وقال التحقيق إن الوزارة تحارب ظاهرة المساجد المزيفة منذ عام 2012، وقد وصلت الظاهرة إلى ذروتها مع تنصيب وزير الأوقاف السابق "طلعت عفيفى"، حيث اُكتشف إهدار ربع مليار جنيه مصرى على تلك المساجد المزيفة، وجزء من تلك المبالغ المهدرة يقدم كمرتبات لـ55 ألف موظف مدنى بتلك المساجد الغير متواجدة.
وكشف التحقيق أن تلك المساجد ليست سوى مبانى فارغة تحمل صفة المساجد دون أن يتواجد بها أى طقوس دينية أو صلاة لتبرر دفع مرتبات لموظفين غير عاملين، وقد اكتشفت الوزارة على سبيل المثال وجود 50 مسجد مزيف داخل محافظة المنيا وحدها فى سبتمبر الماضى تشغل موظفين يتلقون مرتبات من الوزارة منذ 2009.
وكانت إدارة التحقيقات المالية بالوزارة قد بدأت فى فبراير 2009 دراسة مجموعة من الشكاوى التى تتهم موظفين بوزارة الأوقاف بتلقى رشاوى مقابل الموافقة على تسجيل تلك المساجد المزيفة ضمن مساجد الوزارة، واكتشفت الإدارة فى نفس العام وجود مخالفات مالية وفساد داخل 50 مسجد بمحافظة المنوفية وحدها.
وتطرق التحقيق إلى العديد من المخالفات المالية ومن ضمنها بلاغ للنائب العام من وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الإسكندرية فى 2012 يشكو وجود 4500 موظف يتلقى مرتبات من وزارة الأوقاف مقابل عملهم داخل تلك المساجد المزيفة، أيضا تقدم نائب بالبرلمان المصرى السابق الذى حل فى 2012 باستجواب حول تلقى 90 موظف بمدينة 6 أكتوبر بالقاهرة مرتبات مقابل عملهم داخل تلك المساجد غير المتواجدة.
وكانت وزارة الأوقاف قد اعترفت بوجود فساد مستشرى داخل أروقة الوزارة من قبل العام 2011، وذلك فى عهد الوزير السابق طلعت عفيفى، بعد اكتشاف وجود أكثر من 55 ألف مسجد مزيف تعين أكثر من 11 ألف موظف كحراس أمن ومؤذنين وخدام مساجد وأئمة.
وذكر تحقيق المونيتر بلاغا تقدم به أحد الأئمة العاملين بوزارة الأوقاف فى 2013 يتهم الوزير أنذاك وبعض المسؤولين داخل الوزارة بإغفال العين والتراخى فى مراقبة تلك المخالفات التى تستخدم أراضى زراعية ومخازن للمحاصيل كمساجد لإهدار مزيد من أموال الوزارة.
وكان وزير الأوقاف الحالى "محمد مختار جمعة" قد شكل لجنة فى ديسمبر 2014 لمواجهة هذه الظاهرة بعد أن وصلت إلى ذروتها باكتشاف 15 ألف مسجد، وتقدم 1800 فرد بأوراقهم لوزارة الأوقاف لتلقى مرتبات على عملهم الغير حقيقى بتلك المساجد المزيفة.
وقال تحقيق المونيتر إنه رغم اللجنة المشكلة من قبل الوزارة وخلق قاعدة بيانات الكترونية للمساجد لمكافحة الظاهرة وتحديد الموظفين بالوزارة، وذلك بعد اكتشاف على سبيل المثال تقييد 7 موظفين عاملين داخل مسجد صغير فى حين تعيين 3 موظفين فقط للعمل بأحد المساجد الكبيرة، فلا تزال الظاهرة نشطة فى العديد من المحافظات بمصر مثل الإسكندرية والمنوفية والشرقية والقاهرة والمنيا.
وعلمت المونيتر من مسئولين داخل الوزارة أن ظاهرة المساجد المزيفة بدأت أو تضخم نشاطها بدءا من العام 2006، مشيرة إلى تقديم مؤسسة الأزهر لفتاوى عديدة تدين مثل هذا التصرف الذى يستنزف مليارات من أموال الدولة.
موضوعات متعلقة
وكيل "أوقاف الإسكندرية" يشدد على إزالة صناديق التبرعات بالمساجد خلال شهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة