تنوع نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضى، فقد حرص على متابعة التطورات الجارية على الساحة العربية، والعمل على تهدئة الأوضاع الإقليمية والتوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة، كما عقد عدة اجتماعات بهدف دفع الاستثمارات وتنفيذ مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان، وكذلك مناقشة مشروع إنشاء محطة توليد الطاقة النووية بالضبعة.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بتوجيه كلمة للشعب وجه إليه فيها التهنئة على حصول مصر على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى، وهو الأمر الذى تحقق بعد مجهودات دبلوماسية وسياسية حثيثة، ودلل بلا أدنى شك على عراقة الدولة المصرية، وقدرتها على استعادة مكانتها إقليمياً ودوليا، كما أكد الرئيس على أهمية الانتخابات البرلمانية التى ستسفر عن مجلس النواب صاحب السلطة التشريعية والدور الرقابى، وصوت الشعب.
وأوضح الرئيس أن أهمية انتخاب مجلس النواب القادم ترتكز على محورين أساسيين الأول: اضطلاعه فى سن كافة التشريعات والقوانين المكملة للدستور، والتى نطمح أن تأتى متسقة مع الغايات والأهداف التى وضع من أجلها، الثانى: سيكون هذا المجلس أمام العالم انعكاسا لإرادة المصريين القوية، ويمثل ضمير هذه الأمة ونبض أبنائها وحصن آمالها وتطلعاتها، ودعا جميع المصريين للنزول إلى لجان الاقتراع، والاحتشاد بقوة مرة أخرى لتنفيذ استحقاقهم الأخير الذى توافقنا عليه.
واحتلت التطورات الجارية على الساحة العربية مكانة مهمة فى نشاط الرئيس السيسى، فقد أكد خلال استقباله سامح شكرى وزير الخارجية على أهمية السعى بدأب لوقف انتهاكات المقدسات الدينية فى القدس الشرقية، والعمل على تهدئة الأوضاع وتقديم كافة أشكال الدعم والحماية للشعب الفلسطينى فى ظل التطورات الجارية فى القدس الشرقية والضفة الغربية.
كما أكد الرئيس اهتمام مصر بالعمل على تهدئة الأوضاع الإقليمية، وتحقيق السلام والأمن لكافة الشعوب العربية، وعرض وزير الخارجية خطة العمل المصرية خلال المرحلة المقبلة والتحضير والتنسيق الجارى مع أعضاء مجلس الأمن ومختلف القوى الإقليمية والدولية الفاعلة بشأن أولويات العمل المصرية فى مجلس الأمن.
ووجه الرئيس السيسى بمواصلة مساعى مصر واتصالاتها من أجل دفع جهود السلام وتحقيق الاستقرار، وإيجاد واقع أفضل للشعوب الأفريقية، بالإضافة إلى المساهمة بفاعلية فى مواجهة مختلف التحديات على الصعيد الدولى.
وعرض وزير الخارجية لنتائج اتصالاته مع وزيرى خارجية الولايات المتحدة وروسيا، بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الوزير فى هذا الصدد على موقف مصر واهتمامها بالتوصل إلى حلول سياسية للأوضاع والأزمات فى دول المنطقة بما يحافظ على كياناتها ومؤسساتها ويصون مقدرات شعوبها ويُعيد إليها الأمن والاستقرار، ويسمح بالبدء فى جهود إعادة الإعمار، بما يسهم فى تسوية أزمة اللاجئين ويشجعهم على العودة إلى أوطانهم والاستقرار فيها.
وتلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تناول التطورات والمستجدات الجارية على الساحة الإقليمية، حيث أطلع الرئيس بوتين، الرئيس السيسى على نتائج الزيارة التى أجراها الرئيس السورى بشار الأسد لموسكو، وأكد الرئيس السيسى على دعم مصر للجهود الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية، مشدداً على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضى السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السورى من أجل بناء مستقبل البلاد، بالإضافة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، والبدء فى جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية بما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ويشجعهم على الاستقرار فيه.
ومن ناحية أخرى، استقبل الرئيس السيسى، ستيفان دى ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، الذى عرض خلال اللقاء آخر المستجدات والتحركات الدولية المتعلقة بسبل التوصل لتسوية سياسية للأزمة فى سوريا، مشيراً إلى الدور الهام الذى تقوم به مصر فى الشرق الأوسط وما تتمتع به من ثقل إقليمى ودولى سيكتسب بُعداً إضافياً مع حصول مصر على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، بالإضافة إلى توليها رئاسة القمة العربية وتواصلها مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وهو ما يُمكّنها من القيام بدور محورى فى التوصل لتسوية سياسية للصراع فى سوريا.
وأشاد الرئيس السيسى بجهود المبعوث الأممى، مؤكداً على ثوابت الموقف المصرى تجاه الأزمة السورية الذى لم يتغير منذ بدء اشتعال الصراع، إذ يرتكز على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية تحفظ وحدة الأراضى السورية، وتصون كيان الدولة ومؤسساتها آخذا فى الاعتبار عدم إمكانية حسم الموقف عسكريا، كما يقوم الموقف المصرى على دعم إرادة وخيارات الشعب السورى فى صياغة مستقبل البلاد، فضلاً عن مكافحة الإرهاب والقضاء على المنظمات الإرهابية، والبدء فى جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية بما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ويشجعهم على الاستقرار فيه.
وأكد الرئيس السيسى، فى نهاية اللقاء، أن مصر لن تدخر وسعاً من أجل دعم جهود المبعوث الأممى والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية لنزع فتيل الأزمة السورية والقضاء على بؤر الإرهاب والتطرف، حيث أكد أن عامل الوقت حاسم، وأن كل يوم يمر دون التوصل إلى حل مستديم للصراع فى سوريا يمثل فرصة ضائعة، ويطيل أمد معاناة الشعب السورى الشقيق الذى يتكبد عواقب وخيمة جراء الحرب الأهلية والإرهاب.
وفى مجال العمل الداخلى، استقبل الرئيس السيسى، المدير التنفيذى لشركة إينى الإيطالية كلاوديو ديسكاليزى الذى عرض خطة عمل الشركة الخاصة بتطوير حقل "ظُهر" العملاق الذى تم اكتشافه فى منطقة شروق البحرية بالمياه المصرية فى البحر المتوسط، حيث تناول التكنولوجيا المطلوبة فى أعمال تنمية الحقل، والبنية التحتية، وشبكات الربط التى تقوم الشركة بتطويرها استعداداً لبدء الإنتاج خلال عام 2017.
كما أكد مدير إينى حرص الشركة على الاستعانة بالشركات المصرية فى أعمال تنمية الحقل واستخراج الغاز بما سيوفره ذلك من فرص عمل جديدة، كما أشاد المدير التنفيذى للشركة بالتعاون والتنسيق القائم مع وزارة البترول والشركات التابعة لها، مشيراً إلى اعتزام الشركة زيادة استثماراتها فى مجال البحث والتنقيب فى مصر لكونها سوقاً واعدة.
ومن جانبه، أشاد الرئيس السيسى بجدية الشركة الإيطالية وبحجم أعمالها وأنشطتها فى مصر، مؤكداً أن متانة العلاقات المصرية – الإيطالية تُعزز عمل الشركة فى مصر، كما شدد على أهمية إسراع الشركة من وتيرة تطوير حقل الغاز الطبيعى "ظُهر" والانتهاء من الأعمال الفنية بما يسمح ببدء الإنتاج.
كما أوضح الرئيس أهمية تكثيف أعمال البحث والتنقيب عن النفط والغاز فى مناطق مصر المختلفة، ووجه وزارة البترول بتوفير التسهيلات اللازمة لعمل الشركة وتذليل جميع العقبات التى قد تواجهها، ونوه الرئيس عن الفرص الاستثمارية الواعدة التى يقدمها قطاع التنقيب عن النفط والغاز فى مصر، ولاسيما فى ضوء الآفاق الاقتصادية التى توفرها المشروعات العملاقة التى يتم تنفيذها فى مصر خلال المرحلة الحالية، فضلاً عن حرص الحكومة على توفير بيئة جاذبة ومناخ مُوَاتٍ للاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مصر.
وأكد الرئيس السيسى، خلال استقباله مجموعة من ممثلى الوكالات والمؤسسات الإعلامية الأجنبية التى تُصدر تقارير دورية حول تطورات الأوضاع الاقتصادية فى مصر، أن الدولة تتبنى رؤية اقتصادية طموحة وشاملة تراعى مختلف الأبعاد الاجتماعية والثقافية، وتهدف إلى تحقيق المزيد من الاستقرار على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأشار إلى أن الحكومة تتحرك على عدة محاور لتحقيق التنمية الشاملة وتوفير حياة كريمة للمصريين ودعم الفئات الأولى بالرعايا ومحدودى الدخل.
وأشار الرئيس إلى أن الاصطفاف الوطنى ووحدة إرادة الشعب المصرى يمثلان أهم المزايا التنافسية التى تتمتع بها مصر، مؤكداً حرص الدولة على تعزيز الترابط الاجتماعى بين المواطنين دون تفرقة وفى إطار القانون ووفقاً لمبادئ واضحة تقوم على احترام الآخر وحرية الاعتقاد، وأشاد الرئيس فى هذا السياق بدور المرأة المصرية وما تتحلى به من وعى ومسئولية فى الدفاع عن مصالح مصر وإثراء العمل الوطنى.
واستعرض الرئيس الإجراءات المتخذة لتوفير مناخ صحى وجاذب للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإصلاح البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار من خلال إصدار وتعديل عدد من القوانين، وفى مقدمتها قانون الاستثمار، للتغلب على التعقيدات البيروقراطية التى تواجه المستثمر من خلال تطوير نظام الشباك الواحد على سبيل المثال.
وأشار الرئيس إلى المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها وما توفره من فرص اقتصادية واعدة وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما يشتمل عليه من مناطق صناعية وموانئ عالمية، حيث يعد المشروع بمثابة ركيزة أساسية لمستقبل التنمية فى مصر، فضلاً عن مشروع قناة السويس الجديدة، مؤكدا على التزام الحكومة بتبنى آليات السوق الحر وتعزيز دور القطاع الخاص كقاطرة للتنمية، وشدد على اهتمام الدولة بمكافحة الفساد وتفعيل كافة الوسائل الرقابية ذات الصلة لضمان الشفافية الكاملة فى المعاملات التجارية والاستثمارية.
وأكد الرئيس أهمية تكاتف المجتمع الدولى وبذل جهود جماعية لاستعادة الاستقرار فى المنطقة والحفاظ على كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، مشيراً إلى ضرورة مضاعفة وتيرة العمل الدولى وتبنى مقاربة شاملة فى مواجهة الأيديولوجية المتطرفة والتصدى لما تبثه من أفكار مغلوطة تحت ستار الدين.
ورداً على أحد الأسئلة، أعرب الرئيس خلال اللقاء عن تطلعه لزيارة المملكة المتحدة قريباً والتى ستسهم فى تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى العديد من المجالات، مشيراً إلى حرصه على تعزيز مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية خاصة أن المملكة المتحدة تعد المستثمر الأجنبى الأول فى مصر، ورداً على سؤال آخر، أشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية والمستقرة بين مصر والصين والتى شهدت فى الآونة الأخيرة طفرة هامة لتنتقل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ونوَّه عن أن مصر تحرص على تبنى سياسة خارجية متوازنة تقوم على الانفتاح على كافة الأطراف الدولية بما يحقق المصالح المشتركة للشعوب.
واستعرض الرئيس السيسى، فى اجتماع وزارى، التقدم المُحرز على صعيد تنفيذ عددٍ من المشروعات القومية، وفى مقدمتها مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، ونتائج اجتماعات الوزارات والأجهزة المعنية التى بحثت كافة الجوانب الفنية والاقتصادية للمشروع، وحددت مراحل وأولويات مناطق الاستصلاح والتركيبة المحصولية لمواقع المشروع، والجداول الزمنية المقترحة، وشروط التعاقد مع المزارعين والمستثمرين.
ووافق الرئيس على أن يتم تنفيذ المشروع عن طريق إنشاء منطقة استثمارية تقوم شركة حكومية بتنميتها، وإدارتها، والترويج لها، كما وجَّه الرئيس بأن يتم الانتهاء من تطبيق هذه الإجراءات والبدء الفعلى لتنفيذ المشروع خلال شهر نوفمبر 2015.
وأكد الرئيس ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بشباب الخريجين وصغار المزارعين، كما أشار إلى ضرورة الالتزام بالتوقيتات المُحددة بالجدول الزمنى الخاص بكل منطقة من مناطق المشروع، مؤكداً أهمية مشروع المليون ونصف المليون فدان فى جذب الاستثمارات المباشرة وتوفير فرص عمل جديدة، فضلاً عن تعزيز الأمن الغذائى لمصر، وتخفيف التكدس السكانى فى الدلتا ووادى النيل الضيق.
وناقش الرئيس السيسى عرض شركة روزأتوم الروسية لإنشاء محطة الطاقة النووية فى الضبعة، وذلك خلال استقباله الدكتور سيرجى كريانكو المدير العام لشركة "روزأتوم" الروسية العاملة فى مجال بناء المحطات النووية، الذى أشاد بالتقدم الذى تحرزه العلاقات المصرية الروسية، مؤكداً تطلع الشركة للمساهمة فى تلبية احتياجات مصر من الطاقة، خاصة فى المجالات التى تتميز فيها روسيا، ومن بينها إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، وشهد اللقاء مناقشة الجوانب الفنية والمالية للعرض الذى تقدمت به شركة "روزأتوم" لإنشاء محطة الطاقة النووية فى الضبعة، وذلك فى إطار حرص مصر على اختيار أفضل الخيارات لإنشاء محطة للطاقة النووية للأغراض السلمية.
وكلف الرئيس السيسى، طارق عامر رئيس البنك الأهلى السابق، بالعمل محافظاً للبنك المركزى المصرى لمدة أربع سنوات، اعتباراً من 27 نوفمبر المقبل، بعد أن قبل الرئيس استقالة هشام رامز محافظ البنك المركزى، فقد عقد الرئيس السيسى اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وهشام رامز وطارق عامر.
وقد وجّه الرئيس، خلال الاجتماع، بأهمية المضى قدماً فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، واتباع سياسات مالية ونقدية رصينة تؤتى ثمارها المرجوة، ويشعر المواطنون بنتائجها الإيجابية، وفى هذا الصدد، شدد الرئيس على أهمية عدم المساس بمحدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية، والعمل على توفير كافة سبل الدعم لهم.
وأضاف الرئيس أنه يتعين السعى بدأب لتوفير كافة السلع الأساسية للمواطنين، ولاسيما من الأغذية والأدوية والوقود، والعمل على ضبط الأسعار وتفعيل وسائل الرقابة ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسى قرارين جمهوريين بتعيين ونقل بعض القضاة بمحكمتى النقض والاستئناف وتعيين وكلاء للنائب العام، كما أصدر قرارا جمهوريا بتعيين محسن محمود أمين السلاوى مستشارا لرئيس الجمهورية للمتابعة.
نشاط السيسى فى أسبوع.. الرئيس يهنئ الشعب بحصول مصر على عضوية مجلس الأمن.. يلتقى مسئول شركة إينى الإيطالية لبحث تطوير حقل الغاز فى البحر المتوسط.. ويناقش هاتفيا مع "بوتين" نتائج زيارة "الأسد" لروسيا
الجمعة، 23 أكتوبر 2015 10:31 ص
الرئيس السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة