علا الشافعى تكتب: "الشتام".. حلمى بكر

يبدو أن الملحن حلمى بكر لم يعد يملك شيئا سوى أن يخرج لسانه للجميع يشتم ويعترض على كل ما يقوله زملائه فى الوسط الغنائى المصرى والعربى.. بكر يوجه أسهمه فى كل الاتجاهات لا يهتم كثيرا بالسهام إلى من ستوجهه وفى وجه من أو من ستصيبه فى طريقها المهم عند بكر انطلاقها.. ليتحول بعدها إلى حديث الساعة والبرامج، لا أعرف ماهو سر الخلاف بينه وبين النجم المصرى والعربى ونقيب موسيقى مصر "هانى شاكر".. ليستيقظ كل يوم ويوجه له انتقادا ما.

وبدأت المعركة أثناء استضافته فى أحد البرامج _( والتى يتقاضى عنها أمولا بالتأكيد )_ ويسأله المذيع طونى خليفة من هو أمير الغناء العربى هانى شاكر؟ أم صابر الرباعى؟ ويقرر الأستاذ والملحن حلمى بكر أنه صابر الرباعى وهذا حقه أن يختار مايشاء ولكن أن تكون الإجابة مصحوبة بحس سخرية من نجمنا هذا ما لا أفهمه، والسؤال الأهم منذ متى والألقاب هى من تمنح أصحابها الأهمية؟ وهل مثلا أم كلثوم كانت مكانتها ستتغير إذا لم يطلق عليها الجمهور كوكب الشرق؟ فى ظنى لا، أم كلثوم وغيرها من فنانينا العظام الألقاب لم تضف لهم شيئا هل حليم من غير كلمة الفتى الأسمر أو العندليب ستهتز مكانته بالتأكيد لا، فحليم تجربة باقية فى الوجدان العربى إلا أن بكر يصر على تكسير وضرب كل نجومنا الكبار فهو لم يتوقف عند الفنان هانى شاكر بل امتد أيضا للعظيمة شادية وغيرها، ويبدو أن الموسيقار أو الملحن صاحب أغنيات (على اللى جرى، وفى قلبى جرح) بات يدرك جيدا أنه كلما كان شتاما أكثر وصادما فى آرائه سيصبح ضيفا دائما ومفضلا فى البرامج التى لا تهدف سوى "الشو" وجذب أكبر عدد من المشاهدين وإلى هذا الحد لم يصمت بكر، حيث قرر أن هانى شاكر من كارهى عبدالوهاب والمفارقة أن هانى شاكر فى كل حفل له يحرص على غناء "من غير ليه" لموسيقار الأجيال عبد الوهاب..، كما أن معركته مع المطرب اللبنانى فارس كرم مفتعلة هى الأخرى فارس عبر عن رأيه الشخصى فى الجمل الشعرية التى تغنى بها الكبار عن الحب والشوق واللوعة، والقبلة والحضن.. وقال إن بالتأكيد تلك الحالة تحمل إيحاء جنسيا بمعنى أن الحب فيه ذلك الجزء الإنسانى فى العلاقات بين الأحبة وكلامه كان محددا لكل من شاهد الحلقة وكان كلامه فى سياقه ولكن بكر يصر دائما على انتزاع الجمل من سياقها ليدخل فى معركة ويتصدر المشهد، وكنت أتمنى مثل غيرى أن يحافظ حلمى على لقب الموسيقى بدلا من أن يرتبط اسمه بـلفظ "الشتام"، وكلما نستدعى صورته نستدعى معاركه بدلا من أن نستدعى له لحنا جميلا.. هانى شاكر نعد له عشرات الأغانى الناجحة طوال مشواره.. ونفس الحال بالنسبة لنجومنا الذين نال منهم بكر.

وكنت أعتقد أن الفنان صاحب الحس أى كان تخصصه مطرب ملحن أو موزع من المفترض أن يكون همه الأساسى هو الإبداع وأن يرتقى بمشاعر الناس ويعلمهم أن الفن مدارس متعددة وأذواق مختلفة وجود صباح لا ينفى وجود العظيمة شادية وتألق فنان ومطرب بحجم وشعبية نجمنا هانى شاكر لا يعنى أن صابر الرباعى ليس نجما وله جمهور الفن هو التكامل هو أن يجد كل منا ذوقه، والغريبة أن ما يفعله بكر يزرع الفتن ويفرق لذلك أتساءل هل ابتعاده عن التلحين والموسيقى منذ فتره جعله ينسى أو يتناسى المعنى الحقيقى والإنسانى لكلمة فنان مبدع؟ وهل لو قرر واحد من الفنانين الذين يخرج لهم لسانه طول الوقت أن ينزل الشارع ويسأل شرائح متنوعة من الجمهور: "اذكر أهم 3 أغانى لحلمى بكر؟ هل سنجد إجابات؟ وهل سيشعر بكر وقتها بالإهانة؟ لأننا بالتأكيد لو سألنا عن بليغ حمدى؟ أعتقد أن الإجابات ستكون أكثر وجاهزة.