ولاقى اجتماع فيينا الذى سوف يعقد غدًا الجمعة بمشاركة إيران للمرة الأولى، صدى كبيرًا لدى وسائل الإعلام الإيرانية، التى اعتبرت أن دعوة طهران تعد إحدى مكتسبات الاتفاق النووى الذى مهد الطريق للتعرف على دبلوماسية الحوار الإيرانى، وإن دلت سوف تدل على أهمية مكانة إيران فى المنطقة وحربها ضد الإرهاب.
وقالت الصحف الإيرانية، إن سفر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وفريق المفاوضات النووية، هذه المرة يختلف عن زياراته السابقة لفيينا خلال المباحثات النووية، مشيرة إلى أن الغرب تراجع عن المواقف السابقة فى اجتماع جنيف 2 الذى اعترضت فيه بعض الدول على دعوة إيران.
وقالت صحيفة "اعتماد"، إن الدول التى خاضت أمام إيران جولات المفاوضات النووية خلال العامين الماضيين تعرفت على قوة الدبلوماسية الإيرانية، وشاهدوا بأعينهم مناورات عسكرية ناجحة لطهران للقضاء على داعش فى المنطقة، ما جعلهم يفكرون بعد إبرام الاتفاق النووى فى برنامج مشترك آخر مع طهران، وهو "الملف السورى"، وقالت إن أبسط تحليل يشير إلى أن دعوة أمريكا لإيران تعنى تراجع واشنطن، وقال الصحيفة إن الفريق النووى هذه المرة إلى فيينا من أجل حل أحد أهم المعضلات والأزمات الإقليمية فى إطار دبلوماسى.
دعوة روسية وترحيب غربى لمشاركة إيران
وقالت صحيفة "أفتاب يزد"، إن الكل يعرف الآن أكثر من أى وقت مضى أن مشاركة إيران ودورها أصبح ضروريًا، وحان الوقت لاستمرار العمل بمساعدة إيران. وقالت الصحيفة، إن هذه المرة سيجلس ظريف أمام الغرب لكن للتباحث حول القضايا الإقليمية للشرق الأوسط وسوريا. ووفقًا للصحيفة، فإن أحد موضوعات الخلاف بين إيران والمملكة العربية السعودية هى سوريا، وسوف يجلسون لبحثها وليس واضحًا ما إذا كانت هذه الجلسة ستفضى إلى خفض التوتر أو زيادته.
وقالت صحيفة "ابتكار": يجب أن ننتظر هل سيتمكن الغرب وإيران هذه المرة من التوصل لاتفاق بشأن سوريا مثل البرنامج النووى، مضيفة: يبدو أن التوصل لاتفاق صعب مع مشاركة كل من تركيا والسعودية كمنافسين إقليميين لإيران فى الشرق. لكن الأنباء تشير إلى تغيير فى المعادلات السورية ومشاورات الدول الإقليمية والدولية من أجل حل الأزمة السورية، والترحيب بدور إيران فى اجتماع فيينا يشير إلى تغيير فى التوجه الأساسى بشأن تطورات المنطقة، وهو ما كان مستبعدًا فى الـ4 أو 5 سنوات الماضية.
وقالت صحيفة إيران، إن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن شروطها المسبقة، وللمرة الأولى يتم دعوة طهران بدون شروط لمباحثات السلام بشأن سوريا، بمشاركة العديد من الدول المختلفة والمؤثرة فى المنطقة، وهو من الممكن أن يمهد لإدارة الأزمة عن طريق التعامل بين اللاعبين، وينتهى بوضع أولوية لحل الصراع والتفاوض واستخدام الأدوات الدبلوماسية.
إيران ستسهم فى التعاون لتخفيف الصراع داخل سوريا
ووفقًا للصحيفة، فإن أهم إنجاز سيكون لإيران خلال مدة قصيرة من حضورها فى المباحثات هى التعاون للتخفيف من الصراع داخل هذا البلد وإيجاد إطار للشعب السورى وحل مشكلات اللاجئين والمشردين. وفى حال نجاحها من الممكن أن تدرج المباحثات على أجندة أعمال المؤسسات الدولية كنموذج لإدارة باقى الأزمات الإقليمية فى العراق واليمن ولبنان.
وقالت الصحيفة، إن بعض دول المنطقة ستعترف بالتدريج بمكانة إيران الإقليمية الجديدة، وسلوك إيران المسئول أمام الأزمات الإقليمية من الممكن أن يساعد على تقليل التوتر وصراع اللاعبين المؤثرين فى ترتيبات الأمن الإقليمى جنوب غرب آسيا.
موضوعات متعلقة
"هيئة التنسيق السورية": القاهرة لم تشجع على الصراع المسلح بسوريا ووحدت أطياف المعارضة.. "عبد العظيم" لـ"اليوم السابع": الحضور المصرى لاجتماع فيينا الدولى سيكون له دور فى وضع حد للتدخل التركى- الإيرانى
مصر تشارك رسميًا فى اجتماع فيينا لحل الأزمة السورية.. الولايات المتحدة توجه الدعوة للقاهرة بعد اعتراضها بسبب غيابها عن الاجتماع الأول.. الخارجية: شكرى سيؤكد أنه لا يوجد حل عسكرى للأزمة والحل فى الحوار