"قد آن يا كيخوت للقلب الجريح، أن يستريح/ فاحفر هنا قبرا ونم/ واكتب على الصخر الأصم/ يا نابشا قبرى حنانك هاهنا قبر ينام/ لا فرق من عام ينام وألف عام/ هذى العظام حصاد أيامى فرفقا بالعظام"..
ورغم أن نجيب سرور أراد أن يخفف الأمر علينا، لا عليه هو، بأن جعل النوم بدلا من الموت.. لكن القبر المفتوح والعظام المتبقية والشاهد المنتصب كل ذلك يحمل كماً من الدلالات.
ومع ذلك عادة ما نبدأ كلامنا عن نجيب سرور بسيرته الشخصية وبما لاقاه من ظلم وتعنت فى حياته.
ونجيب سرور ليس مجرد "قصيدة" يتبادلها الجميع على مواقع التواصل الاجتماعى "الأميات"، وليس رجلا قال جملة عابرة يتبادلها الجالسون أمام شاشات الفيس بوك، ولا هو رداء يلبسه مدعو الثورية، إنما هو شاعر يمتلك 6 دواوين شعرية تعبر عن مرحلة مهمة من تاريخ الكتابة الأدبية فى مصر .
الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى العقود التى كتبها نجيب سرور فى شعره رصدها دون أن يتنازل عن الفن، ومن خلال الاحتكام لهذا الفن تم التوصل لقيم إبداعية لم يتنازل عنها نجيب سرور منها توظيف الرمز والاهتمام بالصور وصنع أنواع مختلفة من الإيقاع.
لذا نتذكره يوم رحيله، ونواسى وقوفنا عجزة أمام قهر المثقف وسحقه فى ظل الأنظمة المستبدة، وذلك عندما يصبح اختلافك فى الرأى تهمة جاهزة للانقضاض عليك، بما يدفع المثقف لأن يكون أمام خيارين أولهما التدجين وثانيهما المعارضة بتوابعها، لأن الخيار الثالث لا يليق بمثقف وهو المهادنة.. وتجدر الإشارة إلى أن المطاردة والتشريد والتضييق التى تلحق بالمعارض/المختلف قد تدفعه للانفصال عن الواقع والاغتراب الداخلى والقطيعة النفسية مع الحياة.
موضوعات متعلقة..
- نجيب سرور موهبة شكلتها الأنظمة المستبدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة