وائل السمرى يكتب ..الشىء الوحيد القادر على ستر عورة مصر..ننحدر فى العلوم والطب والعمارة والسياسة والأخلاق لكن وسط هذه الانحدارات يقف فن مصر شامخاً مزهواً

الأحد، 25 أكتوبر 2015 04:58 م
وائل السمرى يكتب ..الشىء الوحيد القادر على ستر عورة مصر..ننحدر فى العلوم والطب والعمارة والسياسة والأخلاق لكن وسط هذه الانحدارات يقف فن مصر شامخاً مزهواً لوحة للفنان الراحل محمود سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم ما تمر به مصر من تعثر اقتصادى واضطراب أمنى وضبابية سياسية، لكن من حين لآخر تأتينا العديد من الإشارات التى تثبت لنا أن مصر مازالت قادرة على الوقوف على أقدامها، وقادرة أن تظهر فى صورة الـ «معجبانية وصبية» كما عهدناها دائمًا.

المكان قاعة كريستيز للمزادات العالمية فى دبى، الزمان 20 أكتوبر 2015، والحدث هو إقامة هذه الدار العالمية مزادًا لفنون الشرق الأوسط الحديثة، حيث تجمعت عشرات اللوحات المختلفة لأكبر فنانى العالم العربى وإيران، وفتح المزاد فيما يشبه الماراثون الذى انطلقت فيه اللوحات لتحتل كل لوحة مكانها فى المشهد الرئيسى، وكانت المفاجأة فى الانتظار، حيث وضع خبراء المزاد تقديرًا للوحة فنان مصر الخالد «محمود سعيد»، تقديرًا يشير إلى الحد الأدنى والأعلى لثمن اللوحة، فقالوا إن سعرها يتراوح ما بين 200 ألف دولار و250 ألف دولار، لكن ما أن بدأ المزاد حتى قفزت اللوحة لتتخطى ضعف أكبر تقدير لها لتباع فى النهاية بـ665 ألف دولا، متخطية أقرب منافسيها لوحة سهراب سيفيرى «جذوع الشجر» التى بيعت بـ425 ألف دولار، بأكثر من 200 ألف دولار.

ما أن أعلن القائم على المزاد عن السعر النهائى للوحة حتى ضجت القاعة بالتصفيق، وقد حبس الجميع أنفاسهم انتظارًا لما سيسفر عنه المزاد.

المصريون الذى حضروا هذه الجلسة أخبرونى بمدى السعادة التى انتابتهم حينما وجدوا أن الفن المصرى مازال قادرا على إدهاش الجميع، ومازال قادرًا على التحليق وحده فى الأفق، وهو شىء أستطيع أن أشعر به وأصدقه، لأن ذات الإحساس انتابنى وأنا أتابع نتائج هذا المزاد الكبير، إذ يشاء الله أن يأتى هذا الحدث وسط إحباط سياسى واقتصادى فيزيل بعض الهموم، ويزيد البعض الآخر.

هنا يجب الإشارة إلى أن سعر هذه اللوحة لم يكن الأعلى من بين اللوحات المصرية، فقد سجل «سعيد» رقمًا قياسيًا منذ سنوات، حينما بيعت لوحته «الشادوف» بما يقرب من 2.4 مليون دولار، وهو ما يجعل تفوق مصر «فنيًا» شيئًا راسخًا، لكن فى الحقيقة فإن هذا المزاد الأخير يجب أن يمنحنا بعض الأمل فى المستقبل، ففى الوقت الذى تنسحب مصر فيه «حضاريًا» وتقف صفر اليدين فى سباق الأمم نحو التقدم، تفاجئ العالم وملء يدها آيات من الفن الراسخ.

ننحدر فى العلوم، ننحدر فى الطب، ننحدر فى العمارة، ننحدر فى الإنتاج، وننحدر فى السياسة، وكما ننحدر فى الأخلاق تنحدر قيمة الجنيه المصرى، لكن وسط هذه الانحدارات يقف فن مصر شامخًا مزهوًا ليستر عورتنا الحضارية بكفاءة واقتدار، من محمود سعيد إلى تحية حليم إلى عمر النجدى إلى عبدالهادى الجزار، وغيرهم من رواد الفن وأساتذته، وصولا للفنان المصرى المعاصر عادل السيوى، وغيره عشرات من الفنانين الأصلاء، ذرية بعضها من بعض، تنمو وتكبر وتزدهر وحدها دون أن تتأثر باضطراب أو تنحدر فى منزلق، فماذا فعلت «مصر/ الدولة» لتحافظ على «مصر/ القيمة»..
نكمل غدا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الا.....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة