وجمع وزيرا خارجية روسيا وأمريكا لقاء ثنائيا لبحث الأزمة السورية عقب التدخل الروسى جويا لاستهداف التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش، وانضم إليهما لاحقا وزير الخارجية السعودى ونظيره التركى، وجمعهم لقاء رباعى لوضع آلية حل سياسى للأزمة.
مصير "الأسد" نقطة الخلاف
ولم يسفر اللقاء الرباعى بين وزراء خارجية أمريكا وروسيا والسعودية وتركيا عن الوصول إلى صيغة نهائية لحل الأزمة السورية بسبب مصير الرئيس السورى بشار الأسد، والذى ترفض روسيا تحديد مصيره إلا من خلال الشعب السورى فيما تشدد الدول الأخرى على ضرورة خروج الأسد من أى عملية سياسية فى المستقبل.
وتأتى مشاروات فيينا فى ظل التحركات الدبلوماسية والسياسية التى تقودها موسكو فى ظل تكثيف عملياتها العسكرية ودعم إيران وحزب الله لموقف الرئيس الأسد، واتفق الوزراء الأربعة على استمرار المشاورات واللقاءات التى طالبت روسيا بضم مصر وإيران للمشاركة فى المحادثات.
وشهدت فيينا خلال الـ24 ساعة الماضية سلسلة من المشاورات واللقاءات المكثفة، وشملت اجتماعاً ثلاثياً بين وزاراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وثنائياً بين جون كيرى وسيرجى لافروف، إضافة إلى اتفاق وزير الخارجية الروسى مع نظيره الأردنى ناصر جودة على تنسيق العمليات العسكرية فى سوريا لتأمين حدود الشمالية للمملكة الأردنية، واتفق جميع الوزراء على ضرورة الحفاظ على سوريا كدولة موحدة علمانية ذات سيادة.
المجتمعون اتفقوا حول صيغة الدعم الخارجى للعملية السياسية
وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن المشاركين فى اللقاء الرباعى فى فيينا اتفقوا حول صيغة الدعم الخارجى للعملية السياسية فى سوريا، داعيا لإشراك القاهرة وطهران فى المشاروات التى تجرى لحل الأزمة، موضحا أن روسيا قدمت خلال اللقاء أفكارا معينة حول التسوية في سوريا، وأبلغت المشاركين الآخرين بنتائج الزيارة السرية التى قام بها الرئيس السورى بشار الأسد لموسكو الثلاثاء الماضى.
ومن المنتظر أن يحدد لقاء آخر نهاية أكتوبر الجارى يجمع رباعى فيينا وقد تنضم إليهما وزراء خارجية القاهرة وطهران لاستمرار المشاورات، وبحث إيجاد صيغة سياسية توافقة لحل الأزمة.
وتعارض دول تركيا والسعودية بشدة التدخل الإيرانى فى الشأن السورى ودعمها للرئيس الأسد من السقوط فى خضم الصراع المسلح مع تنظيمات إرهابية متطرفة ومعارضة معتدلة شكلت العديد من الائتلافات السياسية التى يتخذ معظمها من إسطنبول مقرا لها، وتحاول أنقرة بشكل أو بآخر التدخل عسكريا فى سوريا من خلال إنشاء ما يسمى المنطقة العازلة، وهو ما ستقابله التنظيمات المتطرفة والمقاتلين الأكراد بالرفض والمواجهة إن اقتضى الأمر ذلك.
مطالبات بمشاركة مصر لدورها النزيه فى الأزمة
أما مصر فهى الدولة الإقليمية الأقوى تأثيرا فى الوقت الراهن بفضل نجاح الدبلوماسية المصرية التى أعادت للقاهرة ثقلها الخارجى بالمنطقة، وتعد مطالبة لافروف بضرورة إشراك القاهرة فى المشاورات التى تجرى بين رباعى فيينا، لمدى الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى المنطقة، ودورها البارز فى الدعوة للحفاظ على وحدة وسيادة الدول العربية وإنجازها من التقسيم والتفتيت.
وتعتبر القوى الإقليمية والدولية مصر وسيطا نزيها يجب إشراكه فى المشاورات لحل الأزمة السورية، فى ظل رفض بعض القوى للدور التركى أو الإيرانى لتداخلهما بشكل مباشر فى سوريا، ومن خلال الدعم العسكرى للأطراف المتقاتلة.
وفرضت روسيا الاتحادية نفسها على إقليم الشرق الأوسط فى الآونة الأخيرة عقب تدخلها عسكريا فى سوريا للقضاء على التنظيمات المتطرفة، ومشاركتها فى تأسيس غرفة عمليات بغداد التى تشارك بها إيران والعراق وسوريا، إضافة لروسيا لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول التنظيمات المتطرفة بالشرق الأوسط.
تواصل المشاورات لنزع فتيل الأزمة
ويشكل الاجتماع الرباعى الذى حضره الوزراء لافروف كيرى والجبير وفريدون سينيرلى أوغلو، سابقة دبلوماسية وإشارة على مدى الاهتمام الدولى بإنهاء النزاع السورى فى أقرب وقت عقب سقوط أكثر من 250 ألف قتيل وتشريد ملايين السوريين منذ اندلاع الاحتجاجات فى البلاد منذ مارس 2011.
وكان للصراع فى سوريا انعكاسات على المشهد العالمى من خلال تفجير أزمة اللاجئين التى اجتاحت الدول الغربية، إضافة للجوء العديد من التنظيمات الإرهابية والتكفيرية إلى سوريا نظرا لتوافر المناخ المناسب والبيئة الخصبة التى تترعرع فيها تلك التنظيمات التى انضمت عليها العديد من العناصر الأجنبية من شتى دول العالم.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط صراعا ما بين السنة والشيعة فى إطار صراع النفوذ السياسى، والذى احتدم عقب توقيع الاتفاق النووى مع إيران، فى ظل اهتمام الطائفة الشيعية بالانفاق على البحث العلمى الذى يخدم العديد من الأغراض وفى مقدمتها العسكرية، مقابل الطائفة السنية التى سخُر العديد من ممثليها أموالهم وخزائنهم للاستثمار فى مؤسسات غربية منها الاستثمار فى المجال الرياضى ووسائل الترفيه وتهميش دور العلم والعلماء.