د.أحمد حسن مأمون يكتب: عزوف الشباب عن الانتخابات.. الأسباب والحلول

الإثنين، 26 أكتوبر 2015 12:00 ص
د.أحمد حسن مأمون يكتب: عزوف الشباب عن الانتخابات.. الأسباب والحلول كبار السن بلجان الانتخابات – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن ظاهرة عزوف الشباب عن الانتخابات تستحق دراسة لا تتأثر بالشعارات ولا بالأفكار السائدة بدون تفكير وتحليل دقيق. أولا من هم الشباب؟. إنهم الفئة العمرية التى تربت وتعلمت طوال ما يزيد عن ثلاثين سنة من حكم حسنى مبارك إنهم حصيلة تدهور التعليم وتغلغل أفكار الإخوان وعدم تعلمهم تاريخ بلادهم العظيمة وحتى يكون حكمنا موضوعيا فسنستعين بخصائص منحنى التوزيع القياسى وتتلخص فى أن الأغلبية العظمى وهى 80% هى الفئة المتوسطة وأن 10% هى الفئة الممتازة وأن 10% هى الفئة الضعيفة الفاشلة. لذلك نتوقع أن تكون لغالبية الشباب صفات وخصائص ناجمة من تعليم متدن ودروس خصوصية لا تعلى من شأن العقل فالغش والفهلوة هما طريق النجاح.

أما الفئة الممتازة فهم الموهوبون وقلة استطاعت تثقيف أنفسها ذاتيا أو بتأثير ظروف مواتية. أما الـ10% الباقية فهم الفئة الضعيفة البائسة وهم خليط من العاطلين ومن شباب ترك مهنته وصنعته ليعمل فى المهن الطفيلية والتوك توك ليحصل على المال بأى وسيلة ولا يهتم بذاته أو مستقبله ينضم إليهم مجموعة من الشباب خريجى المدارس والجامعات الأجنبية. وفيهم فئة كبيرة مخدوعة ومغرورة منغلقة على ذاتها ولا ولاء لها للوطن. عند هذه النقطة من الدراسة سنجد سؤالا ملحا. وهو إذا كان الأمر كذلك فكيف كان الشباب عماد ثورتى 25 يناير و30 يونيو. والرد نعم حقا أنهم هم نفس هذا الشباب ولكنهم لم يتحركوا فى هاتين الثورتين بتأثير عقولهم ووعيهم باللحظة. لقد تحركوا بتأثير الجينات المصرية الأصيلة وهى العاطفة والحب العميق للوطن.

فنحن شعب عاطفى يتحرك بالعاطفة فهكذا انتصرنا فى جميع الحروب والثورات وعندما حققنا الكثير من المعجزات.. أما فى هذه الانتخابات فلقد كان تركيز الإعلام والمثقفين هو مخاطبة عقل الشاب ومحاولة إثارة حماسه بالأغانى. وكلا الأسلوبين غير مؤثر فى مواجهة اللعنات والإشاعات والأكاذيب التى يطلقها الأعداء. فيكفى إطلاق كلمة خبيثة لتسرى بينهم كما تسرى النار فى الهشيم فهم فئة لم تتعود على التفكير والمنطق.لذلك رأينا هذا العزوف المشين. أضف إلى كل ذلك أننا جعلنا الشعب يعيش باسترخاء كأنما الثورة حققت أهدافها بينما المعاناة الحياتية كما هى.

إن الطريق لإثارة حماس الشباب والجماهير هى تعبئة المجتمع لتحقيق هدف قومى كبير يؤمن به الجميع ويعمل من أجله. يجب بعث الأمل. يجب إعلان الدولة أن لنا هدف واضح هو بناء مصر الحديثة التى ستلحق بالحضارة المعاصرة وأننا سنسلك نفس الطريق الذى سلكته النمور الآسيوية ويجب توضيح الخطة والطريق ومراحله. لو حدث ذلك فلن تستطيع أى قوة أن تحطم إرادتنا أو تفت من عزيمتنا.

القضية الثانية التى كشفت عنها هذه الظاهرة هى ضرورة التعامل مع الشباب بحرص فمن الخطأ الاندفاع وراء شعار الأولوية للشباب فى كل شىء كأنما هم المنقذون وأن لهم الحق فى كل الامتيازات فالحقيقة الدفينة هى أن معظمهم هم نتاج التعليم الفاشل وحقبة طويلة من الفساد.

والقليل هم الشباب الذى يمكن الاعتماد عليه. علينا دراسة الظاهرة ووضع الحلول لها علينا تصحيح هذا القصور الجسيم المتراكم الذى أصاب أبنائنا الشباب. علينا إعادة تأهيلهم ورفع مستواهم العلمى والقيمى وعليهم بذل مجهودات هائلة للالتحاق بالركب وحتى يمكن الاعتماد عليهم لتنفيذ المهام الهائلة التى تنتظرهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة