وقال السفير حاتم تاج الدين- فى حديث خاص لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى القمة- "إنه تم الإعداد للمشاركة فى منتدى قمة الهند- أفريقيا على عدة مستويات سواء فى الإعداد للمنتدى على جوانب مختلفة لاشك أن الجانب الاقتصادى له الأولوية فى هذه القمة".
وأضاف أن الأسبوع الحالى قبل القمة شهد أمس اجتماع الدورة الرابعة لوزراء التجارة وسبقه اجتماع كبار المسئولين الأفارقة والهنود، كما سيعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأفريقية والهند بعد غد الاثنين، كما سيعكس البيان الختامى لهذه الاجتماعات جميع نتائجها فى الوثائق التى ستصدر عن القمة.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تصدر عن هذه القمة وثيقتان، الأولى هى إعلان نيودلهى، والثانية هى إطار عمل للتعاون المشترك بين الهند والدول الأفريقية، موضحا أن إعلان نيودلهى سيشمل القضايا الدولية التى تشغل الجانب الهندى والقارة الأفريقية كالمصالح والاهتمامات المشتركة، بالإضافة إلى العديد من القضايا التى تحتاج إلى تبادل الرأى حولها مثل الإرهاب الدولى والقرصنة وتغير المناخ والتنمية المستدامة والبيئة واصلاح مجلس الأمن الدولى.
ونوه السفير تاج الدين بأن القمة من المتوقع أن يتم خلالها مناقشة ما تم إنجازه خلال القمتين السابقتين، مبينا أن الشراكة الهندية- الأفريقية تعد شراكة وليدة بدأت فى عام 2008 مع القمة الأولى التى استضافتها نيودلهى، كما سيتم إقرار آلية للمتابعة بناء على رغبة الطرف الأفريقى والجانب الهندى يتفهم ذلك جيدا، وذلك لمتابعة تنفيذ ما تم إقراره فى القمتين السابقتين.
وأوضح أن الوثيقة الثانية، وهى إطار العمل للتعاون المشترك يأتى فى هذا المضمون ويعكس القضايا والتعاون ما بين القارة الافريقية والهند فى مجالات تميز فيها الجانب الهندى، يمكن أن تستفيد منها القارة السمراء مثل بناء القدرات والتعليم ونقل التكنولوجيا والرعاية الطبية والأدوية والطاقة الجديدة والمتجددة، وبالمثل القارة الأفريقية لديها أيضا مجالات تميز ليس فقط قارة مصدرة للمواد الخام، ولكن ننظر لها أن هناك تميزا فى العديد من الدول، ومن بينها مصر التى حققت إنجازات فى العديد من المجالات ويمكن أن يكون هناك تبادل للمنفعة ويمكن أن نتعاون فيما يسمى بالتعاون الثلاثى مثل تعاون مصر والهند لدعم الدول الأفريقية الأقل نموا.
وتابع السفير حاتم تاج الدين "أن القمة تعد فرصة جيدة للاستفادة من جوانب التميز فى أفريقيا ودعوة الجانب الهندى للاستثمار فى القارة وإعطاء المثال والنموذج فى أن مصر تنتمى للعديد من المحافل الإقليمية التى تتيح حرية التجارة والإعفاء من الرسوم الجمركية نتيجة لانتمائها لبعض التجمعات العالمية، مشيرا إلى أنه فى يونيو الماضى وقع 26 رئيس دولة وحكومة فى قمة شرم الشيخ الاقتصادية على اتفاق لثلاث تجمعات أفريقية هى الكوميسا وسادك وتجمع شرق أفريقيا، وهى سوق تبلغ أكثر من 600 مليون نسمة ويمثل الاتفاق فرصة لجذب الاستثمارات الخارجية وبالطبع الهندية، حيث تعد مصر بوابة الاستثمار فى أفريقيا لما تتمتع به من إجراءات تحفيزية للمستثمرين، وخاصة بعد صدور قانون الاستثمار الجديد وما يتيحه من مزايا وإعفاءات جمركية لجذب رؤساء الأموال".
وحول العلاقات المصرية- الهندية قال السفير تاج الدين، "إن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا متواصلا، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 5 مليارات دولار ويشهد تطورا مستمرا، وكانت آخر اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة فى نهاية العام الماضى وضعت هدفا أمامها للوصول إلى 8 مليارات دولار بنهاية العام القادم 2016".
وأضاف أن المؤشرات تبدو مبشرة مع بداية دخول بعض السلع المصرية إلى السوق الهندية التى يقدر عدد سكانها بأكثر من مليار و200 مليون نسمة، ومن بين هذه السلع الموالح (البرتقال) والفوسفات والبصل المصرى الذى أصبح عليه الطلب بكميات كبيرة باعتباره سلعة استراتيجية بالهند وتزايد الإقبال على السلع المصرية فى السوق الهندى، مشيرا إلى أننا نحاول أن نقنع المستثمر الهندى ليأتى إلى مصر والتصنيع بها بدلا من الاستيراد، وهو ما سيفتح سوقا جديدة للعمل بمصر.
كما أشار إلى أن عددا من الشركات المصرية متواجدة بقوة وخاصة التى تعمل فى مجال تصنيع العدادات الذكية (السويدى) بمدينة نويدا، والأخرى فى مجال دهانات السيارات والدهانات (كابسى) ، حيث تم وضع حجر الأساس لأول مصنع للدهانات المصرية مؤخرا فى مدينة بنجالور فى إطار خطة الشركة لإنشاء 5 مصانع بعدد من الولايات.
وعلى الجانب الأخر، تتواجد الاستثمارات الهندية بمصر حيث تبلغ 3 مليارات دولار، وذلك من خلال تواجد 50 شركة هندية بمصر.. وقد أعلنت إحدى الشركات عن استثمار إضافى بقيمة مليار دولار فى الزراعة فى إطار المشروع الذى أعلن عنه الرئيس السيسى باستصلاح وزراعة مليون فدان، كما نحاول إقامة مشروع مصرى- هندى مشترك بمدينة السادات لإقامة مصنع لانتاج دواء "سوفالدي" لعلاج فيروس "سي".
وقال السفير حاتم تاج الدين "إن السياحة الهندية الوافدة إلى مصر بلغت العام الماضى 61 ألف سائح من الهند، ولكن نرى أن الفرص المتاحة أكبر بكثير من ذلك، مشيرا إلى أنه تم تسهيل إجراءات منح التأشيرات للسياح الهنود، وذلك من خلال منح المجموعات السياحية تأشيرات فى لحظة الوصول بالمطار بمصر بضمان الوكيل السياحى المصرى الذى يقوم بإرسال الأسماء قبل السفر، وبالنسبة للأفراد يتم منح التأشيرة فى خلال ثلاثة أيام عمل رسمية، كما قمنا بالترويج لتصوير الأفلام الهندية بمصر لما تتمتع به من معالم آثرية وتاريخية وطبيعية متميزة مما ينشر الوعى بالسياحة لمصر لدى جموع الشعب الهندى، حيث ذكرت التقارير أن الدول التى تم تصوير الأفلام الهندية بها زادت حركة السياحة الوافدة إليها، ونأمل فى إعادة تشغيل خط الطيران المصرى المباشر القاهرة- نيودلهى بالتوازى مع خط التشغيل الحالى القاهرة- مومباى.
وقال السفير المصرى بنيودلهى "إنه خلال الفترة الأخيرة فى المجال الثقافى كانت العديد من الزيارات للفرق الفنية والفنانيين التشكيليين، حيث كانت بالأسبوع الماضى فرقة بنى سويف للفنون الشعبية فى إطار التبادل الثقافى بين البلدين، وقدموا 4 عروض بأماكن مختلفة ومؤثرة، كما وصلت أمس فرقة "المولوية المصرية" لفن الإنشاد الدينى الصوفى بقيادة عامر التونى بدعوة من الجانب الهندى فى إطار الإعداد للقمة الهندية الأفريقية الحالية، حيث ستقدم الفرقة عرضا ثقافيا أمام رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المشاركين فى القمة، إلى جانب عدد من الفرق الفنية الهندية والأفريقية الأخرى، كما ستقدم اليوم عرضا مفتوحا للجمهور بحديقة "نهرو" العامة بقلب العاصمة نيودلهي".
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت أيضا العديد من الزيارات المتبادلة بين الجانبين، حيث زار وزير البيئة الهندى مصر للمشاركة فى اجتماع وزراء البيئة الأفارقة، وزار وزير العدل المصرى السابق الهند ممثلا للسيد رئيس الجمهورية فى مؤتمر خاص بالقضاء، كما سبق أن زار مصر نائب مستشار الأمن القومى الهندى، مشيرا إلى أنه خلال الثلاثة أشهر الماضية قام ثلاثة وزراء هنود بزيارات على التوالى لمصر فى مناسبات مختلفة، كانت الزيارة الأولى لوزير الدولة للشئون البرلمانية والأقليات لتوجيه دعوة للسيد الرئيس لحضور القمة الهندية الأفريقية الحالية، تلاها زيارة لوزير النقل والطرق الهندى للمشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، ثم زيارة وزيرة الخارجية الهندية لمصر وجميعهم التقوا بالرئيس السيسى وكبار المسئولين بمصر.
وتابع كما أجرت سوشيما سواراج مباحثات موسعة مع وزير الخارجية، واكتمل الزخم بلقاء الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مؤخرا.. ونتوقع عقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى وزيرى الخارجية قبل نهاية العام الحالى، كما سيعقد على هامش أعمال القمة الحالية اجتماع مجلس الأعمال المصرى الهندى المشترك.
موضوعات متعلقة..
السيسى يشارك بقمة الهند.. ومصادر: الزيارة تشمل الإمارات والبحرين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة