سقوط الطائرة الروسية يسلط الضوء على إهمال الحكومات لوسط سيناء.. فشل سيارات الإسعاف فى الوصول للضحايا لوعورة الجبال.. منطقة الحادث تضم 21 قرية منسية.. والحسنة تشهد تجاهلا حكوميا رغم ثرواتها الهائلة

السبت، 31 أكتوبر 2015 02:43 م

الطائرة الروسية

تحليل يكتبه عبد الحليم سالم

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعادت حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية فى وسط سيناء المنطقة إلى صدارة المشهد من جديد، فى ظل الاهتمام العالمى بالحادث الذى راح ضحيته 224 راكبًا.

وسط سيناء يضم مركزى نخل والحسنة، والأخير سقطت الطائرة فى منطقة جبلية فى نطاقه.

مركز الحسنة من أقدم مراكز وتجمعات وسط سيناء وقد اشتهر مركز الحسنة فى وسط سيناء بعد رحيل الاحتلال فى عام 1982، حيث كان أول إدارة محلية فى وسط سيناء واشتهر بعمليات التهريب التى كانت تتم على حدود مركز الحسنة أيام الفصل وعودة المناطق إلى مصر.

وسمى المركز على اسم مدينة الحسنة التى كان اسمها قديما بئر الحسنة وتقع فى منطقة وسط سيناء، ويعتمد السكان على الرعى وبعض الزراعات القليلة.

قرى المركز 21 هى: الجدى - الحمه -الجفجافة - الريسان- الغرقدة - المغارة - المفارق- المنجم - بغداد - قرية - المليز - وادى العمرو - الكيلو 64 (الوفاء) - القسيمة - المغفر - المقضبة -المنبطح - أم قطف - أم شيحان - بئر بدا - عرب بلى - عدد السكان تقديرى عام (2014) 28449نسمة.

أهم المعالم: منجم فحم المغارة ــ سد الروافعة ــ عين القصيمه وواحتها الطبيعية ــ عين قديس ــ محاجر الزلط والتربة الزلطية محاجر الرخـام فى جبل يلق ــ يوجد بها ممر الختمية وممر الجدى -منطقة المليز ـــ مصنع أسمنت سينـاء ومنطقة الصناعــات الثقيـلة بقرية بغداد- منفذ العوجـة.

المشهد فى وسط سيناء كئيبا، ليس فقط لسقوط الطائرة الروسية ولكن للإهمال الجسيم من قبل الحكومات المتعاقبة والتى تركته فريسة، سواء للحيوانات الضالة أو لبعض العصابات الإجرامية سواء مهربى الأفارقة أو مهربى المخدرات عبر الحدود.

شهد الوسط حرب الداخلية مع بعض المهربين والخارجين على القانون بعد أحداث طابا عام 2004 ، وشهد حربا أيضا بعدها بسنوات، ومع أن المركز ملء بالكنوز ومياه السيول ومواد الخام، إلا أن أبناء المركز يعانون الفقر الشديد.

وسط سيناء منذ خلقها الله، وهى بهذا الحال سلاسل جبال مترامية الأطراف ومساحات شاسعة وفراغ قاتل.

والطريق إلى وسط سيناء يشبه السير فى صحراء من العصور الوسطى، فالسيارات محاطة بالجبال والصحراء الممتدة على مدى الرؤية، ناهيك عن سوء حالة الطرق، كل الطرق فى الوسط سيئة لا يقهرها إلا العارفون ببطونها، حيث تكون الحيوانات البرية "ونيسهم"، خاصة فى الجبال الوعرة التى تخفى أكثر مما تبدى، فى هذه التربة الخصبة التى يتلكأ رجال الأمن فى خوضها تعيش نوعيات أخرى من البشر ليلها نهارا فى الوقت الذى يطالب أمناء وأفراد الشرطة من وزير الداخلية مؤخرا، بالخروج بحملات من الجيش والشرطة لمطاردة بعض العناصر المطلوبة أمنيا، والتى تهاجم أفراد الشرطة.

وسيناء هكذا خلقها الله تجمع بين كل المتناقضات فى آن واحد فهى أرض حوريب أى الخراب قديما وأرض الجدب وفى الوقت نفسه أرض النماء والفيروز وسين الآلهة عند الفراعنة قديما، إنها سيناء على مر عصورها قهرت الغزاة وقهرت كل من يحاول قراءة واقعها.. ثرواتها أبت على المستثمرين وكنوزها تبحث عن المخلص عن البطل فى ظل تراجع الحكومة عن دور البطولة.

أما جبل الحلال الذى دارت فيه معارك طاحنة بين الشرطة ومهربين وعناصر إرهابية مسلحة فى الفترات السابقة فقد فقَد بريقه بعد أن أصبح مرتعا "للحلال" وهى الأغنام والماعز التى يملكها البدو، وقلة من العناصر الإجرامية، وتمتد شبة جزيرة سيناء على مساحة تصل إلى 61 ألف كيلو متر مربع بشمالها وجنوبها، وتحظى الصحراء والجبال فيها بالنسبة الأكبر، وهى مناطق غير مأهولة ووعرة ولا يعرفها إلا قلة من "أدلاء" البدو.

المشهد السابق كان سببا فى صعوبة الوصول للطائرة الروسية لعدم وجود طرق تؤدى للمناطق الجبلية، وبالتالى تم اللجوء إلى الإسعاف الطائر، ويضع علامات استفهام حول استمرار اهمال المنطقة.

موضوعات متعلقة..