عندما تبدأ فى تصفح موقع فيسبوك فإنك تستهل هذا التصفح برسالة من مؤسسه السيد مارك زوكربيرج يسألك فيها عن مقترحاتك لتطوير فيسبوك، فيتلقى هذا الشاب الملياردير الذى حقق نجاح ساحق من خلال فيسبوك والذى يتم تطويره بصفة يومية تقريباً إلى الأفضل، ومع ذلك فهو لا يكتفى بهذا النجاح وإنما يريد المزيد فيستغل زوار الموقع فى تقديم المقترحات التى يعكف على دراستها هو وفريقه المميز وينفذ كل ما يمكن تنفيذه بشكل شبه فورى، مما يجعلك لا تمل من الموقع بل وتزيد انبهاراً به يوماً بعد يوم.
كذلك عند دخولك أى فندق مميز أو شركة كبيرة أو بنك خاص أو أى مؤسسة ناجحة فإنك تجد صندوق للاقتراحات يتقدم فيه الزائر إما بعرض مقترح لتطوير الآداء أو باستياءه من موقف أو خدمة معينة فيتم اتخاذ ما يرد للصندوق فى الاعتبار فتزداد المؤسسة نجاحاً وتفوقا.ولا شك أننا جميعاً لا نختلف عن رغبتنا فى النجاح والتفوق، بل ونتمناه لأنفسنا ولبلدنا ولكل مؤسساتنا.
ولكن، هل نتصور أننا إذا دخلنا إلى وحدة مرور مثلاً وشعرت أن لديك مقترح يفيد فى سرعة تيسير الإجراءات للمواطنين، وأردت أن تتخذ موقف إيجابى بتقديم هذا الاقتراح الذى قد يزيح عن كاهل المواطنين عبء تخليص إجراءات الترخيص فى وحدات المرور، فهل تجد من يسمع لك، أو يتقبل رأيك، ويقوم بتنفيذه إذا وجد أنه بالفعل مفيد للمواطنين وللدولة عموماً؟
هل تتخيل أن هناك صندوق لتقديم المقترحات فى السجل المدنى أو الشهر العقارى أو مكتب الجوازات أو أى مصلحة حكومية؟
لماذا يتم تهميش رأى المواطن، وغلق الأبواب أمام مقترحاته التى يستفيد منها القطاع الخاص والمؤسسات العالمية، بل ويقومون بشكر وتحية من يُقدم لهم الاقتراح لأنه لا يبتغى سوى تحسين خدمتهم والتى ستعود عليهم أولاً.
كل الإجراءات الحكومية الروتينية التى لم تتغير منذ عقود طويلة لا يتقبلها المواطنين، ويُقدمون عليها مُجبرين، ويخرجون منها لاعنين هذا اليوم الذى مر مروراً ثقيلاً مُعبئاً بالرشاوى والمعارك والوساطة وإهداراَ لكرامة المواطن، والسر فى هذا هو عدم تجديد خطوات الإجراءات أو استخدام التكنولجيا الحديثة والتى يمكن لكل المواطنين تقديم مقترحات بها.
وإذا فُرض واستمع أحد المسئولين لهذه المقترحات هل سيقوم بتنفيذها؟ أم سيرفع الأمر لمديره، ثم مدير مديره، ثم رئيس مدير مديره إلى أن ينتهى الأمر لاندثار الفكرة، ويبقى الوضع كما هو عليه ! فكلما طال خط سير الفكرة كلما تلاشت وغُفلت وزالت.
إذا فيجب على المسئولين فى الدولة العمل أولاً على فتح باب الاقتراح للمواطنين فى شتى المجالات خاصةً التى تمس المواطن نفسه، ثم تقصير المسافة بين الفكرة والتنفيذ عن طريق كسر نظام المركزية الذى تربيّنا عليه، وخلق جو من التحفيز والثقة لمتخذ القرار الصغير وتشجيعه، ومنحه تلك الصلاحيات طالما أتت فى مصلحة المواطنين.
السيد مارك زوكربيرج مؤسس فيس بوك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد علي حسن
مقال أكثر من رائع
مقال أكثر من رائع يا ريت يعملو بيه في كل البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
على السمرى
مقال اكثر من رائع
اتمنى ياجى يوم و نرتاح من قيود الروتين و المركزية