ويبدو أن قاعة زاوية بسينما أوديون وسط البلد باتت المتنفس لهذه النوعية من الأفلام، حيث أعلنت أنها ستعرض فيلم "باب الوداع" لمدة أسبوع واحد بدءا من يوم 11 نوفمبر المقبل، لتتيح فرصة مشاهدته للجمهور، وهو الأمر الذى يؤكد على أهميته مخرج الفيلم كريم حنفى – فى أولى تجاربه الروائية الطويلة- خصوصا بعدما وجد ترحابا من النقاد والسينمائيين فى الأحداث والمهرجانات الفنية التى عرض بها ومنها مهرجان القاهرة السينمائى والتى فاز فى دورتها الماضية بجائزة "الهرم الفضى لأحسن إسهام فنى" كما سبق أن عرض الفيلم بمهرجانات سينمائية خارج مصر منها مهرجان سان فرانسيكسو الأمريكية.
ويتضمن الفيلم العديد من اللمسات الجريئة لمخرجه كريم حنفى التى لم يخشى من وضعها فى أولى تجاربه الروائية الطويلة، ويأتى أبرزها فى أن العمل لا يتتضمن حوارا منطوقا بين أبطاله، بل حوارا بنظرات العين وإيماءات الوجه وحركات الجسد، فالمشاهد مجبر على أن يتابع كل هذه التفاصيل ويحدق فى شاشة السينما ليعرف ماذا يدور فى خلد الشخصيات.
وتزداد صعوبة العمل هنا فى أن الفيلم من نوعية الأعمال التى تغوص فى النفس البشرية، وتحمل حيث تدور أحداثه حول شاب يتيم الأب، وعاش طوال حياته مع والدته وجدته، فى منزل تسيطر عليه الكآبة والحزن، فالأم "سوسن بدر" تحاول إنقاذ ما تبقى من جمالها بسبب الزمن، والجدة "أمال عبدالهادى" التى تعيش على الذكريات وتزو المقابر وتسمع الأغنيات التراثية القديمة وتعيش فى حالة توحد مع الذات.
أما الابن والذى يجسد دوره "أحمد مجدى" فهو يعيش فى صراع داخلى فهو يخشى المجهول وفى نفس الوقت يريد أن يتمرد على حاله.
كما أن المخرج كريم حنفى خاض تحديا خاصا بالتعبير عن أفكاره فهو مؤلف ومخرج العمل، ووضع- بقصد أو بدون- لمحات من سينما أندريا تاريكوفسكى، وشادى عبدالسلام اللذين كونا الجزء الأكبر من شخصيته السينمائية رغم صعوبة هاتين المدرستين فى السينما.
وأيضا يحمل الفيلم تحديا أخر يتمثل فى أن يجذب الجمهور إلى إيقاعه، فبعد مرور دقائق قليلة من عرض الفيلم ومراقبة تفاصيل الشخصيات، يجد المشاهد نفسه متماشيا مع إيقاع العمل الذى اختاره المخرج بطريقته.
الفيلم من إنتاج شركة خيال للإنتاج الفنى بدعم من وزارة الثقافة المصرية، وتتولى حقوق توزيع الفيلم فى العالم العربى شركة MAD Solutions.
بوستر فيلم باب الوداع
سلوى خطاب فى مشهد من باب الوداع
أحمد مجدى فى مشهد من باب الوداع