تحليل يكتبه أحمد إبراهيم الشريف: علموا أولادكم المسرح كما تفعل "برودواى"

يعيش المسرح المصرى فى الفترة الأخيرة حالة نشطة مقارنة بالفترة السابقة التى كاد أن يكون متوقفا فيها تماما، فقد كثرت العروض من حيث العدد، وتنوعت التجارب من حيث الروية والتناول، وعلينا أن نؤكد أن "الشباب" مخرجين وممثلين هم من صنعوا هذا الفارق وبدأ هذه الخطوة الجادة، ومع هذا ما زال الجمهور بعيدا عن الوصول لمقعد المتفرج للمتابعة والاتفاق أو الاختلاف، وما زال النقاد لم يستغلوا بعد هذه الصحوة فيقدمون العروض بالشكل الوافى فى صفحاتهم الأدبية والفنية.

هناك مسرحيات جادة والأداء فيها جيد ومع ذلك يكون الحضور فيها قليلا جدا وعادة فى نهاية العرض ما نكتشف أنهم أصدقاء الممثلين وأقاربهم، وكثير منهم ربما يفكر فى إجراء محادثة ويخرج من القاعة فى لحظة "الذروة" وفى لحظات التجلى فى المسرحية.

هذه المشكلات حدثت لكون الجيل الحالى من الشباب لم يتربى على المسرح وعلى زيارته والمشاركة فيه، فتلقفته السينمات بعروضها الهزيلة وقيمها المتردية، لذا كى تنقذوا أولادكم علموهم المسرح كما يحدث فى مسارح "برودواى" ففى محاولة لجذب النشء الجديد للمسرح وإطلاعه على التاريخ الأميركى، تم طرح تذاكر مخفضة بسعر عشرة دولارات على نحو عشرين ألفا من طلاب المدارس الثانوية الحكومية فى مدينة نيويورك لحضور "هاميلتون"، أقوى العروض المسرحية الحالية فى برودواى، كما ذكرت مواقع عربية وأجنبية.

وستدعم مؤسسة روكى فلر فاونديشن - وهى مؤسسة تعتمد على التبرعات فى نيويورك - أسعار التذاكر بمنحة قدرها 1.46 مليون دولار مقدمة من معهد "جيلدر ليرمان" للتاريخ الأميركى، وهى جماعة غير هادفة للربح تعمل بمجال تطوير البرامج التعليمية باستخدام الموسيقى داخل الفصول الدراسية.

وتعتمد مسرحية "هاملتون" على نجوم بمجال الموسيقى فى سرد قصة ألكسندر هاميلتون -أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة- الذى شغل منصب وزير الخزانة فى عهد الرئيس جورج واشنطن وقاد تصميم النظام الاقتصادى الأمريكى.

وتتراوح أسعار التذاكر - التى بيعت بالكامل حتى نهاية هذا العام - بين 57 دولارا و160 دولارا ووصلت إلى ألفى دولار فى السوق السوداء. لكن وفق البرنامج الموضوع سيدفع الطلاب عشرة دولارات لمشاهدة العروض الصباحية ليوم الأربعاء بدءا من أبريل 2016.

موضوعات متعلقة..

بالصور.. كيرا نايتلى تثير إعجاب الجمهور على مسرح برودواى