أزمة نصف سياسية ونصف دينية ومزيج بين الاثنين تلوح فى الأفق، ساقتها تصريحات مذهبية للمرجع الشيعى مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى، خلال تعليقه على شأن مصرى داخلى بعد غلق السلطة المختصة لضريح الحسين مطالبا بالحريات الدينية للشيعة.
من جانبهم شن عدد من المتخصصين هجوما مضادا على الشيعى مقتدى الصدر ثأرا لنيله من مصر.
الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، قال إن ما فعلته وزارة الأوقاف ليس فيه ما يخالف الشرع لأنها أغلقت المقام حتى لا يستغله جهلة الشيعة والغلاة منهم فى إقامة شعائرهم التى تخالف الشرع بمقام الإمام الحسين، ومنها اللطم والصياح والبكاء وما إلى ذلك من عاداتهم القبيحة وهى عادت يندى لها الجبين حياء.
وأضاف لـ"اليوم السابع": "نستطيع أن نقول إن كلامه يخالف شرع الله ويفترى على الحكومة بما لم تفعله فهى لم تغلق المسجد والضريح على الدوام، لكنه تم منع دخول المقام فى يوم عاشوراء، ولم يحدث أن أغلق المسجد نفسه أو أى مسجد من مساجد آل البيت، فلا داعى للمزايدة على المصريين فهم يحبون آل بيت رسول الله ويوقرونهم محبة بما يتفق مع شرع الله".
وأضاف أنه كان الأولى بمقتدى الصدر أن ينصح إخوانه من الشيعة بالنهى عن ضرب جلودهم وكان الأولى به بدلا من أن يعيب على الحكومة المصرية، أن ينهى هو نفسه أهله ومتبعيه عن المخالفات الشرعية من الصياح وضرب الجلود.
من جانبه أكد عضو مجلس إدارة مسجد الحسين عبد الغنى هندى، منسق حركة استقلال الأزهر، أن تدخل مقتدى الصدر فى أمر داخلى لمصر يخص غلق ضريح الإمام الحسينى يوم عاشوراء، يؤكد أنه كان يترقب فتنة يدفع هو بها، مطالبا الحكومة العراقية بتوضيح موقف أحد رموزها المذهبية فيما يتضح أنه مد سياسى قصد به فتنة طائفية.
وأضاف هندى، أن زيارة مسجد الإمام الحسين سنة وليس فرضا فلماذا يتم ربطه بالحريات الدينية فى حين يصفه الصدر بـ"أنه تضيق على الشيعة وكأنه قصد به فتنة".
وأشار هندى، إلى أن المصريين تخلصوا من التشيع الفاطمى الإسماعيلى الضال بحب آل البيت، مطالبا الصدر بالكف عن التوظيف السياسى.
وشن الشيخ صبرى عبادة، مستشار قطاع مديريات الأوقاف ومرشح النواب بالشرقية، هجوما كاسحا على القيادى الشيعى مقتدى الصدر زعيم التيار الصدرى.
وقال عباده لـ"الصدر"، ردا على تطاوله على مصر: "إن مصر سنة محبة لآل البيت كانت وستبقى"، مضيفا أن الشيعة ليسوا مسلمين لأن الإسلام منضبط بضوابط خرج منها الشيعة بعد سبهم لأمهات المسلمين خاصة الصحابة وحتى سب الإمام الحسين وتحميل الأحفاد وزر قتل الإمام الحسين بالجروح والتعذيب والله لم يحمل أحد وزر أحد.
وأضاف عبادة لـ"اليوم السابع"، أن الإسلام برىء من أفعال الشيعة، مستغربا مطالبتهم بالحريات الدينية للشيعة فى مصر فى الوقت الذى يعذبون السنة فى بلادهم ويحجرون عليهم.
وأشار إلى انحراف الشيعة، مؤكدا عقيدتهم باطلة والإسلام واحد، مستغربا: "أى عقيدة هذه التى تبيح للرجال والنساء الزواج بنظام المتعة ويسبون الصحابة سرا وعلنا ويكذبون ويقولون لا نسبهم"، مؤكدا أن من يتجاهل مخالفات الشيعة فإنما يدفن رأسه فى الرمال، مطالبا مقتدى الصدر بالكف عن التدخل فى أمور غيره والانكفاء على الداخل العراقى الذى أفسدوه على أنفسهم وغيرهم ويرغبون فى نقل السيناريو السيئ إلينا.
وشن ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، هجوما على مقتدى الصدر، قائلا: "يسمونه فى العراق شبل الحوزة لرعونة تصرفاته وكلامه وتهديده لمصر ليس له أية جدوى"، موضحا أن مصر أقوى من الإرهاب الشيعى.
وأضاف الائتلاف فى بيان له أن تحريض الصدر يظهر بجلاء لأتباعه من شيعة مصر على الصدام مع الدولة وكلامه عن ما يسمى بالدولة الفاطمية متناقض تاريخيا وواقعيا فالدولة الفاطمية كانت من الشيعة الإسماعيلية ومقتدى وأغلب الشيعة ومنهم شيعة ايران والعراق ومصر شيعة اثنا عشرية والشيعة الإسماعيلية والشيعة الإثنا عشرية كلاهما يكفر كل منهما الآخر.
وأوضح أنه معروف عن الشيعة أن كل من يُبين ضلالهم يتهمونه بأنه تابع لداعش والتكفيريين رغم أن كل من يتصدى للشيعة فى مصر فضلا عن الأزهر الشريف ضد داعش والتكفيريين ولا يوجد جماعة أكثر تكفيرا وإرهابا اكثر من الشيعة.
وفى السياق ذاته، قالت حركة تمرد الجماعة الإسلامية أن مقتدى الصدر يرتدى ثوب الحكمة ويعظ مصر متناسيا أنه أيد فتوى آية الله على السستانى بعدم محاربة الجيش الأمريكى حال غزوه العراق 2003.
ووجهت الحركة فى بيان لها رسالة إلى مقتدى الصدر قائلة:"أين كانت نخوتك ونجدتك لأهلنا فى العراق وقد تركتم السنة تحارب المحتل الأمريكى وحدها بينما وضعتم يدكم فى يد برايمر الحاكم الامريكى للعراق".
واستطردت الحركة: "نتمنى أن يتناول مقتدى حبوب الشجاعة والحكمة التى تناولها ضد مصر ونسمع رأيه فى علاقة الشيعة بأمريكا".
من الدين إلى السياسة.. "مقتدى الصدر" يهاجم مصر ويطلب الحريات الدينية للشيعة.. وصبرى عبادة: الإسلام برىء من تشيعكم وامنحوا السنة حريتهم.. وتمرد الجماعة الإسلامية: "أين كانت نخوتكم بالعراق؟"
الإثنين، 26 أكتوبر 2015 01:35 ص