بعد قرار تركيا باعتماد اللغة العربية فى المدارس الابتدائية والإعدادية بداية العام المقبل.. مثقفون يختلفون حول مصير التجربة.. صلاح فضل: له أبعاد سياسية.. حسين حمودة: سيحمل تأثيرات ثقافية إيجابية واضحة

الإثنين، 26 أكتوبر 2015 11:00 م
بعد قرار تركيا باعتماد اللغة العربية فى المدارس الابتدائية والإعدادية بداية العام المقبل.. مثقفون يختلفون حول مصير التجربة.. صلاح فضل: له أبعاد سياسية.. حسين حمودة: سيحمل تأثيرات ثقافية إيجابية واضحة اردوغان
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن أدخلت دولة تركيا اللغة العربية إلى المناهج التعليمية بموجب قرار اتخذه مجلس الوزراء عام 2010، أسفر هذا القرار عن إعلان حكومة العدالة والتنمية تقديم دروس باللغة العربية لتكون اختيارية فى المدارس الابتدائية والإعدادية، وإجبارية فى مدارس الأئمة والخطباء.

قد يعيد هذا القرار اللغة العربية مكانتها المرموقة فى دولة تركيا، بعد أن منع مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، تدريس اللغة العربية فى المدارس التركية من عام 1928، كما أنه ألغى الحرف العربى واستبدله بتدريس اللغة الاتينية، لأنه كان يرى هذا أمر ضرورى لبناء الأمة التركية وتحديد هوايتها.

ويشار إلى أن هذا القرار خطوة استراتيجية فى الاتجاه الصحيح ستسهم فى زيادة التبادل الثقافى بين تركيا والدول العربية، كما استقبل العديد من سكان تركيا هذا الخبر باعتباره قرارا إيجابيا ديمقراطيا، لأنه يلبى طلب أولياء الأمور الراغبين بتعليم أبنائهم اللغة العربية، بحسب ما وصفت موقع تركيا الآن.

فمن المعروف أن تاريخ معرفة الأتراك باللغة العربية يرجع إلى ما قبل الظهور الإسلامى، وكان بين العرب والأتراك يتبادلان الثقافات والأعمال التجارية فيما بينهم، وهذا الأمر جعلهم يتحدثون باللغة العربية منذ عصر الجاهلية، وبعد ظهور الأسلام انتشرت اللغة العربية على نطاق كبير بين الشعوب الناطقة باللغة العربية.

ومن ذلك الوقت أثرت اللغة العربية فى اللغة التركية لعدة قرون طويلة، وبدأ العلماء يدخلون الحروف على الكلمات والعبارات والقواعد العربية إلى اللغة التركية، وبدأت السلطات العثمانية تعتمد على اللغة العربية وتم تعليمها فى المدارس باعتبارها لغة العلم والدين.

ومن جانبه، قال عضو مجمع اللغة العربية والناقد صلاح فضل أن تضيق فرص اندماج الاتحاد الأوروبى أمام حكومتها، جعلها ترفع شعارات دينية، فأن الدعوة أحياء اللغة العربية لايفيد فى واقع الأمر، مضيفا أن الحكومة التركية عادة ما تظهر شراسة فى التيارات الدينية المتعصبة، مثلما فعلت تركيا فى 30 يونيو واحتضانها لجماعة الإخوان، ورغبتها ومواقفها فى تقسيم سوريا جعلنا نشك فى نوايا هذا القرار.

وأضاف فضل أن هذه التجربة ستلقى بالفشل لأن المتحدثون باللغات السامية عادة لا يحتفظون بها فى ذاكرتهم إلا المهتمون بشكل خاص، مضيفا إلى أن تركيا نهضة مئات الألف إلا لم يكن الملايين من السياح العرب على وجه الخصوص، فمن مصالحتهم دراسة اللغة العربية لتحسن استقبال هؤلاء السياح.
وفى السياق ذاته، قال الناقد حسين حمودة، أتصور أن هذا القرار سوف يكون له تأثيرات ثقافية واضحة، ولكن ليس من الضرورى أن تكون له تأثيرات سياسية على نفس المستوى، مشيرا إلى أن هذا القرار يمثل انقلابا على المفاهيم التى أرساها كمال أتاتورك على مستوى اللغة والثقافة، مضيفا أنه ليس من الضرورى وجود انقلاب على مفاهمية التى ربطت تركيا بالعلمانية.

وأكد حمودة على أن لا يعرف هذا القرار مرتبطا بتوجهات الأحزاب الدينية فى تركيا أم لا، ولكنه يمكن يقيم أثراً كبيرا يصل بين الثقافة التركية الحديثة والتراث الغربى، مشيرا إلى هناك جوانب يجب تأملها حول العلم بأن تركيا جزء من دائرة الاتحاد الأوروبى ومع ذلك لا أتصور أن هذا القرار سيمثل تحولا إيجابيا فى السياسة التركية الرسمية الراهنة، وهى سياسة تابعة للغرب وللولايات المتحدة، وهذا أيضا سياسية معادية لنا نحن العرب بشكل عام.


موضوعات متعلقة



الحكم بسجن "محامى" بارز بتركيا لدعمه حزب العمال الكردستانى







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة