يحمل الإرهاب وجها قبيحا يخيف به الأبرياء، لكنه فى الحقيقة مجرد وهم وقناع يحكمه الجبن والخوف، فإذا ما شعر بالتحدى تبخر وضاع وأصبح سرابا لا نجده، لكن للتحدى أصول مهمة ومنها التحدى بالثقافة والوقوف فى وجه الإرهاب بالفن، فالإرهاب يختار دائما أرضا صالحة ليعلن عن وجوده وغالبا ما يأتى هذا الاختيار مرتبطا بالمناطق البعيدة والنائية حيث يسعى للسيطرة عليها وإرهاب أهلها المسالمين، مثلما يحدث فى سيناء، لذا علينا أن نفعل ما فعلته فرنسا فى تونس، وأن نقيم حدثا ثقافيا كبيرا فى أرض الفيروز.
فى لفته تحسب لها قامت أكاديمية جونكور الفرنسية بإعلان القائمة النهائية لأسماء الروائيين الأربعة المرشحين للفوز بالجائزة فى متحف باردو بتونس، فى محاولة من الأكاديمية لدعم البلاد التى كانت ضحية اعتداءات إرهابية تعرض لها المتحف.
لكن فى سيناء تقريبا لا نجد حدثا ثقافيا كبيرا فآخر الأنشطة التى حدثت هى معرض لبيع كتب إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة بأسعار رمزية، وهو ما نظمه فرع ثقافة جنوب سيناء التابع لإقليم القناة وسيناء الثقافى ضمن فعاليات مبادرة صيف ولادنا واحتفالات قناة السويس الجديدة.
هذه فعاليات مهمة لكنها بسيطة وربما لن يعلم بها أحد سوى المثقفين ولن تتجاوز حدود قصر ثقافة جنوب سيناء، الأمر يحتاج أكثر من ذلك، يحتاج حدثا عالميا، مثل الذي يحدث عند الأهرامات من مجىء النجم العالمى مورجان فريمان أو حفل الموسيقار العالمى يانى.
لماذا لا تسلم جوائز الدولة مثلا فى سيناء بعد الإعلان عنها فى المجلس الأعلى للثقافة، لماذا لا يغنى محمد منير وعمرو دياب فى سيناء بدلا من الساحل الشمالى. لماذا لا نفعل ما فعلته فرنسا فى تونس.
