ردا على تعديل مناهج التعليم بالعراق فى المحافظات المسيطر عليها التنظيم..

مرصد الإفتاء: مناهج داعش التعليمية شعارها "التفجير لا التفكير"

الخميس، 29 أكتوبر 2015 01:39 م
مرصد الإفتاء: مناهج داعش التعليمية شعارها "التفجير لا التفكير" داعش - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدارالإفتاء المصرية أن تنظيم داعش الإرهابي- في محاولته للسيطرة على الإنسان والبنيان، قد انتهى من وضع المناهج التعليمية الخاصة بالتنظيم، والمقرر دراستها العام القادم لمراحل التعليم المختلفة بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة بالعراق والشام، وذلك بعد إعلانه أن العام الحالي هو نهاية العمل بالمناهج القديمة.

وأكد المرصد في تقريره، أن تعديل المناهج الدراسية جاء وفق خطة وضعها التنظيم لاستكمال كافة الجهود لإقامة الخلافة الإسلامية في المناطق السنية في العراق والشام، مبينًا أن التنظيم لا يكتفي بالسيطرة على المواقع الجغرافية فحسب، بل يريد السيطرة على عقول قاطنيها أيضًا، وتغيير بوصلتها لصالحه؛ لتحقيق حلم الخلافة المزعوم، ولتكثير سواده من الشعب.

وأوضح المرصد أن ما تم رصده من تلك المواد الدراسية يؤكد أن التنظيم استعان بمجموعة كبيرة من الخبراء والمتخصصين من جميع ولايات الدولة، بالإضافة إلى خبراء عرب وأوربيين من خارج نطاق الدولة الإسلامية.

وأضاف التقرير أن التنظيم أدرك من البداية أهمية الصورة والإخراج الفني والتقني العالي في توصيل الأفكار لمنتسبيه وغيرهم، لذا فقد استعان بمجموعة من الخبراء والمتخصصين أيضًا في الإخراج الفني للكتب لتظهر جميعها بأغلفة تحمل صورًا لمقاتلين مذيلة بأحاديث عن الجهاد وتحمل أسماء جهادية، تكشف في حقيقة الأمر على أن الغاية ليست إنشاء جيل من العلماء والمفكرين إنما إنشاء جيل مقاتل يدمن على ثقافة الفجير لا التفكير، فلم يكتفِ التنظيم بالمادة العلمية المحشوة باحترافية بمجموعة من الأحاديث والآيات المنزوعة من سياقها، والتي بدلاً من أن تخرج لنا عالمًا ومفكرًا تصدمنا بمقاتل ومفسد، فأراد أن يوصل الفكرة بالصورة المبهرة.

ورصد التقرير مجموعة من الأسماء التي يطلقها تنظيم داعش على المسميات التعليمية، مثل ديوان التعليم بدلاً من وزارة التربية والتعليم، والإعداد الجهادي البدني بدلاً من التربية الرياضية أو البدنية، والتربية الجهادية، والسياسة الشرعية، والصف الأول الشرعي بدلاً من الصف الأول الابتدائي، وهي مسميات يحاول أن يرسخها في جيل جديد، تم إعداده فكريًّا وبدنيًّا على القتل الممنهج، وحذف مناهج العلوم والرياضيات وغيرها لمخالفتها الشريعة الإسلامية، مما يعكس قصورًا كبيرًا في العقلية الإرهابية التي لم تتوقف لحظة لتفكر أنه لولا تلك العلوم ما حمل بندقيته التي يزهق بها أرواح الأبرياء وتحقق له سيطرته على آبار النفط التي تدر عليه الأموال.

وأكد المرصد أن المناهج الدراسية الجديدة المزمع دراستها العام القادم على مناطق سيطرة التنظيم لا تحمل بداخلها أية رؤية للبناء أو الفكر أو التنمية أو التعامل مع ما استجد من قضايا في شتى فروع العلم أو التعامل مع الآخرين، إنما هي مجموعة أحاديث ومواد شرعية منتقاة من التراث الإسلامي منزوعة من سياقها الصحيح، تعزز مفهوم الجهاد بالصورة الداعيشية، وتؤسس لفكرة الفرقة الناجية التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنها داعش، بحيث يكشف عن ماذا تريد داعش، هي لا تريد علماء ولا مبدعين إنما تريد مقاتلين جدد ينضمون إلى صفوفها.

وأشار التقرير إلى نقطة خطيرة وهي حرص التنظيم على تدريس ما يسمى بـ"التربية الجهادية" في المرحلة الابتدائية تحديدًا، وهي مرحلة خطرة في تشكيل وعي الأطفال، والذي يحرص على تنشئتهم تنشئة متطرفة يصعب معها في المستقبل أن تقبل بأي فكر مغاير لها.

وفي نهاية التقرير طالب المرصد بعدم الاكتفاء بانتقاد أفعال التنظيم من الخارج، بل لا بد من دراسة تلك المناهج من الداخل بصورة كبيرة ودقيقة للوقوف بدقة على تفكير هذا التنظيم، وتلاشي تلك النماذج في المراحل التعليمية، وإنشاء أجيال موازية لتلك التي قد تم تنشئتها على القتل والعنف والإرهاب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة