"لم يتصور أبو بكر النداوى تاجر الجمال، أن المعروف الذى قام به مع ابن شقيقته سيرد عليه شرا بعد أن انتشله من مستنقع الضياع الذى كان يعيش فيه واعتبره مثل ابنه الصغير، فوفر له لقمة شريفة يتقاضها من عرق جبينه حينما جعله يعمل معه بتجارة الجِمال والماشية، ولكن المثل يقول "اتقى شر من أحسنت إليه"، لتنقلب أحوال "رمضان" مجدداً ويعود لأصحاب السوء، الذين استدرجوه إلى تعاطى المواد المخدرة، وحينما علم خاله طرده من العمل حتى يعود إلى رشده ويترك المخدرات، إلا أنه لم يتعظ ولم يعد إلى رشده بل ارتكب جريمة قتل، والمقتول "خاله".
جريمة مثيرة تماثلت وقائعها مع سيناريوهات الأعمال السينمائية، بدأت_وفق ما جاء بتحقيقات الجهات القضائية_، بطرد المجنى عليه أبو بكر النداوى أبن شقيقته "رمضان.م" 22 عاماً من العمل لديه فى تجارة المواشى والجمال بعدما علم بعودته لشرب المواد المخدرة بصحبة شلته القديمة المكونة من "مصطفى.ع.ج" 28 سنة و"السيد.ط.خ" 25 سنة، لعله يعود لرشده ويكفر عن خطيئته، إلا أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، فيقرر "رمضان.م" وأصدقاؤه سرقة أبو بكر النداوى.
خطط المتهمون الثلاثة لسرقة أبو بكر النداوى وحددوا اليوم بناء على معلومات أدلهم عليها المتهم الأول "رمضان" بحكم عمله مع خاله سابقاً، تفيد بأن المجنى عليه يحتفظ فى منزله بمبالغ مالية كبيرة نتيجة إتمامه عملية تجارية بينه وبين أحد التجار باع خلالها عدد كبير من الجمال والمواشى، وبالفعل فى المعاد المحدد توجه المتهمون إلى منزل الضحية بمنطقة إمبابة بعد ارتدائهم ملابس نسوة عبارة عن "نقاب" كامل غطى معالم وجههم، وفى تمام الحادية عشر بدأوا فى تنفيذ الجريمة.
دخل المتهمون الثلاثة إلى منزل "النداوى"، وحينما شرع الرجل فى مقاومتهم طعنوه بالأسلحة البيضاء عدة طعنات نافذة، ولفظ أنفاسه الأخيرة بضربة قاضية وجهها إليه أحد المتهمين بـ"شومة" فوق رأسه ليسقط أرضاً مفارقاً الحياة، كانت زوجته فى تلك اللحظات تشاهد وتصرخ احتضنت نجلتها الصغيرة "ندا" التى تملكها الخوف وظلت تبكى وتصرخ "بابا..بابا" ولكن لم يكن بيدها حيلة أخرى، ما إن فرغ المتهمون من قتل الأب، توجهوا إلى زوجته، فهربت الطفلة الصغيرة واختبئت أسفل أحد "الأسِرَّة"، جرد المتهمون "الأم" صاحبة الـ46 عاماً من ملابسها واعتدوا عليها جنسياً، لم تشفع لهم صرخاتها ولا طفلتها الصغيرة التى أرهقها البكاء، وفور انتهاء "الشياطين الثلاثة" من جريمتهم سرقوا مبلغ 68 ألف جنيه من داخل المنزل، ومشغولات ذهبية خاصة بزوجة المجنى عليه، وفروا هاربين.
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبط المتهمين بعدما كشفت التحريات عن ضلوعهم فى الواقعة، وأحيلوا للنيابة العامة، وهناك كشفت التحقيقات عن مفاجأة مفادها أن أحد المتهمين صور الآخرين أثناء عملية قتل المجنى عليه "النداوى" لتبرأ ساحته إذا ما سقطوا فى قبضة الأمن، وأمرت النيابة بحبسهم، وفور انتهاء تحقيقات النيابة وورود تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليه الأول "النداوى" والتقارير الخاص بزوجته، وتحريات رجال المباحث حول الواقعة، واكتمال أدلة الثبوت التى أدانت المتهمين، تمت إحالة القضية إلى محكمة جنايات الجيزة.
من جانبها قضبت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد عبد اللطيف مسعود وعضوية المستشارين إبراهيم عبد الخالق وخالد الشباسى، بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى لأخذ الرأى الشرعى فى إعدامهم.
الإعدام لـ"ثلاثة شياطين" قتلوا تاجر جٍمال واغتصبوا زوجته أمام طفلته بإمبابة.. المجنى عليه طرد نجل شقيقته من العمل لتعاطيه "المخدرات".. فاتفق مع أصدقائه على سرقته لعلمه بإتمامه صفقة "تجارية"
الخميس، 29 أكتوبر 2015 07:45 ص