عمرو جاد يكتب: هل يقبل المتحدث الرئاسى ان نستقى معلوماتنا عن جولات الرئيس من الخارج؟.. وسائل أجنبية كشفت ضعفنا إعلاميا لتتباهى بأنها تعرف جدول "السيسى" أكثر منا لأننا نخشى على أمنه أكثر من اللازم

السبت، 24 أكتوبر 2015 10:00 م
عمرو جاد يكتب: هل يقبل المتحدث الرئاسى ان نستقى معلوماتنا عن جولات الرئيس من الخارج؟.. وسائل أجنبية كشفت ضعفنا إعلاميا لتتباهى بأنها تعرف جدول "السيسى" أكثر منا لأننا نخشى على أمنه أكثر من اللازم علاء يوسف
تحليل يكتبه عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر الأسئلة التى تسبب الحرج للمواطن المصرى: ما هو جدول الرئيس فى الأيام القادمة؟..وعلى كل اختلافاتها، مارست الأنظمة المصرية عبر العقود الماضية وحتى اليوم ، ما تعتبره تحوطا وحرصا على مصالح الدولة العليا ومقتضيات الأمن القومى، مما لا يدرك قيمته ولا تفهمه الشعوب، حتى تلك التى تمنح الزعماء صكوكا بالثقة والمبايعة فى قيادة البلاد والعباد، ولم تتضايق الحكومات يوما أكثر من ضيقها بمصطلحات مثل الشفافية والنزاهة ليس لأنهم يكرهون تلك الصفات، لكنهم فى الحقيقة لا يهتمون كثيرا بمعانيها، فقط يشعرون بالحرج قليلا حينما تفضح وسائل الإعلام الأجنبية ما يخفونه، ثم يعودون للكتمان كأن شيئا لم يكن.

للأسف ..الإحراج هذه المرة جاء من قبل الهنود، فلم يكن أحد يعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيسافر إلى الهند خلال أيام للمشاركة فى الدورة الثالثة لمنتدى قمة "الهند - إفريقيا 2015" و المنعقدة حاليا فى العاصمة دلهى وحتى يوم 29 من شهر أكتوبر الحالى.. للأسف لم يبادر المكتب الإعلامى للرئاسة بإبلاغ الصحف أو حتى التليفزيون الرسمى بالزيارة الهامة ، إلا متأخراً ، وبعد نشر وسائل إعلام أجنبية خبر الزيارة .

وفى رأيي إن كانت تعنى بالنسبة للفريق الرئاسى مشاركة روتينية فى منتدى رتيب، فتلك كارثة مكتملة الأركان، أما إن كانوا يعرفون أهميتها ولا يعلنونها للإعلام ، ويتركون الإعلام المصرى يستقى معلوماته من وسائل الإعلام الأجنبية فتلك كارثة أكبر،وإلا فلماذا ينتظر المتحدث باسم الرئاسة أن يعرف الجميع من وسائل إعلام أجنبية، ثم يبادر بالإعلان عن جدول الزيارة؟.. لماذا نترك الأمر للتكهنات والشائعات ، خاصة وأن مشاركة مصر فى هذا المنتدى يعكس أهميتها ودورها المحورى فى تمثيل القارة الإفريقية فى منتدى تستضيفه دولة يتوقع أن تصبح ثانى أقوى اقتصاد فى العالم خلال سنوات، وهى الثانية عالميا بالفعل فى عدد السكان، ولها تجارب ناجحة فى البحث العلمى والصناعة والتعايش السلمى بين مئات الطوائف والديانات والمذاهب والمعتقدات، فلنذهب لعلنا نتعلم درسا واحدا منها.

لن يخلو الأمر من بعض التفسيرات التى تقول أن عدم الإعلان عن تحركات الرئيس جزء من خطة تأمينه و حرصا على سلامته، ومن منا يتمنى له غير السلامة، لكن حاول أن تقنع المواطن بهذا ثم فسر له لماذا هناك رؤساء مهمين أيضا فى دول أخرى يعرف الناس جدول أعمالهم لمدة عام قادم، بالتأكيد هم ليسوا أقل منا حرصا فى الحفاظ على سلامة رؤسائهم، لكننا نحن الذين ربما نخطئ فى خلطنا بين التأمين والشفافية، فالأخيرة ليست عيبا، ولكن قمة العيب أن نعرف من الإعلام الخارجى ما نعتبره سرا مقدسا فى الداخل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة