خبير: يجب على البنك المركزى إعادة النظر فورا فى الإجراءات الاحترازية

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 03:55 م
خبير: يجب على البنك المركزى إعادة النظر فورا فى الإجراءات الاحترازية إيهاب سعيد خبير سوق المال
كتب محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال إيهاب سعيد، خبير سوق المال، إنه لا ينكر إلا جاحد مجهودات هشام رامز فى الحفاظ على الاحتياطى النقدى وإدارة السياسة النقدية للبلاد خلال النصف الأول من فترة توليه المسئولية بعد الدكتور فاروق العقدة، والذى كان أول من اتخذ سياسات احترازية بتحديد سقف للسحب الدولارى من البنوك عند 10,000 دولار يوميًا كحد أقصى للأفراد و50,000 دولار كحد أقصى للمؤسسات.

وأضاف إيهاب سعيد فى تصريحات خاصة: "رغم اختلافى الشديد معه خاصة فى سياساته الأخيرة فى ملف الدولار ودعم الجنيه إلا أنه وإحقاقًا للحق، لم تكن الظروف المحيطة مهيأة لإنجاحه بشكل أكبر، لاسيما فى ظل مجموعة اقتصادية مثلت عائقًا أمام هشام رامز فى مهمته، وبدا هذا واضحًا فى أكثر من موقف وأبرزها كان فى انتهاجه بفترة من الفترات لسياسات توسعية بخفضه لأسعار الفائدة فى ظل سياسات تضيقية من قبل الحكومة، وخاصة وزارة المالية، وذلك بفرض المزيد من الضرائب لزيادة الحصيلة بسبب تراجع الإيرادات وزيادة الالتزامات بعد المخصصات والأعباء التى تسببت فيها الحكومات السابقة وكذلك التى أضافها الدستور المعدل، مما أوجد حالة من الخلاف فى الرؤى بين السياسات المالية والنقدية للدولة، كان نتيجتها ما وصلنا إليه الآن، وأتصور أن الإجراءات الاحترازية التى "اضطر" لها هشام رامز كان أحد أسبابها فشل المجموعة الاقتصادية بالحكومة، وإن اختلفنا معه فى الإصرار على استمرارها بعد ثبات فشلها كما أشرنا فى مقالنا السابق سواء فى الحفاظ على الاحتياطى النقدى أو القضاء على السوق الموازية".

وتابع الخبير: "مع احترامنا وتقديرنا الكامل لطارق عامر المحافظ الجديد، وهو أحد أهم أعضاء ملف الإصلاح المصرفى فى عهد الدكتور فاروق العقدة، إلا أنه لن يتمكن وحده من الخروج بالاقتصاد المصرى من أزمته، خاصة أن العبء الأكبر يقع على الحكومة بشكل عام والمجموعة الاقتصادية بشكل خاص، وكل ما أخشاه حقيقة أن يأتى الصدام سريعًا بين الجانبين كما حدث مع سلفه، الأمر الذى قد يضطره إلى انتهاج ذات السياسات، فالأزمة ليست فى فشل تلك المجموعة بقدر ما هو اختلاف فى الرؤى والأهداف، فسياسة طارق عامر لن تختلف كثيرا عن سلفه والحكومة غالبا لن تغير من سياستها، لذا فالاصطدام متوقع وقريب".

وأوضح سعيد: "لازلنا نأمل من المحافظ الجديد إعادة النظر فورا فى الإجراءات الاحترازية التى اتخذها سلفه بوضع حد أقصى للإيداع بالنسبة للعملة الأجنبية وتفعيل نموذج 4 بعد أن أثبتت تلك الإجراءات ضررها البالغ على الاقتصاد المصرى، مع ضرورة المضى قدما فى عملية خفض الجنيه، خاصة أن سياسة الخفض مع الإبقاء على الإجراءات الاحترازية لن تؤدى للنتائج المرجوة، فالأزمة ليست فقط فى قيمة الجنيه، ولكنها فى قدرة الاستثمار على التحرك بحرية دخولًا وخروجًا من البلاد، ونعيد ونؤكد فى هذا الصدد أن الخفض التدريجى يختلف عن التعويم، فنحن نتفهم تماما صعوبة الموقف الحالى، وأن تعويم الجنيه قد يدفعه للوصول إلى مستويات خطيرة ينتج عنها ارتفاع كبير فى معدل التضخم يعقبه حالة من الغضب المجتمعى".

وأردف متمنيًا: "نتمنى أيضًا إعادة النظر فى ربط الجنيه بالدولار، والتفكير فى ربطه بسلة عملات خاصة مع الدول التى ترتبط معنا بالتبادل التجارى، فالأزمة الأخيرة أحد أسبابها تراجع قيمة العديد من العملات أمام الدولار، ما يعنى تراجعها أمام الجنيه، مما عاد بالسلب على الميزان التجارى سواء فى الصادرات أو الواردات، عدا عن تراجع النشاط السياحى والاستثمارات الأحنبية، وهذا ما اضطر المركزى لإجراء الخفض الأخير للعملة، ولو أنه لم يكن مربوطًا بالدولار وإنما بسلة عملات لكان الأمر اختلف تمامًا الآن".

وعلى الجانب الآخر، شدد إيهاب على أن الحكومة هى الأخرى يجب أن تعيد النظر فى أدائها وسياساتها خلال الشهور الماضية ولتبدأ أولًا بتحديد وجهة الاقتصاد المصرى، سواء اقتصاد حر، أو رأسمالية مجتمعية أو حتى اشتراكية، أما السمك لبن تمر هندى الذى نعيشه فحتما لن ينتج عنه أى إصلاح اقتصادى، وعليها إعادة النظر سريعا فى السياسات الضريبية الطاردة لأى استثمار فى ظل الركود الذى يعانى منة الاقتصاد المصرى، فمثلا ليس من المنطق الإصرار على تطبيق ضريبة القيمة المضافة بالتوازى مع خفض قيمة الجنيه، فهذا من شأنه إحداث ارتفاع جنونى فى أسعار السلع الأساسية وهذا أيضا مثال صارخ على غياب التنسيق بين السياسات المالية والنقدية، كما يجب دعم القطاع الخاص وطمأنته بشكل أكبر بدلا من حالة التصادم الدائم مع رجال الأعمال، والعمل على جذب الاستثمارات الخارجية بتقديم حوافز إضافية، لاسيما وأن وضع الاقتصاد المصرى وسمعته الإقليمية والدولية لم تعد كما كانت قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، فصورة القبض على المسئولين السابقين ورجال الأعمال ومحاكمتهم لن تمحى بسهولة من ذهن الاستثمار الأجنبى، بالإضافة إلى ضرورة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وعدم اقتصار التوجه والاهتمام الحكومى فقط بالمشاريع القومية طويلة الأجل التى تستنزف الموازنة العامة ولن تشعر المواطن بأى تحسن على الأجل القصير والمتوسط، كما يمكن كذلك إعادة فتح ملف الخصخصة، فإلى متى ستظل حالة الرهبة والذعر مسيطرة على الحكومة!؟ فإذا كانت الأزمة فى الاسم، فمن الممكن استبداله بأى تسمية أخرى، وكفانا ما عانيناه على مدار السنوات الماضية من سياسة الأيادى المرتعشة!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة