شبح الإهمال يُطارد المصريين دوما، ويقتل العشرات يوميا، وسط تقاعس المسئولين، وغياب الرقابة، وانعدام المسئولية، ووفاة الضمير، كما حدث فى محافظة الإسكندرية التى غرقت شوارعها ومنازلها بعد تساقط الأمطار الغزيرة والسيول، يوم الأحد، مما أودى بحياة 6 مواطنين أبرياء لا ذنب لهم.
نعم.. الإهمال أخطر من الإرهاب، وأشرس مجرم فى مصر، لأن بسببه تفقد بلادنا سنويا المئات من مواطنيها الذين لا حول لهم ولا قوة، ورغم ذلك تكتفى الحكومات بإقالة المسئولين المقصرين والمتورطين فى ذلك الإجرام البيّن دون محاسبة أو عقاب صارم.
فعلى الرغم من تحذير الكثيرين من الخبراء والعلماء من سقوط السيول فى مصر خلال فصل الشتاء، وعلى رأسهم الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث سابقا، إلا أن محافظ التاتو المستقيل هانى المسيرى لم يتخذ أى إجراءات وقائية لحماية أرواح أهل الإسكندرية، فماذا كان يفعل فى مكتبه خلال الفترة الماضية؟
وبالتأكيد، قبول استقالة هذا المحافظ الذى لم يُثبت كفاءته، ولم يكن لديه أية رؤية واضحة المعالم لتطوير الإسكندرية، دون التحقيق معه ومع جميع المسئولين بالمحافظة، خاصة بعد تقصيرهم وإهمالهم فى غرق المنازل وإصابة المحافظة بالشلل التام، بجانب وفاة 6 مواطنين، سوف يبقى الوضع على ما هو عليه، بل سيزداد سوءًا، فمتى نقضى على شبح الإهمال المجرم؟ وإلى متى يظل دم المصرى "رخيصا بلا قيمة"؟ ولماذا لا يتم محاسبة المقصرين والمتقاعسين فى مؤسسات الدولة؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة، والمستقبل سيجيب عليها.
محمد سعودى يكتب: استقالة محافظ الإسكندرية.. لا تكفى
الإثنين، 26 أكتوبر 2015 04:03 م