وبعد فرز 90% من الأصوات حصل سيولى على 36.12% من الأصوات مقابل 34.97 % لماكرى، علمًا بأن آخر استطلاعات الرأى أظهرت أن ماكرى سيكون متأخرًا عن سيولى بـ 10%، ومنذ 1973 اعتمدت الأرجنتين نظام الدورتين فى الانتخابات الرئاسية، لكن الانتخابات السبع التى نظمت منذ ذلك الإصلاح حسمت جميعها من الجولة الأولى، وبحسب النظام الانتخابى المطبق فى الأرجنتين يفوز بالرئاسة من الدورة الأولى المرشح الذى يحصد 45% وما فوق من الأصوات أو 40% إذا كان الفارق الذى يفصله عن المرشح التالى يبلغ 10 %.
وحصل فى المرتبة الثالثة النائب سيرجيو ماسا المنشق عن معسكر كيرشنر بحصوله على 21.2% من الأصوات، متقدما على كل من مرشحة اليسار مارجريتا ستولبيزر (3.4%) والتروتسكى نيكولاس ديل كانو (2.6%) والبيرونى ادولفو رودريجيز سا 1.7%.
كولومبيا
وفى كلومبيا فقد شهدت أول انتخابات محلية تجرى منذ بدء مفاوضات السلام بين الحكومة ومنظمة فارك، وكانت خسارة اليسار فى العاصمة بوجوتا من النتائح الأولى للانتخابات، التى اعتبرها وزير الداخلية فيرناندو كريستو "الأكثر أمانا وسلمية فى تاريخ كولومبيا"، ودعى 34 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الحكام والنواب فى ولايات البلاد الـ32، إضافة إلى المجالس البلدية ورؤساء البلديات وعددها 1102 بلدية، وتستمر ولاية كل هذه المناصب لأربع سنوات.
وطالب الرئيس خوان مانويل سانتوس بالوحدة، قائلا "ادعوكم جميعًا، وأقولها مجددًا جميعًا، إلى مواصلة التقدم نحو إنهاء النزاع، نحو سلام عادل ودائم"، مؤكدًا أنه "خلال 148 يوما يفترض أن نضع حدًا لهذا النزاع المسلح" الذى يمزق البلاد منذ أكثر من نصف قرن.
وظل الحكم فى أيدى اليسار فى كولومبيا طوال 12 عامًا رغم فضائح الفساد، والآن خسر اليسار الانتخابات بعدما توجهت إليه انتقادات شديدة بسبب انعدام الأمن فى المدينة التى يبلغ عددها 8 ملايين نسمة، والتى تعانى من فوضى فى حركة المرور، ولا يوجد بها مترو أنفاق".
فاز برئاسة بلدية بوجوتا الاقتصادى انريكى بينيالوزا (61 عاما) الذى ينتمى إلى يمين الوسط والذى كان يتولى هذا المنصب بين العامين 1998 و2001، وبحصوله على 33.10% من الأصوات تمكن بينيالوزا من استعادة منصبه خلفا لرئيس البلدية السابق جوستافو بيترو القيادى السابق فى ميليشيا ام-19 .
بولندا
وفى بولندا أيضًا يفوز الحزب المحافظ "القانون والعدالة" وهو مناهض لأوروبا بأغلبية مطلقة من مقاعد البرلمان البولندى، وأظهرت النتائج أن حزب "القانون والعدالة" المعارض بزعامة ياروسلاف كاتشينسكى حصل على 39.1% من الأصوات ما يعطيه 242 مقعدًا فى البرلمان المؤلف من 460 مقعدًا أى أكثر من نصف المقاعد، والذى قال فى أول تعليق له على هذه النتائج إنها "المرة الأولى فى تاريخ بولندا منذ سقوط الشيوعية سيحكم فيها البلاد حزب لوحده، مؤكدًا فى الوقت نفسه عزمه "مد اليد" إلى الأحزاب الراغبة بالتعاون معه.
بالمقابل لم يحصل حزب "المنصة المدنية" بزعامة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها ايفا كوباتش إلا على 23.4% من الأصوات، ما يعطيه 133 مقعدا فى البرلمان، وجاءت فى المرتبة الثالثة الحركة المناهضة للنظام التى يتزعمها مغنى الروك بافيل كوكيز، وستكون حصتها فى البرلمان 44 مقعدا، فى حين سيحصل حزب نوفوتشينزا بزعامة النيوليبرالى ريتشارد بترو على 22 مقعدا، بينما سيحصل الحزب القروى حليف رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها على 18 مقعدا.
والجدير بالذكر أن حزب القانون والعدالة البولندى ينتهج سياسة التشكيك فى الاتحاد الأوروبى.
ويقود الحزب ياروسلاف كاتشينسكى الشقيق التوأم لرئيس بولندا الراحل ليخ كاتشينسكى.
وكان كاتشينسكى حدد حزبه على الفور خططا لتحقيق إيرادات جديدة بدءا من العام المقبل بفرض ضرائب على أصول البنوك، وقال لأنصاره الفرحين فى مقر حزبه بوسط وارسو "لن نركل من سقط.. نحتاج أن نظهر للرأى العام البولندى بأن الحياة يمكن أن تكون مختلفة."
واستغل حزب القانون والعدالة تنامى الإحباط فى بعض المناطق التى لمن تقتسم فيها مكاسب النجاح الاقتصادى بشكل متساو للفوز فى الانتخابات على الرغم من أن اقتصاد بولندا نما بما يقرب من 50% فى العقد الماضى، فيما ركز المنتدى المدنى المؤيد للسوق على محاولة الاستفادة بأقصى قدر ممكن من المساعدات الأوروبية والمزج بين الاستثمار الأجنبى واستخدام الموارد المالية بحكمة.
جواتيمالا
أما جواتيمالا فكان الأمر مختلفا عن دول أمريكا اللاتينية التى أصبحت تتجه إلى اليمين بعد سيطرة اليسار، واردات جواتيما طى صفحة الفساد الذى أوصل رئيسها السابق إلى السجن، وصوت ناخبوها بكثافة لانتخاب ممثل كوميدى لا تجربة سياسية رئيسا جديدا للبلاد، والذى مثل مفاجأة الدور الأول من الانتخابات.
وأعلن الممثل الكوميدى ومقدم البرامج التليفزيونية جيمى موراليس (46 عاما)، مساء الأحد فوزه فى الدور الثانى للانتخابات الرئاسية معتمدًا على تقدمه بفارق كبير على منافسته، وقال موراليس مرشح حزب "اف سى ان ناسيون" اليمينى فى رسالة وجهها عبر التليفزيون "بهذا التصويت جعلتمونى رئيسا، حصلت على تفويض ويجب أن يكون هذا التفويض فى خدمة مكافحة الفساد الذى نخرنا".
وبعد فرز 53.85 % من الأصوات تقدم موراليس بشكل كبير وحصل على 68.73%، وأقرت منافسته السيدة الأولى السابقة ساندرا توريس (60 عاما) المدعومة من الاتحاد الوطنى للأمل "اشتراكى ديمقراطى" بالهزيمة، حيث حصلت على 31.27 % من الأصوات التى تم فرزها.
وكانت نتيجة الانتخابات فى جواتيمالا نتيجة للفساد الذى امتد عدة أشهر، ووجود شبكة فساد واسعة استولت على 3.8 مليون دولار بين مايو 2014 وأبريل 2015 فى هذا البلد الذى يعيش 53.7% من سكانه تحت خط الفقر.
أوكرانيا
انتخب الأوكرانيون الأحد رؤساء بلدياتهم ومجالسها فى اقتراع شكل اختبارا للرئيس الموالى للغرب بترو بوروشنكو، وعكره إلغاء التصويت فى ماريوبول آخر مدينة كبرى تخضع لسيطرة كييف فى الشرق الأوكرانى الانفصالى الموالى لروسيا، وأكد بوروشنكو أن هذا الوضع "مرفوض تماما"، طالبا من البرلمان تحديد موعد لانتخابات جديدة اعتبارًا من منتصف نوفمبر، وتبادل تكتل بوروشنكو وتكتل المعارضة الموالية لموسكو والتى تحظى بشعبية كبيرة فى ماريوبول، الاتهامات بـ"تقويض الانتخابات".
وتنافس فى هذه الاتنخابات أكثر من 200 ألف مرشح، ويشكل الاقتراع اختبارًا للرئيس بوروشنكو الذى تراجعت شعبيته كثيرًا بعد عام ونصف من بدء ولايته التى شهدت نزاعًا مسلحًا داميًا فى شرق البلاد قتل فيه أكثر من 8 آلاف شخص، واعتماد إجراءات تقشف كانت موضع احتجاج ونقص التقدم فى مكافحة الفساد.
ومن شأن حدوث اختراق لمناصرى روسيا خاصة فى المناطق الشرقية والجنوبية أن يكبح التقارب مع الاتحاد الأوروبى الذى وعد به بوروشنكو بل ربما يؤجج مشاعر انفصالية فى هذه الأراضى، وقال بيروشونكو الذى يتعرض لنقد كبير بسبب إدارته للنزاع فى الشرق، إنه يأمل فى أن تتيح هذه الانتخابات تعزيز التحالف "المؤيد لأوكرانيا لعدم تمكين روسيا من تخريب البلد من الداخل".
قالت اللجنة الانتخابية إن مكاتب التصويت لم تفتح فى ماروبول لأن البطاقات كان يمكن تزويرها بسهولة، وهو ما عكس الصعوبات التى تسيطر على كييف فى السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة بين الحدود الروسية والقرم التى ضمتها موسكو فى 2014 والتى تعرضت مرارًا لهجمات الانفصاليين الموالين لروسيا.
واعتبر المحلل السياسى الأوكرانى المستقل اناتولى اوكتيسيوك أن هذا الفشل فى ماريوبول "يلطخ سمعة السلطة الأوكرانية التى ستواجه صعوبات فى تبريره لحلفائها الأوروبيين" ويمنح روسيا ذرائع إضافية فى الجدل حول إجراء انتخابات فى مناطق الانفصاليين.
وإضافة إلى ماريوبول يعتبر الموالون لروسيا فى موقع جيد لتحقيق اختراق فى المنطقتين الصناعيتين خاركيف وجنيبروبتروفسك الحدوديتين مع الشرق الأوكرانى المتمرد، وكذلك فى أوديسا على ضفاف البحر الأسود.
وتجاوز الانتهاكات فى انتخابات أجهزة السلطة المحلية بأوكرانيا رقما قياسيا، حيث قام رجل بإشعال النار فى ملابسه بأحد مراكز الاقتراع، وقال نائب رئيس لجنة الانتخابات إيجور بابيوك فى مؤتمر صحفى "إن الرجل دخل مبنى مركز الاقتراع وقام بإشعال النار فى السترة التى كان يرتديها، ولكن تم إخماد النيران بسرعة، وأبعد الرجل خارج المبنى".
هايتى
أما هايتى فقد تميزت الانتخابات بها بإقبال كثيف على التصويت، وعلى العكس من أوكرانيا فلم تسجل أى حوادث تذكر، مما يبعث الأمل فى عودة الاستقرار إلى البلد الغارق فى أزمة من 2010.
ودعا 5.8 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم فى الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية والدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، وكذلك أيضًا فى الانتخابات البلدية التى تتم وفق نظام الدورة الواحدة، وعلى الرغم من المصاعب اللوجستيه التى أدت إلى عمليات تأخير كثيرة، إلا أن الناخبين انتظروا بهدوء تحت الشمس لممارسة حقهم الانتخابى، ونتائج الانتخابات ستكون مطلع شهر نوفمبر المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة