قال منتدى "فكرة"، التابع لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن تدنى نسبة مشاركة الشباب فى الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، حيث ضعف المشاركة فى التصويت خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ترجع إلى عدة عوامل سياسية واقتصادية تجمعت لتولد حالة من الإحباط والغضب لدى شريحة كبيرة من الشباب.
واتهم التقرير، المنشور على الموقع الإلكترونى للمنتدى، الإعلام المصرى فى إشعال الغضب داخل نفوس الشباب، قائلا إن الخطاب الإعلامى التحريضى الذى بات يهاجم ويهدد ويخون جميع الأصوات المعارضة للحكومة الحالية، لعب دوراً كبيراً فى عزوف الشباب عن المشاركة، إضافة إلى تخلى النخبة المصرية عن الشباب المطالب بالإصلاح السياسى، مشيراً إلى أنه بعد انتهاء اليوم الأول من التصويت وتأكد الإعلام أن الشباب بالفعل عزفوا عن العملية الانتخابية، غابت البسمة الصفراء التى كان يرتسمها مقدمو برامج التوك شو عن وجوههم طمعاً فى دفع الشباب إلى المشاركة.
وأضاف أن النخبة السياسية فشلت فى التواصل مع الشباب وقامت بتهميشهم اعتباراً منها أنهم مجرد شباب متحمسين لا يمتلكون الخبرات الكافية التى تمكنهم من المشاركة الفعالة فى النظام السياسى، حيث اتخذت هذه النخبة مواقف متنافية مع ما كان يصبو إليه الشباب من إصلاح سياسى وحرية، فبدلاً من مساندة هؤلاء الشباب والاستفادة بطاقاتهم فى تحقيق النمو الاقتصادى والإصلاح السياسى، ارتمت تلك النخبة فى أحضان النظام وباتت تتهم الشباب المعارض بالخيانة والعمالة للخارج بل أصبحوا يدعون الحكومة بأن تضرب بيد من حديد على كل من يبدى معارضة، فتلك النخبة التى كانت من المفترض أن تكون عوناً للشباب الذى يسعى إلى تحقيق الإصلاح، أصبحت تخذلها وتقف حائلاً أمام التحول الديمقراطى.
ويرى التقرير أن الحالة الاقتصادية المتردية لعبت دوراً كبيراً فى عزوف الكثير من الشباب عن المشاركة. هؤلاء الشباب الذين قاموا بثورة كبيرة من أجل "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" لم يستشعروا أية تغييرات اقتصادية حتى الآن، فالمواطن الذى بات مشغول البال بقوت يومه نتيجة تردى الوضع الاقتصادى أصبح يعانى من الإحباط ولم يعد يؤمن بأن مشاركته فى العملية الانتخابية ستغير من الأمر شيئا.
ومن ثم، يقول تقرير منتدى فكرة، "كانت مقاطعة الإنتخابات البرلمانية الحالية، الاداة الوحيدة والأمنة التى عبر من خلالها الشباب عن استيائهم من سياسة القمع والتهميش، بل بمثابة إضراب صامت، ومع ذلك فإن حالة الإحباط وعدم الرضا بين صفوف فئة الراشدين من السكان أقل بكثير منه عند فئة الشباب، فقد أظهر إستطلاع للرأى تم نشره على موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن سياسات الحكومة المصرية حصدت تقييم "إيجابي جدًّا" بنسبة 48% أو "إيجابى إلى حد ما" بنسبة 24% على الأقل"، ما بين فئة الراشدين فى مصر.
والتفسير الأرجح لهذه المفارقة بين فئة الشباب والراشدين، بحسب التقرير، هو أن الأخير غالباً ما يقيم أداء الحكومة من منظور الأمن والاستقرار على عكس الشباب الذى يهتم بشكل كبير بمسائل الإصلاح السياسى والاقتصادى.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
عجبا....الان اصبح كلام معهد واشنطن قرانا؟؟؟