وتعد قمة "الهند – أفريقيا" فرصة جيدة للاستفادة من جوانب التميز فى أفريقيا ودعوة الجانب الهندى للاستثمار فى القارة الافريقية وإعطاء المثال والنموذج فى أن مصر تنتمى للعديد من المحافل الإقليمية التى تتيح حرية التجارة والإعفاء من الرسوم الجمركية نتيجة لانتمائها لبعض التجمعات العالمية،
وشهدت العلاقات بين مصر والهند تطورا متواصلا، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 5 مليارات دولار، وكانت آخر اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة فى نهاية العام الماضى وضعت هدفا أمامها للوصول إلى 8 مليارات دولار بنهاية العام القادم 2016?.
استثمارات الهند بمصر تبلغ 3 مليار دولار
ومع بداية دخول بعض السلع المصرية إلى السوق الهندية التى يقدر عدد سكانها بأكثر من مليار و200 مليون نسمة، ظهرت مؤشرات مبشرة ، على سبيل المثال تلقى السلع المصرية مثل الموالح (البرتقال) والفوسفات والبصل طلبا متزايدا .
وعلى الجانب الآخر، تتواجد الاستثمارات الهندية بمصر حيث تبلغ 3 مليارات دولار، وذلك من خلال تواجد 50 شركة هندية بمصر، وقد أعلنت إحدى الشركات عن استثمار إضافى بقيمة مليار دولار فى الزراعة فى إطار المشروع الذى أعلن عنه الرئيس السيسى باستصلاح وزراعة مليون فدان.
وهناك محاولات لإقامة مشروع مصرى- هندى مشترك بمدينة السادات لإقامة مصنع لإنتاج دواء “سوفالدي” لعلاج فيروس “سي”.
حجم السياحة الهندية بمصر 61 ألف سائح
وفي مجال السياحة بلغ حجم السياحة الهندية الوافدة إلى مصر العام الماضى 61 ألف سائحا، ويمكن زيادة الأعداد باتخاذ اجراءات لتسهيل منح التأشيرات للسياح الهنود، والترويج للمعالم المصرية الأثرية والتاريخية والطبيعية، فضلا عن السعي لإعادة تشغيل خط الطيران المصرى المباشر القاهرة- نيودلهى بالتوازى مع خط التشغيل الحالى القاهرة- مومباى.
و وقع 26 رئيس دولة وحكومة فى قمة شرم الشيخ الاقتصادية فى يونيو الماضى على اتفاق لثلاث تجمعات أفريقية هى الكوميسا وسادك وتجمع شرق أفريقيا، وهى سوق تبلغ أكثر من 600 مليون نسمة ويمثل الاتفاق فرصة لجذب الاستثمارات الخارجية وبالطبع الهندية، حيث تعد مصر بوابة الاستثمار فى أفريقيا لما تتمتع به من إجراءات تحفيزية للمستثمرين، وخاصة بعد صدور قانون الاستثمار الجديد وما يتيحه من مزايا وإعفاءات جمركية لجذب رؤساء الأموال”.
قمة الهند-أفريقية يحضرها أكثر من 40 دولة بالقارة السوداء، وذلك لبحث سبل ابرام اتفاقيات للاستثمار والاستفادة من موارد القارة الأولية، التى ظلت مستقرة بين أيدى الشركات الصينية لفترة طويلة حتى الأن.
حجم التجارة بين الهند والقارة الأفريقية 70 مليار دولار
وكان حجم التجارة بين الصين ودول قارة أفريقيا قد وصل إلى 200 مليار دولار فى 2014، ما يفوق الناتج المحلى لـ30 دولة أفريقية مجتمعة، فى حين لم تحقق الهند فى العام الماضى سوى 70 مليار دولار، وتحاول الهند حاليا رأب هذا الصدع فى العلاقات مع القارة الأفريقية مستغلة تاريخها المشترك مع العديد من البلدان الأفريقية فى مناهضة الحركات الاستعمارية، فالزعيم الهندى الأكثر شهرة المهاتما غاندى بدأ نضاله ضد احتلال الإمبراطورية البريطانية فى جنوب أفريقيا التى تحتضن اليوم الملايين من المواطنين ذوى الأصول الهندية.
وتسعى الهند حاليا لرفع استثماراتها لتتجاوز الرقم المتواضع 70 مليار دولار، هذا إلى جانب حقيقة أخرى تثير غضب أقطاب التجارة فى الهند، وهى أن أفريقيا لا تستورد سوى 11% من صادرات الهند إلى العالم.
وتستغل الهند حاليا بطء النمو الاقتصادى بالصين وقلة اعتمادها على المواد الأولية لخلق موقع لها بالقارة الأفريقية، طامحة لسد حاجتها من النفط الذى تستورد 80% منه لاستخدامها المحلى، لذا فالعملاق الأسيوى يحاول التقرب إلى دولة غنية بالنفط مثل نيجيريا لتنويع مصادر النفط وعدم الاعتماد بشكل كلى على دول الشرق الأوسط.
وتهدف قمة منتدى الهند أفريقيا إلى تنمية الموارد البشرية، وبناء المؤسسات، والبنية التحتية، والطاقة النظيفة والزراعة والصحة والتعليم وتنمية المهارات في القارة الأفريقية.
الهند وسعيها للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن
التوجه الهندي الى القارة السمراء جاء لأسباب اقتصادية في المقام الاول حيث تريد الهند فتح اسواق جديدة لصادراتها من المنتجات البترولية والمنسوجات والمجوهرات والكيماويات والمنتجات الجلدية وزيادة التبادل التجاري، وتعد السوق الافريقية التي يصل حجمها الى 800 مليون نسمة بيئة مثاليا لتحقيق الهدف.
وسياسيا ترغب الهند في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، ومن ثم فهي بحاجة إلى زيادة ثقلها على الساحة الدولية، وأفريقيا يمكن أن يكون لها دور مهم في تقديم الدعم السياسي لها.
تعود قمة الهند – أفريقيا من جديد بعد توقف دام 7 سنوات منذ قمة الأعمال الهندية الأفريقية التى استضافتها نيودلهى فى 2009، وحضرها رئيس 32 دولة أفريقية، وعدت وقتها الهند بزيادة تجارتها مع أفريقيا إلى ثلاثة أمثالها على مدى خمس سنوات لتبلغ 100 مليار دولار، مقارنة بما كانت عليه فى 2008 والتى بلغت وقتها نحو 35 مليار دولار، إلا أن التجارة الهندية مع القارة الأفريقية وصلت نحو 70 مليار دولار حتى عام 2014.
.jpg)
.jpg)

موضوعات متعلقة..
- قمة "مصرية- هندية" بالقصر الجمهورى فى نيوديلهى.."موخرينجى" يرحب بدعوة الرئيس لزيارة مصر ويؤكد تكثيف التعاون مع القاهرة خلال الفترة القادمة.. ويصطحب السيسى إلى متحف "براجاتى مايداو" لحضور حفل العشاء