الإمارات ومصر دائما معا..
وتحت عنوان "إمارات ومصر دائماً معاً" كتبت صحيفة البيان الإماراتية افتتاحيتها، حيث قالت إن هذه هى الزيارة الثانية للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لدولة الإمارات خلال العام الجارى، وقد التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه اللقاءات بين قيادتى البلدين، والتى تعددت هذا العام، تعكس بوضوح متانة العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، هذه العلاقات التى شهدت فى الآونة الأخيرة تطورات غير عادية على الصعيدين الداخلى والخارجى، خاصة بعد الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية التى عاثت عبثا وخرابا فى مصر وفى الإمارات وفى دول أخرى كثيرة، وكانت وقفة الإمارات مع مصر شعباً وقيادة، بعد هذه الانتفاضة التاريخية، خير دليل وانعكاس لعلاقة الأخوة المصيرية بين البلدين.
زيارة الرئيس المصرى تأتى فى ظروف استثنائية
وأضافت الافتتاحية أن زيارة الرئيس المصرى للإمارات تأتى الآن فى ظروف استثنائية تتصاعد فيها وتيرة الأحداث بشكل غير مسبوق، فى سوريا واليمن والعراق وغيرها، وتتداخل فى المنطقة العديد من القوى الإقليمية والدولية، وبين هذا الخضم الهائل من الأحداث تتميز مواقف الإمارات ومصر بالتطابق والتفاهم والتنسيق الكامل، كما تتميز أيضا، وبشهادة الجميع، بالعقل والحكمة وسعى البلدين لتحقيق التفاهم بين الأطراف المتنازعة بهدف تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمى والدولى، وهذا هو نهج سياسات البلدين المعروف عنهما، والذى يجعل العالم كله يضع عليهما معاً آمالاً كبيرة فى تحقيق الأمن والسلام فى المنطقة.
وفى الوقت ذاته قال رئيس تحرير صحيفة الإتحاد الإماراتية محمد الحمادى تحت عنوان "قوة علاقات الإمارات ومصر من مصلحة الأمة" إن وجود واجتماع قيادة عربية واعية، فى ظروف إقليمية صعبة، وفى ظل تحديات داخلية دقيقة، يعنى أن هناك عملاً عربياً يتم، وأن هناك نظاماً عربياً جديداً يولد من رحم المعاناة، ومن بين ركام ما يسمى الربيع العربى.
وأضاف الحمادى فى افتتاحية الإتحاد أن زيارة الرئيس السيسى إلى الإمارات، أمس، فى وقت وفى ظروف غاية فى الحساسية للمنطقة، تكتسب فيها مثل هذه اللقاءات أهمية استثنائية، كما أن لقاءه بقيادات الدولة، يعكس قوة وعمق العلاقة بين البلدين، ويبين مدى ما تحمله القيادتان الإماراتية والمصرية من هموم هذه الأمة، واستعدادهما للعمل من أجل خير العرب ومستقبل دول المنطقة، فهذه اللقاءات لا تنتهى إلا وقد ناقشت فيها القيادتان شئون دول المنطقة وهمومها.
هناك ثقة متبادلة بين البلدين
وشدد على علاقة الدولتين القوية، وبعد أن أصبحت الثقة بينهما متبادلة، صارت هذه العلاقات فى مرحلة العمل من أجل دول المنطقة، فصحيح أن النار لا تزال تحت الرماد، وأن مصر لا تزال تعانى، إلا أن هذا لا يعفيها، ولن يعفيها من القيام بدورها الإقليمى المهم فى المنطقة، ولا يمكن أن نقبل الرأى الذى يردده البعض بأن "على مصر أن تحل مشاكلها قبل أن تفكر فى حل مشاكل الآخرين"، فمصر مطالبة بلعب دورها بوصفها دولة محورية فى المنطقة، ولها وزنها العالمى، وإنْ كانت تعانى شيئاً أو أشياء، فهذا لا يعنى إلا تضع يديها فى مشكلات المنطقة، وتشارك فى حلها بكل قوة.
ويشير رئيس تحرير الاتحاد إلى أن الواقع يقول إن صون مقدرات المنطقة ووحدتها وتطلعات شعوبها، يتطلب عملاً عربياً من مختلف الدول، وإيماناً بقدرة دولنا على القيام بدورها، ومصر على رأس هذه الدول، وجزء من ذلك الدور يرتبط بشكل مباشر بمواجهة الأطماع والتدخلات الخارجية فى المنطقة، وكذلك مواجهة الجماعات والتنظيمات التى تسعى لنشر الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة، وهذا ما يتطلب عملاً عربياً مشتركاً، بعد أن أصبح العبث الخارجى منتشراً فى أغلب دول المنطقة.
مصر والإمارات بينهما تطابق فى وجهات النظر حول ملفات المنطقة
وأضاف "تقارب بل وتطابق وجهات النظر بين الإمارات ومصر فى أغلب القضايا والملفات الساخنة فى المنطقة، يصب فى مصلحة دول المنطقة وشعوبها"، وربما اتفاق الإمارات ومصر على أهمية الخروج من الأزمة السورية بحلول سياسية تضمن وحدة هذه الدولة الشقيقة، وتطلعات شعبها، يعبر عن حرص البلدين على وحدة الأرض السورية، وحرصهما على حقن الدماء فى بلد دفع ثمناً باهظاً للتدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية، فالشعب السورى يدفع ثمناً لتطلعات دول إقليمية لم تراعِ أبسط القواعد الأخلاقية والإنسانية.
وأوضح المقال أن ما يحسب لقيادة الإمارات وقيادة مصر، وشقيقتهما المملكة العربية السعودية، أنها تعمل من أجل مصلحة هذه الأمة، وما يجعلها قادرة على مواصلة العمل والصمود أمام التحديات الكبرى، إصرارها من أجل هدف سامٍ، وضمان مستقبل أمة بأكملها، وحقوق أجيال تستحق أن تعيش بشكل أفضل، وعلاقة الدولتين قوية، وبعد أن أصبحت الثقة بينهما متبادلة صارت هذه العلاقات فى مرحلة العمل من أجل دول المنطقة.وصون مقدرات المنطقة ووحدتها وتطلعات شعوبها، يتطلب عملاً عربيا من مختلف الدول، وإيماناً بقدرة دولنا على القيام بدورها، ومصر على رأس هذه الدول، وجزء من ذلك الدور يرتبط بشكل مباشر بمواجهة الأطماع والتدخلات الخارجية.
مصر القوية سند العرب مانشيت الصحف الإماراتية
وتحت عنوان موحد "مصر القوية سند العرب" أبرزت الصحف الإماراتية البيان والاتحاد والخليج والإمارات اليوم اللقاءات التى عقدها الرئيس السيسى خلال زيارته أمس للإمارات حيث صدرت جميع الصحف تصريحات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، أن مصر القوية هى سند لكل العرب، وأن العلاقات المصرية- الإماراتية ليست علاقات دبلوماسية اعتيادية، بل هى علاقات محبة وإخوة وشراكة، رسخها الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، ورفع بنيانها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويعزز هذه الأخوة اليوم علاقة راسخة بين الحكومتين ومصالح متبادلة بين الشعبين.
كما أبرزت الصحف الإماراتية فى المقابل تأكيد الرئيس السيسى التزام مصر تجاه أمن واستقرار الإمارات ودول الخليج العربية، والوقوف معاً ضد مختلف التحديات.
العلاقات بين مصر والإمارات نموذجية
وأشار المسئولون الإماراتيون فى تصريحاتهم أمس إلى أن مصر وشعبها وقيادتها كانوا ومازالوا شركاء للإمارات منذ تأسيسها، وأن العلاقات النموذجية التى بنتها الإمارات ومصر تمثل العلاقات العربية بين الأشقاء كما ينبغى، حيث بحث الجانبان تطورات المنطقة وتبادلا الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتطرق الحديث إلى الأزمة السورية وآخر التطورات والمستجدات حولها وأهمية الخروج من الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بحلول سياسية، تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، بما يحقق تطلعات وآمال الشعب السورى ويدعم إرادته وخياراته الوطنية.
وتناول اللقاء دور التحالف العربى فى عملية إعادة الأمل فى اليمن ودعم الحكومة الشرعية والتصدى للتحديات الأمنية، التى تهدد المنطقة والخطوات التى تحققت على أرض الواقع، ومن ضمنها تأمين الحركة الملاحية فى باب المندب، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة فى القضية الفلسطينية وأهمية تأمين الحماية للشعب الفلسطينى من الاعتداءات الإسرائيلية إضافة إلى الملف الليبى.
البيان تنشر تقرير مصور عن جولة حاكم دبى والسيسى
فى حين نشرت صحيفة البيان تقريرا مصورا عن اصطحاب حاكم دبى محمد بن راشد الرئيس السيسى فى جولة بدبى، وقالت إنه تم خلال الجولة التفقدية إطلاع الرئيس السيسى على معالم دبى والمشاريع التنموية التى تنفذ ضمن خطة دولة الإمارات للوصول إلى التنمية المستدامة.
وقال التقرير إن الرئيس المصرى أشاد بالنهضة الحضارية ومستوى البنية التحتية التى تتميز بها دولة الإمارات ما جعلها مثالا عالميا يحتذى به، كما أثنى – وفقا للتقرير- على رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه محمد بن راشد آل مكتوم، اللذين يشرفان ويتابعان شخصيا تنفيذ هذه المشاريع التنموية لتكون دولة الإمارات الوجهة العالمية الأولى فى الاستثمار والسياحة والتكنولوجيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة