باحث أسترالى: النظام العالمى يعانى الشيخوخة" تحديث"

السبت، 24 أكتوبر 2015 05:54 ص
باحث أسترالى: النظام العالمى يعانى الشيخوخة" تحديث" الشيخوخة - أرشيفية
لندن أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى الباحث الاسترالى مايكل فولى لاف، أن النظام العالمى الراهن بات يعانى الشيخوخة وأن شمسه آخذة فى الغروب.

واستهل مقالا نشرته الـ (فاينانشيال تايمز) بالإشارة إلى الوجود العسكرى الروسى فى سوريا واصفا إياه بالتدخل العسكرى الأقوى لموسكو فى الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ورجح فولى لاف، المدير التنفيذى لمعهد لوى للسياسات الدولية، أن يتمخض هذا التدخل الروسى عن مزيد من الاضطراب فى منطقة تعانى سوء النُظم الحاكمة والطائفية والتنافس الإقليمى على الهيمنة وأربع حروب أهلية سقط فيها مئات الآلاف من البشر فيما تشرد الملايين.

ورأى الباحث أن هذه المغامرة من جانب بوتين هى المؤشر الأخير بعد سبعين عاما، على أن النظام الدولى فيما بعد الحرب العالمية الثانية يتداعى، وأن أمريكا، محور هذا النظام، أن كانت لا تزال تنعم بشىء من البأس فإنها تستخدمه على نحو بائس.

وأشار إلى تذبذب مؤشر النفوذ الأمريكى عالميا على مدى الخمسة عشر عاما الأخيرة؛ فبينما انتهج الرئيس جورج بوش الابن استراتيجية استعراض القوة سعيا لفرض الإرادة الأمريكية على العالم، انتهج خلفه الرئيس باراك أوباما سياسة خارجية واقعية غالى فيها بشدة فى الحذر من تكرار أخطاء سلفه بوش، ونجم عن هذا الحذر المُغالى فيه أن أدى عزوفُه عن التدخل بقوة فى اللحظات الحرجة إلى إضعاف سلاح الردع الأمريكى.

وقال فولى لاف أن التاريخ الحديث للسياسة الأمريكية يثير تساؤلات عمّا إذا كانت واشنطن مستمرة فى التحرك باعتبارها القوة المهيمنة عالميا.

ولاحظ الباحث أن بقية القوى الغربية إلى جانب أمريكا، تبدو بصدد التهيؤ للتقاعد من العمل المؤثر على المسرح العالمى؛ فتلك أوروبا قد استنفدت قواها السياسية على مدى عقود فى تكوين اتحاد سلمى نموذجى، وقد ساهم الفشل المتكرر فى أفغانستان والعراق، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والتذبذبات السياسية التى يعانيها الاتحاد الأوروبى فى الوصول إلى حالة ضيق الأفق الراهنة، حتى أن معظم القادة الأوروبيين باتوا يفضلون غض الطرف عندما يواجهون موقفا صعبا، كأن تتعرض دولة جارة لاعتداء على سبيل المثال.

ولفت فى هذا الصدد إلى بريطانيا، مشيرا إلى أنها خفضت سقف طموحاتها، متراجعة عن جبهة السياسة الخارجية عالميا ومُقلصة ميزانيتها العسكرية.. وتفيد التقارير الإعلامية أن بريطانيا ستقضى السنوات القليلة المقبلة فى بحْث مسائل مثل انفصال اسكتلندا، ومثل مغادرة الاتحاد الأوروبى - وعليه فلن يكون ثمّ وقت كاف لبحث السياسة الخارجية تجاه بقية دول العالم.

ولكن، فى الوقت الذى تنسحب فيه قوى غربية من كافة الساحات العالمية الأكثر أهمية سواء فى أوروبا أو الشرق الأوسط أو آسيا، ثمة قوى أخرى منافسة للنظام الليبرالى تتقدم على تلك الساحات.

وبدأ فولى لاف، بالحديث عن روسيا، راصدا سعيها لإحراز نفوذ فى نطاقها الأوروبى واستعادة مكانتها كلاعب عالمى مؤثر لا يمكن تجاهله.

وقال الباحث أن تكتيكات بوتين تتضمن الدعاية والاستحواذ بالقوة على أراض؛ وفى ضمّها لشبه جزيرة القرم 2014، فإن روسيا انتهكت المبدأ الأساسى للنظام العالمى الخاص بسيادة الدول، أما التدخل الروسى فى سوريا فهو بمثابة لكمة فى عين أمريكا.

ثم تحدث الباحث عن إيران، متهما إياها بانتهاز فرصة شيوع الفوضى فى الشرق الأوسط لبسط نفوذها.

ورأى فولى لاف أن الاتفاق النووى الإيرانى المبرم خلال العام الجارى هو أفضل الخيارات المتاحة لكبح جماح طهران نوويا، ولكن إذا كانت إيران استطاعت أن تصنع كل هذه المتاعب وهى مغلولة بقيود العقوبات الغربية، فكيف ستتصرف إذا تحررت من تلك القيود؟، ثم انتهى الباحث إلى الصين، قائلا إنها على المدى الطويل تمثل التحدى الأكبر للنظام العالمى القائم، لا سيما فى ظل تحول وجهة الثروة والقوة صوب الشرق وتحديدا ناحية آسيا.. لقد حققت الصين على مدى العقود الأربعة الماضية نجاحات مذهلة، فهى تنهض باقتصاد يعادل فى ضخامته ضخامة حجم البلاد، رغم عدم اتزان سياستها الخارجية المتأرجحة بين أن تكون بناءّة وأن تكون مولعة بالقتال.

ومضى الباحث قائلا أن أوجه الاختلاف بين القوى الثلاث المشار إليها -روسيا وإيران والصين- هى كبيرة مثلما أوجه التشابه.. أن أيا منها لا تطمع فى أخذ مكان أمريكا فى قيادة العالم.. وتكمن ميزة تلك الدول فى حقيقة قدرتها على تركيز قواها إقليميا بينما واشنطن مضطرة إلى تشتيت قواها عالميا.

وأكد فولى لاف أن انخفاض الثقة الغربية، مقابل ارتفاع ثقة القوى المنافسة يزيد من صعوبة معالجة المؤسسات الدولية للمشكلات ذات الطابع العالمى، وهاهى الأمم المتحدة وقد بلغت السبعين خريفا تعانى آلام الشيخوخة.

واختتم الباحث قائلا: "ثمة شعور متزايد أننا بصدد تداعى نظام دولى طالما خدم العالم".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة