عمرو صحصاح يكتب: أحمد عزمى من إشادة الزعيم والفخرانى إلى تجاهل الجميع

فى أحد مشاهد مسلسل "عباس الأبيض فى اليوم الأسود"، وقف الفنان أحمد عزمى أمام النجم الكبير يحيى الفخرانى، داخل ديكور شقة مهجورة، من المفترض أنه منزل "عباس الدميرى مدرس التاريخ"، والعائد من العراق بعد الحرب عليها من قبل القوات الأمريكية، دون أن يملك مليما، لتنكره زوجته "نهال عنبر" ونجله "أحمد سعيد عبد الغنى" عقب عودته لمصر، ليجد نفسه حاملا جواز سفر لرجل آخر يدعى "لطفى الجناينى"، هذا الرجل من المفترض أنه والد أحمد عزمى ضمن أحداث العمل، ليقف الابن المندهش والمستاء من ابتعاد والده عن والدته "ماجدة زكى"، وعدم إنفاقه على المنزل، دون أن يدرى حقيقة الأمر، وأن الفخرانى ليس والده بالفعل، خاصة وأنه تركه منذ أن كان طفلا رضيعا.

فى هذا المشهد الذى يجمع عزمى بغول التمثيل يحيى الفخرانى، تذرف عيون الأول بالدموع وهو يوبخ والده ويقول له "أنت جيت ليه وعشان إيه..أنت مش حاسس بينا، مش حاسس بمنظرنا قدام الحارة، أقول للناس إيه، ياريتك ما رجعت، ياريتك مارجعت"، هنا يبكى الفخرانى هو الآخر ويصمت، لأنه لا يجد إجابة لهذا الشاب، لأنه ليس والده، وفى نفس الوقت لا يريد إخباره أن والده الحقيقى تم قتله بالعراق، حتى لا يحبط أو يصاب بمكروه، هذا المشهد الذى أخرجه الراحل القدير نادر جلال بعبقرية شديدة، وخرج فيه الفخرانى وعزمى بشكل احترافى يُدَرس للعاملين بالدراما التليفزيوينة بأكملها، أشاد به الزعيم عادل إمام، عندما عرض المسلسل عام 2004، وقال عنه نصا أثناء استضافته بأحد البرامج مع الإعلامية صفاء أبو السعود، "أنا شفت حتة مشهد جمع الفخرانى بفنان شاب، الواد ده بكانى بجد وصفقتلة، وبسأل محمد ابنى عليه، فقالى دا صاحبى يا بابا، فطلبت منه أن يتصل به، وهنأته على المشهد ده"، وبالفعل فاجئت مقدمة البرنامج صفاء أبو السعود، الزعيم بإستضافة عزمى فى البرنامج، ليدخل على الزعيم ويقبله، ومن هنا اشتعل الحديث، وزادت إشادات الزعيم بعزمى.

وبعد النجاح الكبير الذى حققه عزمى فى هذا المسلسل "عباس الأبيض"، انهالت عليه العروض، ولم يتركه الفنان الكبير يحيى الفخرانى، عندما قدم مسلسل "يتربى فى عزو"، فاشترط على المخرج الكبير مجدى أبو عميرة الاستعانة به، وهو ما أيده المخرج الملقب بكينج الدراما، وقال إنه لا يرى أحدا أكثر تناسبا للدور سوى عزمى فى دور "نجل الفخرانى الثانى".

استطاع عزمى بعدها التواجد بكثافة فى العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، مثل مسلسلات "أحلامك أوامر" و"شمس الأنصارى" و"الأخت تريز" و"دوران شبرا" و"بالأمر المباشر"، وأفلام مثل "الغابة" و"الزمهلاوية" و"الوعد" و"جوبا" و"الشوق" و"مفيش غير كدة"، وغيرها، ولكنه لم يستغل التواجد الجيد الذى تمكن منه، والنجاح الكبير الذى حققه.

وانغمس عزمى وراء حبات الترامادول، ومشتقاتها، حتى تناساه بعض صناع الدراما والسينما الحقيقيين، وانغمس فى بعض أعمال المقاولات، ليتفاجئ الجميع بالقبض عليه وحبسه أمس بحكم 6 أشهر، على خلفية قضية قديمة، فهل سيعود عزمى لوعيه، ويسترد أمجاده التمثيلية؟! هذا مانتمناه.