من إرهاب المرتزقة، الذين ظنوا أنهم يستطيعون، فى ظل حكم مرسى، أن يسلموا سيناء وطناً بديلاً لحماس، غافلين أن لمصر جيشاً يحميها، وأن أبناءها الأبرار صنعوا ثورات عظيمة استلهموها مما فعل أجدادهم من بطولات فى حرب أكتوبر المجيدة، وأن أرواح الآلاف منا لهى أرخص بكثير من شبر واحد من الأرض، التى رُويت وما زالت تُروى.. بدماء أنبل، بل أعظم من أنجبت مصرنا الغالية، فالجيش المصرى، يعد من أقوى جيوش العالم، وأكثرها قدرة على الجاهزية للقتال فى وقت قياسى، حيث تصفه إسرائيل بأنه الجيش الوحيد فى المنطقة القادر على مواجهة الجيش الإسرائيلى فى ميادين القتال، وأن تنظيم الجيش المصرى وقدراته تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، فعاش الجيش المصرى درع الوطن وسيفه، الجيش العربى الوحيد القادر على الردع، بعد تفكيك الجيش السورى ومن قبله الجيش العراقى، فالجيش المصرى رجال.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
حرب أكتوبر تدرس "عمليـاتـــــــــــــــــــــها" فى أعرق الأكاديميات العسكرية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مرزوقي
أحلى ما في الإنتصار هو الإنتصار على الهزيمة!