أم مكلومة تجلس على كرسى مقابل التلفاز وعلى الحائط خلفها صورة كبيرة لنجلها بـ"الميرى"، البطل الذى استشهد دفعاً عن بلده، تمسك "الريموت" فتستقر على التلفزيون المصرى، فتتساقط دموعها آلما عندما ترى تليفزيون الدولة يصفه بـ"القتيل"، فترفع يدها للسماء لتشكو المسئولين بصوت خافت إلى الله.
التليفزيون يصف جنودنا الشهداء بـ"القتلى"
فاجأنا التلفزيون المصرى، بإمكانياته الكبيرة باعتباره التلفزيون الرسمى للدولة، والتى خصصت ميزانية ضخمة ليرتقى بمستوى متابعة الحدث، بالنقل منذ أيام عن فضائية أجنبية "روسيا اليوم" خبر مفاده "مقتل 3 جنود وجرح آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مدرعة جنوبى العريش شمال سيناء"،
ألم يخجل من أذاع ذلك الخبر من نفسه لوصفه شهدائنا الأبرار بهذا الوصف المشين، ألم يعلم منزلة الشهداء ولم يدرك الآية الكريمة من سورة "آل عمران" بسم الله الرحمن الرحيم: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم.
نستنتج مما سبق أن التليفزيون المصرى يقدم أكبر خدمة إعلانية مجانية للجماعات الإرهابية، وتحول بسبب خطأ ليكون ذراع الإرهاب الإعلامى، لذا الدولة مُطالبة بإعادة هيكلة هذا المبنى المترهل حتى لا نسير وفق: "وَكَأَنَّكَ تَصْرُخُ فى وادٍ لا تَسْمَعُ إِلاَّ الأَصْداءْ"، ويجعلنا نفقد الثقة فى أخبار التليفزيون وما يبثه لنا لعدم تأكده منها.
أسئلة مهمة
ونجدد طرح الأسئلة لعلها تصل لأذان المسئولين، ويجيبوا عنها: لماذا وقع التليفزيون المصرى من جديد فى فخ القنوات الأجنبية؟ هل يدرك المسئولون أن التلفزيون الرسمى الناطق باسم الدولة؟ هل نعالج الخلل فقط بتوقيع الجزاء على من فعل ذلك؟ هل التلفزيون يسير وفق خطة أو استراتيجيه؟ إلى متى يظل تلفزيون الدولة خارج السباق الفضائى ونحن فى 2015 وسط التقدم الهائل للفضائيات التى سحبت البساط من أسفل التليفزيون؟
هل اكتفى المسئولون عن التليفزيون، بإحالة فريق عمل برنامج "اقرأ الخبر"، المعروض على القناة الأولى للتحقيق، بعد وصفهم شهداءنا بالقتلى، واعترافهم بأنه خطأ كبيرا، ويعد إهمالا جسيما، ولكن ما خطتكم لمنع تكرار تلك الأخطاء الكارثية؟
عدد الردود 0
بواسطة:
safwat
التليفزيون المصري
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
التليفزيون بيقول على شهدائنا قتلى