اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم، الأربعاء، بدعوة إيران للمشاركة فى المحادثات بشأن سوريا، وقالت إنها تمثل تحولا كبيرا للولايات المتحدة وحلفائها، لافتة إلى أن العرض المقدم لطهران التى تعد أقوى حلفاء الرئيس السورى بشار الأسد إقليميا، يقدم لها دورا رسميا من شانه أن يغضب السعودية ودول الخليج وإسرائيل.
وقال إيلان بلاك، محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة، إن دعوة إيران للمشاركة فى محادثات بشأن مستقبل سوريا هو تحول كبير للغاية للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب، ومن شأنه أن يفرح الرئيس الأسد. حيث سيكون مؤشرا آخرا، عقب التدخل العسكرى الروسى، على أن الأمور تسير فى صالحه.
وتابعت الصحيفة قائلة: لو افترضنا قبول إيران الدعوة، ومن الصعب تخيل رفضها لها، سيصبح لها دورا رسميا تلعبه فى المساعدة فى تحديد نتيجة الأزمة الأكثر دموية للربيع العربى ولأول مرة منذ أكثر من أربع سنوات. وباعتبارها أقوى حلفاء الأسد إقليميا، فمن المنطقى أن نفترض أنها ستكون متعاطفة إلى حد كبير معه. وقد كانت كذلك بالفعل حتى الآن.
فايران تبنت رؤية استراتيجية فى الأزمة وبلا تردد، ودعمت دمشق باستمرار مع السعى لتحقيق مصالحها، وقدمت مليارات الدولارات من الأموال النقدية والنفط والقروض إلى جانب المشورة والخبرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران وعلى العكس من روسيا، لا تؤيد فكرة التحول السياسى الذى ينتهى بإخراج الأسد من السلطة. ومن ثم، فإن دعوة طهران ستغضب السعودية ودول أخرى تخشى، وربما تبالغ كما تقول الصحيفة، من نفوذ طهران المتنامى فى العراق واليمن ولبنان والبحرين وسوريا. وقد عرقلت الرياض بالتأكيد جهود الأمم المتحدة السابقة لإشراك إيران فى المحادثات. والدعوة الأخيرة تشير إلى إصرار أمريكى ويأس دولى بشأن سوريا.
صحيفة الإندبندنت اهتمت بالموضوع نفسه، وقالت دعوة ايران للمشاركة فى المحادثات لأول مرة تاتى بعد نقل وسائل الإعلام الرسمية فى طهران تقارير عن قصف الطائرات الحربية الروسية لمواقع العدو قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
ولفتت إلى أن أمريكا كانت تدرس دعوة إيران فى السابق، لكن الدعوة جاءت أخيرا بعد مفاوضات خلف الكواليس مع السعودية. وقالت إندبندنت إن الجهود الدولية السابقة لوقف الصراع فى سوريا سلميا قد فشلت، وتنظر الأطراف المعنية بشكل متزايد إلى دول أخرى فى المنطقة للمساعدة.
وقالت الصحيفة إن الأسبوع الماضى شهد لقاء مسئولين من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا فى فيينا لمناقشة الحل الدبلوماسى، إلا أن الأطراف المشاركة لا تزال منقسمة حول مستقبل سوريا والدور الذى يمكن أن يلعبه الرئيس السورى بشار الأسد.
صحف بريطانية: دعوة إيران لمفاوضات سوريا تمثل تحولا أمريكيا كبيرا
الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 02:37 م
الرئيس السورى بشار الاسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة