أكد الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة، وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، التوصل لعقاقير جديدة مركبة لعلاج مرض الإيدز (نقص المناعة البشرية المكتسبة) قادرة على وقف نشاط الفيروس.
وأضاف مصباح، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن العالم أصبح يتجه الآن نحو استخدام العقاقير المركبة فى علاج الفيروسات، بعد خاصة بعد نجاحها فى علاج الكثير من الأمراض الفيروسية، وخصوصًا فيروس "سى" فاتجه العلماء لإنتاج أدوية مركبة لعلاج الإيذر.
وأشار إلى أن العقاقير المركبة نجحت ليس فى القضاء على فيروس الإيدز، ولكن منع تكاثره، بحيث يكون المرض قابل للسيطرة، ويعيش المريض حياته بشكل طبيعى، فتم التوصل لعقاقير قادرة على الحماية من العدوى بفيروس الإيدز، ويمكن للزوجة أن تتناولها قبل العلاقة الجنسية، لمنع إصابتها بالعدوى.
وقال أنه يوجد الآن العديد من الأدوية التى يمكنها إيقاف نمو فيروس "الإيدز" وإعادة الجهاز المناعى لحالته الطبيعية، شريطة تناول العلاج بشكل مستمر مدى الحياة.
وأوضح أن علاج الإيدز حاليًا يتكون من مُرَكَّب من 3 أدوية، وأحيانًا أربعة، من بين عشرات الأدوية المتاحة، والتى تعمل على إيقاف نمو الفيروس بطرق مختلفة، وتنقسم إلى خط أول للعلاج ويحتوى على 6 أدوية يحدث بينهم تباديل وتوافيق لاختيار الأنسب، وفى حالة فشل الخط الأول، أو خلق مقاومة من الفيروس، يتم الانتقال إلى الخطين الثانى والثالث من العلاج، والأدوية المختلفة.
وأكد أستاذ المناعة، طرح أدوية جديدة فى سوق الدواء، بعضها يمكن أن تعطى نسبة كبيرة من الوقاية، حال تعرض الإنسان لعدوى فيروس الإيدز، ولمنع الأشخاص الأكثر تعرضًا أو احتمالا للعدوى، إذ يتناوله الشخص القريب من المريض، مثل دواء تروفادا Truvada والمكون من دوائين هما: "إيميتريسيتابين" و"تينوفوفير" موضّحًا أن الشخص المصاب يتناوله ضمن الأدوية المركبة التى يتناولها، ولكن الشخص الأكثر عرضة للإصابة يتناوله لأوقات محددة، مثل أن تتناوله الزوجة قبل أو بعد العلاقة الجنسية مع المريض لمنع العدوى.
وأضاف مصباح، أن هناك الآن على الأقل 4 أدوية حديثة، يحتوى كل واحد منها على الأدوية الثلاثة مجتمعة مثل: "ترايوميك" Triumeq الذى يحتوى على دواء يثبط إنزيم "إنتيجريز" ودوائين يثبطان إنزيم الناسخ العكسى المسمى "ريفيرس ترانس كريبتيز"، وهناك دواء "أتريبلا" Atripla الذى يحتوى على 3 أدوية هى "إيفافيرينز"، و"إيميتريسيتابين"، و"تينوفوفير"، وكذلك دوائى "ستريبيلد" Stribild، و"إيفيبليرا" Eviplera، والذى يحتوى كل منهما على 3 أدوية حديثة لعلاج الإيدز، ويؤخذ قرص واحد منها كل يوم فقط، وكذلك "تريزيفير" Trizivir، الذى يؤخذ بمعدل قرص كل 12 ساعة يومياً.
وأشار إلى أنه فى التوجيهات الجديدة لعلاج الإيدز اختلفت الآراء بشأن نوعية الأدوية التى تستخدم فى بدء العلاج، بينما ظلت منظمة الصحة العالمية على توصياتها باستخدام واحد من مجموعة NNRTI مع اثنين من مجموعة NRTI مثل دواء "أتريبلا" الذى يحتوى على الثلاثة أدوية، وأوصت وزارة الصحة الأمريكية، بإمكانية البداية باثنين فقط من الأدوية دون إضافة الثالث (وهو فى الغالب إيفافايرينز) على أن يكون الدواء إما "تروفادا" أو أن يكون أحد الدوائين من الأدوية الجديدة التى تثبط إنزيم "إنتيجريز" مثل dolutegravir، بالإضافة إلى دواء آخر مضاد لإنزيم "البروتييز" مثل darunavir، وهناك 11 من الاختيارات الأخرى، التى يمكن أن بدء العلاج بها حسب الحالة وحسب تقبل المريض لها، وما تحدثه من أعراض ومضاعفات جانبية، بالإضافة إلى البعد الاقتصادى وتكلفة العلاج، مثل (Truvada + dolutegravir, Truvada + raltegravir, the combination pill Triumeq (which is Kivexa + dolutegravir), and the combination pill Stribild (which is Truvada + boosted elvitegravir) , Truvada plus rilpivirine, and the PI-based Truvada-plus-ritonavir-boosted darunavir).
وتابع الدكتور عبد الهادى مصباح أنه ظل هناك جدل واسع عن كيفية بدء العلاج والأدوية المستخدمة حتى أعلنت الجمعية الإكلينيكية الأوروبية للإيدز (EACS) المبادئ التوجيهية الجديدة لعلاج فيروس "الإيدز"، خلال المؤتمر الأوروبى الـ15 للإيدز الذى عقد فى مدينة برشلونة بإسبانيا، والذى جعل أوروبا كلها تسير على الخطوط الاسترشادية مع بقية العالم، من خلال التوصية بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية بمجرد تشخيص العدوى لجميع المرضى، بغض النظر عن عدد الخلايا التائية المساعدة CD4.
وقال، إن هذه هى المرة الأولى منذ عام 2006 التى اتفقت فيها جميع المبادئ التوجيهية المكتوبة دوليًا على الخطوط الاسترشادية العلاجية لفيروس الإيدز، (Guidelines) متى تبدأ العلاج، مشيرًا الى اتفاق المبادئ التوجيهية مع تلك التى أصدرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) ووزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية (DHHS) والجمعية الأمريكية الدولية للإيدز(IAS-USA) وكذلك الجمعية البريطانية للإيدز على أن يبدأ العلاج فى جميع الأحوال بمجرد تشخيص العدوى بالفيروس مهما كان عدد الخلايا التائية المساعدة CD4.
وكانت الخطوط الاسترشادية السابقة لا يتم تطبيقها للأشخاص الذين لديهم CD4 أكثر من 350 خلية MM3، ثم ارتفعت إلى 400 خلية MM3 بالعلاج.
أستاذ مناعة: التوصل لأدوية مركبة جديدة قادرة على منع تكاثر فيروس الإيذر
الجمعة، 30 أكتوبر 2015 02:43 ص
الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
العلم
فكرة دماغ والله