هذا السؤال مطروح منذ القدم فى عهد العقاد والمازنى وسلامة موسى وكبار الكتاب، واختلفت الإجابة عليه بين المعجب المدافع والغاضب المهاجم حتى أن العقاد قال، كما يذكر أنيس منصور، فى كتابه كانت لنا أيام فى صالون العقاد، أن ذلك راجع لكون طه حسين يعانى من "عاهة" ويقصد أنه "كفيف"، لكن أفكار طه حسين وكتبه ومجهوداته الكبر لا تتفق مع قول العقاد.
لكن طه حسين حقق هذه المكانة لأسباب عدة منها:
مسلسل الأيام
فى سنة 1979 كانت الأسر المصرية فى موعد مع مسلسل "الأيام" والذى يتكون من ثلاثة عشر حلقة تناول فيها قصة حياة عميد الأدب العربى طه حسين، والتى كان قد كتبها فى كتـاب يحمل نفس الاسم.
هذا المسلسل صنع شعبية كبرى لكل من طه حسين والفنان أحمد زكى، وحول سيرة طه حسين الممتلئة بالنجاح ومقاومة الصعوبات إلى درس تعلمه لأمهات لأطفالهن فى سنواتهم الأولى، خاصة أن صناع المسلسل كانوا بالذكاء الكافى الذى جعلهم يكتفون بالجزء الأول قبل أن يصبح العمل مجرد تتابعات لحالة معروفة أو يدخل فى مرحلة الملل.
وزارة المعارف
تولى "طه حسين" عام 1950 منصب وزير المعارف، ليصبح وزيرًا فى الحكومة الوفدية بقيادة "مصطفى باشا النحاس" فى عهد الملك "فاروق" الأول، وخرج من منصبه عام 1952 ومع هذا ترك أثرا كبيرا ما زال موجودا حتى الآن.
نادى "طه حسين" بمجانية التعليم منذ رفع شعاره الشهير "العلم حق للجميع كالماء والهواء"، وتعرض "طه حسين" بعد تقلده للمنصب للاتهام بأنه مدح الملك "فاروق"، بل ووصل الأمر إلى حد القول بقيامه بتقبيل يد الملك، بعد أن وافق بصعوبة على تعيينه وزيرًا للمعارف، فيرد على تلك الأقاويل بمقالة نشرته مجلة "روزاليوسف" بتاريخ 29 مارس سنة 1954: "أى من المصريين يجهل أنى كنت وزيرًا للمعارف فى يوم من الأيام، خطبت أمام "فاروق" فى مواقف كان لابد أن أخطب فيها، حين وضع حجر الأساس لجامعة الإسكندرية، ومعهد الصحراء، والناس جميعًا يعلمون أن الوزراء ما كانوا ليخطبوا أمام "فاروق" فيعيبوه أو يذموه، ويدلوا على ما كان يتورط فيه من طغيان، وما كان يغترف من آثام".
التحدى
معارك طه حسين ضد الإستبداد السياسى استمرت طول حياته، فرفض منح عدد من الدكتوراه الفخريه لأشخاص من العائلات الكبيره و الأعيان المحسوبين على القصر الملكى، وقامت وزارة إسماعيل صدقى باشا عام 1932م بفصله من الجامعة كرئيس لكلية الآداب، فاحتج على ذلك رئيس الجامعة أحمد لطفى السيد، وقدم استقالته، ولم يعد طه حسين إلى منصبه إلا عندما تقلد الوفد الحكم عام 1936م.
أما "المعذبون فى الأرض" فكتاب قصصى يدور حول الفقر فى مصر، تسبب فى وضع طه حسين فى خانة "الشيوعيين" وهذا الكتاب كان سبب اعتراض الملك فاروق سنة 1950 على تعيين طه حسين وزيرا فى وزارة النحاس
"أبو العلاء المعرى"
فى عام 1914 العام الذى حصل فيه طه حسين على الدكتوراه، وكانت حول أبى العلاء المعرى، وهى أول دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية، ومن زاوية أخرى كانت أول القضايا الكبرى فى حياة طه حسين، فمن وقتها أصبح طه حسين شغل الناس ليل نهار، فقد انقسموا لفريقين الأول يمثله سعد زغلول دافع عنه والآخر وصمه بالإلحاد وطالب بحجب درجته العلمية، وفى العام نفسه 1914 سافر طه حسين إلى فرنسا وكان بإمكانه وقتها أن يحول نفسه إلى شهيد ومضطهد وأن يرفع راية المظلوم ويحول المجتمع المصرى لصورة ماثلة للجهل واضطهاد المفكرين، كما يحدث فى أيامنا هذه، لكن طه حسين كان يعلم أن قضيته توجد فى مصر وأنه لن ييأس وأن معاركه الكبرى قادمة، لذا فإن مقولته:
كتاب فى الشعر الجاهلى
أثار كتاب طه حسين "فى الشعر الجاهلى" سنة 1926معارضة شديدة لأنه يقدم أسلوباً نقدياً جديداً للغة العربية وآدابها، ويخالف الأسلوب النقدى القديم المتوارث، هذه المعارضة قادها رجال الأزهر، واتهم طه حسين فى دينه، وسحب الكتاب من الأسواق لتعديل بعض أجزائه.
موضوعات متعلقة..
- "اليوم السابع" يطلق دعوة لعلاج الفنان عبد العال حسن على نفقة الدولة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة