بالخطوط البسيطة والمساحات البيضاء والألوان المشرقة تعرف رسوم "داليا رشوان" ذات الواحد وعشرين عامًا، الطالبة فى السنة الأخيرة بكلية الحاسبات بأسيوط، ومصممة الأغلفة، والتى قررت ألا تكتفى بتوزيعها على الصفحات البيضاء الخالية وحولتها إلى قطع كانفا مميزة ومن ثم إلى مشروع فنى جديد من نوعه.
"حسيت إنى محتاجة تكون رسوماتى موجودة عند اللى بيحبوها من غير ما اتخلى عن اللوحات الأصلية".. ببساطة تحدثت "داليا" عن الفكرة لـ"اليوم السابع" وأضافت "أثناء البحث على الإنترنت وجدت فنانة يونانية تنفذ الفكرة نفسها فقررت أن أجرب أنا الأخرى".
بخيوطٍ بسيطة كما خطوطها نقلت "داليا" لوحتها الأولى إلى "الكانفا" بعد أن خططتها بالقلم الرصاص على لوحة النسيج البيضاء، وتقول "كنت فخورة بيها جدًا.. ومبسوطة أوى بفكرة إنها ممكن تتبعت لأى حد عايزها، وحسيت إنى هيبقى لى قرايب فى أماكن كتير وروحى هتتوزع على البيوت".
ومثلما ابتعدت عن التقليدية فى الرسوم التى استلهمتها فى البداية من الشاعرة والفنانة اللبنانية "سوزان عليوان" التى أبهرتها رسوماتها الطفولية والبسيطة والتلقائية، ثم طورتها بأسلوبها الخاص قررت أن تكون لوحات الكنافا الخاصة بها حرة كذلك، وتقول "أنا مش بعمل كنافا تقليدية، لكن بعمل الحاجة اللى تليق بيا وتريحنى، مثلاً الكنافا التقليدية لازم تتملى كلها بالخيوط، لكن أنا مابعملش كدة خالص، ولازم تتعمل غرزة بشكل معين بس أنا بعملها زى ما أحب، ومؤخرًا دخلت الألوان المائية فى الموضوع"، وأضافت "بحس إن التقييد فى الموهبة ينفيها فبعمل كل حاجة زى ما أحس إنى عايزة ببساطة".
بهامش ربح ضئيل تبيع "داليا" لوحاتها من "الكانفا" لتزرع البنت الوحيدة فى كل بيتٍ لها إخوة، وتتحول الموهبة والهواية إلى مشروع صغير يغطى تكاليف إنتاجه والوقت الذى تنفقه فى إعداد كل لوحة، والذى تقول "داليا" إنه ليس طويلاً، وتوضح "مقارنة بالرسوم التى لا أطيق أن أتركها حتى أنهيها يستغرق منى الكنافا بعض الوقت، ولكن لأن الرسوم بسيطة خالية من التعقيد و(الدوشة) لا يستغرق الأمر منى وقتًا طويلاً جدًا، ولتشعر أنها تكسب من صنع يديها حتى لو كان مكسبها قليلاً".
.jpg)
جانب من رسومات داليا المميزة ببساطتها
وتختار "داليا" من بين رسومها العديدة اللوحات "الديجيتال" لتحويلها إلى كانفا، لأنها تحتاج لأن تلمسها وتشعر بوجودها الحقيقى كما تفعل مع رسومها الورقية التى تقول عنها "لما بحس إنى لوحدى بطلع رسوماتى الورق واقعد اتفرج عليها بحس إن عندى إخوات كتير كتير.. عزوة بالمعنى الحرفى للكلمة".
.jpg)
بمقدار الفخر نفسه الذى تنظر به "داليا" إلى "إخوتها" من الكانفا والورق، تتذكر دور والديها فى دعمها وتقول "كانوا بيحترموا موهبتى حتى لو مش شايفينها بتأكل عيش ودايمًا يقولوا لى رأيهم، وثقتهم فيا كانت من دوافع إنى أعمل اللى بحبه ببساطة".
لوحة كانفا تدمج الخيوط مع الألوان المائية
.jpg)
لوحة الكانفا أثناء تنفيذها وبعد إتمامها
.jpg)
لوحات من الكانفا مميزة ببساطتها
.jpg)
آخر لوحات "داليا" من الكنافا