تعودت الغياب فى صمت.. والعودة فى هدوء صاخب!! تعلمت من أساتذتى فى محراب الصحافة والرأى، أنه ليس مهماً أن تكون موجودا.. المهم أن يكون وجودك مهما وضروريا.. أكتب اليوم للرد على أسئلة تلاحقنى من الذين أشكرهم وأقدرهم.. كانوا يسألوننى: أين أنت؟! وكنت أرد بابتسامة وكلمات تحرض على الأمل والتفاؤل، لأننى نصبت نفسى قبل سنوات «إماما للمتفائلين» ولا أنكر أننى فى بعض الأحيان كنت أعانى هزائم غير مبررة!!
عشت شهورا طويلة مجردا من سلاحى رغم أنفى.. فلا نافذة أطل منها على من تعودت أن أكتب لهم.. وواكب ذلك حصار فرض على صورتى وصوتى أن يعيشا مخنوقين!! وعندما فاتحنى- واستدرجنى- الزميل «خالد صلاح» لاستئناف الكتابة على صفحات «اليوم السابع» وافقت بقليل من الحماس.. ثم اشتعلت محاولا التفاعل مع الناس، وإشعال شمعة فى الضوء الخافت.. وشاءت الأقدار التى كتبت غيابى، أن تكتب عودتى لأطل على المشاهدين اعتبارا من اليوم لأقدم «البرلمان» عبر شاشة ON TV.. وأصارحكم القول بأننى أعود مرهقا فكريا لحيرتى فى أسباب حرمانى من التعبير.. فالدولة أو أجهزتها لم تمنعنى.. لكن «المناضلين الجدد» هم الذين حاربونى.. وهؤلاء صوتهم عال وأسلحتهم فتاكة.. ففى زمن «مبارك» عانيت اضطهادا، وبعده واجهت حربا لا هوادة فيها من «جماعة الإخوان» وبعدهم «جماعة النصابين» الذين قدموا أنفسهم للأمة على أنهم ثوار.. وهم فى الحقيقة «أنصاف لصوص»!!
تعودت ركوب سفن الأمل، لكن سحب الإحباط حاولت أن تخنقنى فوق سطحها.. استسلمت قليلا، ثم قررت التحدى والقتال.. وفى كل مرة كان يحالفنى الانتصار.. لكن «الانتهازيين الجدد» كانوا قادرين على استثمار نتائج المعارك التى دخلتها فى حياتى!!
أكتب اليوم حزينا على «الأهرام» التى أغلقت الباب فى وجهى، وفتحته للذى أشعلنا ضده ثورة قبل «25 يناير» وأقصد «مرسى عطا الله» الذى لن أنسى يوما فرضوا فيه أن أخرج بإجازة بدون مرتب.. ولحظة خروجى كان «مرسى عطا الله» يتبختر غازيا للأهرام كمستشار لرئيس مجلس إدارتها الحالى.. والمثير أن أحدهما ادعى الثورة على مدى سنوات، وثانيهما عاش مجندا لأجهزة الأمن طوال عمره.. وأترك لكم التفسير.. والمهم أننى أكتب على صفحات «اليوم السابع» وسأطل عليكم عبر ON TV من اليوم.. دون أدنى علاقة للدولة بحضورى أو غيابى!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة