من حق الكبير يدلع.. العمر الذهبى للإنسان يبدأ بعد الستين.. ما تقولش عليه سن اليأس.. اتصالح مع شعرك الأبيض.. واستمتع بحياتك بعد ما خلصت كل أعبائك الثقيلة نحو الحياة المرهقة

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 01:00 م
من حق الكبير يدلع.. العمر الذهبى للإنسان يبدأ بعد الستين.. ما تقولش عليه سن اليأس.. اتصالح مع شعرك الأبيض.. واستمتع بحياتك بعد ما خلصت كل أعبائك الثقيلة نحو الحياة المرهقة مسنان
كتبت - سارة حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


بوجه وردى ورأس تملؤها شعيرات ناصعة البياض ورشاقة راقص فلامنكو، لف يدا حول خصرها وبالأخرى أمسك يدها التى تمتلئ بقعا بنيه، وبدأ يدور بها فى حلبة الرقص فيما تتطاير خصلاتها المختلطة بين الأصفر الفاقع والأبيض.

ملامح العشق والمودة تبسط يدها على وجهيهما المليآن بخطوط العمر، التى خارت قواها أمام رغبتهما فى التمتع بالحياة.

فى المقابل تلمح على أحد المقاعد خارج حلبة الرقص رجل وزوجته، ربما يكونان أصغر بعشرين عاما ولكن حالة الخمول والاستسلام لليأس أضافت لملامحهما سنوات وسنوات، ولسان حالهما يقول «أحنا كبرنا على الكلام ده يا الله حسن الختام» على الرغم من مئات الدراسات التى أجريت فى الدول الغربية، وأكدت فى نتائجها أن الخمسينيات والستينيات هى العمر الذهبى للإنسان، خاصة على الجانب النفسى، ففى تلك المرحلة يتوقف الإنسان عن جر ساقية الحياة التى لا ينتهى دورانها، بين العمل ومشاكل الأبناء وبناء المستقبل، ليبدأ فى التمتع بثمار الأرض التى رويت بمياهها.

البعض ينظر للعمر الذهبى كونه المحطة الأخيرة لقطار حياته، على الرغم من أنها قد تمتد إلى عشرين أو ثلاثين عاما أخرى، إلا أنه قرر أن يقضى ما بقى منها فى انتظار الموت. فيما ينظر البعض الآخر إليها كونها المحطة الوردية، وأن الأعوام الباقية قد تمثل ربع عمره وربما تزيد فلا داعى لخسارتها فى الحسرة والسكون والملل. فى السطور التالية نحاول أن نرسم لك الصورة واضحة دون تجميل سنقدم لك كل التغيرات الجسدية والنفسية التى عليك توقعها بعد الخمسين والستين، وكيف تتعامل معها وتتقبلها بل وتستغلها لصالحك لتبدأ عمرا ذهبيا من المتعة والراحة والحب.

إوعى تقولى على مرحلة انقطاع الطمث سن اليأس.. ده إنتِ «هتنورى»المرأة بعد الخمسين شخصية أقوى وأكثر حكمة ورغبتها الجنسية أعلى.. لا تخجلى منها ولا تقاوميها


سن اليأس هو الوصف الدارج لمرحلة انقطاع الطمث لدى النساء فى المجتمعات العربية فقط، فيما يعرف علميا بمرحلة انقطاع الطمث.

إذا نظرت للوصف الأول ستجده وصفا مجحفا وظالما، فعن أى يأس يتكلمون؟، فالمرأة فى هذا السن تبدأ فى التقاط أنفاسها بعد رحلة شاقة من الإنجاب والرعاية والعمل، لتجد من يخبرها أن جائزتها الكبرى هى مشاعر اليأس وقضاء باقى العمر فى انتظار نهايتهّ!

قبل الحديث عن سبل قهر اليأس ورفضه يرصد لنا فى السطور التالية استشارى أمراض النساء والولادة الدكتور عطية أبوالنجا أهم التغيرات التى تطرأ على المرأة فى مرحلة انقطاع الطمث، ويبدأ حديثه مؤكدا أن تلك المرحلة لا تشير إلى كبر السن ولا تعد مؤشرا على انتهاء صلاحية الحياة للمرأة.

كل ما فى الأمر ينحصر فى انتهاء عدد البويضات التى ينتجها المبيض وهو أمر يرجع للعوامل الوراثية فى المقام الأول.

ويؤكد عطية أنه بالطبع يصاحب مرحلة انقطاع الطمث عند المرأة العديد من التغيرات الجسمانية، ففى تلك المرحلة تقل نسبة هرمون الأنوثة بالجسم وهو الهرمون الذى يلعب دورا مهما فى العديد من الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم كافة، بداية من العضلات والعظام ومرورا بالقلب والكبد والكلى وحتى المخ والأعصاب.

اليوم السابع -10 -2015

لكن الأمر ينحصر فى النهاية فى تغيرات هرمونية وعضوية يمكن للإنسان أن يتعرض لها فى أى من مراحل حياته، كما أن المرأة تحديدا تتعرض لتغيرات عنيفة فى نسبة هرموناتها على مدار سنوات عمرها، كفترة البلوغ والحمل وحتى فترة الدورة الشهرية، وبالتالى فهى مؤهلة لتقبل ذلك الأمر بصورة جيدة.

لكن المشكلة تكمن تبعا لرأى عطية فى وجهة نظر المجتمع والمحيطين بالمرأة لمرحلة انقطاع الطمث كونها نهاية المطاف وأن على المرأة التوقف عن التمتع بحياتها بل البعض يعتبر أنها فى تلك المرحلة تكون أقل إثارة وأنوثة.

فيما ينفى عطية أبوالنجا هذا الأمر تماما ويؤكد أن السبب الأساسى فى زيادة وزن المرأة وتغيرات جسدها وإهمالها له يحدث نتيجة لاعتقادها بهذا الأمر وبأنها وصلت لنهاية الرحلة فتبدأ بإهمال نظامها الغذائى والحركى، وهو ما ينتج عنه زيادة ملحوظة فى وزنها تجعلها تشعر بمزيد من الخجل، وتبدأ برفض العلاقة الحميمة مع زوجها مدعية أن السن لا يسمح، لتجد نفسها فى النهاية تدور داخل حلقة مغلقة من الكسل والخمول واليأس والرفض.

فيما يؤكد أبوالنجا أن التغيرات التى تتعرض لها المرأة فى مرحلة انقطاع الطمث، أمرا هينا يمكن التعامل معه والقضاء على أعراضه بخطوات ونصائح بسيطة أهمها:

استمتعى بحياتك وانعمى بالهدوء بعد رحلة شاقة من الإنجاب والعمل ورعاية الأبناء فالآن أنتِ تملكين الوقت وراحة البال.

فى حالة زيادة حدة أعراض انقطاع الطمث، فالأمر يمكن السيطرة عليه بالهرمونات التعويضية، ولكن يجب أن تحدد جرعة العلاج تحت الإشراف الطبى.

لا تهملى ممارسة الرياضة ففرص ضعف العضلات والعظام أكبر فى تلك المرحلة، ولا تجعليها تسيطر على صحتك العضلية وصحة عظامك.

اهتمى بنوعية الغذاء وأحرصى على تناول الطعام الصحى الغنى بالفيتامينات والمعادن، ولا تستسلمى لزيادة الوزن فالحفاظ على وزنك ليس أمرا مستحيلا وزيادة الوزن ليس حتمية فى تلك المرحلة كما يروج البعض.

ويوضح دكتور عطية أبوالنجا أن التغيرات الهرمونية للمرأة فى مرحلة انقطاع الطمث، لا تؤدى فقط إلى المشاكل العضوية بل يمكن أن تكون سببا فى تحسن الحياة الجنسية للمرأة، وهو ما يؤيده أيضا استشارى الأمراض النفسية الدكتور جمال فرويز، موضحا أن انخفاض هرمون الانوثة يجعل هرمون الذكورة فى جسم المرأة أكثرا نشاطا، وهو الهرمون المسؤول بصورة أساسية عن الرغبة الجنسية للمرأة لذا فغالبا ما نجد أن النساء فى مرحلة انقطاع الطمث ترتفع بصورة ملحوظة رغبتهن الجنسية، ويشعرن بالمتعة الجنسية بصورة مضاعفة عن ذى قبل.

فيما يوضح أبوالنجا أن ذلك الأمر من الأعراض الطبيعية، التى لا يجب الخجل منها أو محاولة مواراتها بل يمكن استغلالها فى تحسين العلاقة بين الزوجين، خاصة مع غياب الأبناء وانشغالهم فى أمور حياتهم الأخرى وقلة ضغوط العمل والمسؤوليات الأسرية.

بل يؤكد عطية أبوالنجا أن هناك العديد من العلاقات الزوجية زادت درجات تماسكها واستقرارها بعد سن الخمسين، والسبب يرجع بالطبع إلى اكتشاف الزوجين كلمة السر وهى مرحلة المتعة وسن السعادة والراحة النفسية.

اليوم السابع -10 -2015

الرجل أيضاً يمر بمرحلة توازى انقطاع الطمث للنساء من الخمسين.. حافظ على «قدرتك الجنسية»هرمونات الذكورة تنخفض لكن طاقتك الجنسية تتحسن إذا ملكت مفاتيحها


تتميز مرحلة انقطاع الطمث عند النساء بعرض ظاهر وهو توقف الدورة الشهرية، فيما يمر الرجل بنفس المرحلة وربما فى نفس السن، لكن نظرا لعدم وجود عرض ملموس وواضح كالدورة الشهرية لدى النساء، يجهل البعض أن للرجال أيضا تمر مرحلة انخفاض هرمونات الجنس إن جاز التعبير.

بعد الخمسين تحديدا يبدأ هرمون الذكورة لدى الرجل فى الانخفاض بصورة تدريجية، مصاحبا له بعض الأعراض التى يوضحها محمد أبوحديد أستاذ، مساعد أمراض الذكورة وهى: يتغير توزيع الدهون بالجسم لدى الرجل فيزداد حجم الثدى ودهون البطن، نتيجة لظهور أثر هرمون الأنوثة بعد انخفاض النسبة المقابلة له من هرمون الذكورة فى جسد الرجل.

الفترة بين العلاقة الجنسية تتباعد إلى حد ما، ففى مرحلة الشباب يمكن للدورة الجنسية أن تتكرر بعد مرور 30 دقيقة من ارتخاء العضو الذكرى، فيما قد تمدد تلك الفترة لساعات وأيام بل وأسابيع بعد سن الخمسين، والدورة الجنسية هى قدرة العضو الذكرى على الانتصاب لفترة كافية والقذف والارتخاء.

الوصول لانتصاب العضو الذكرى يحتاج وقتا أطول نسبيا من ذى قبل، نظرا لضعف تدفق الدم إلى العضو الذكرى كما تتأثر درجة صلابة القضيب ويصبح أكثر ارتخاء. قد يلاحظ بعض الرجال نعومة أصواتهم إلى درجة بسيطة عن ذى قبل.

زيادة فرص التعرض لتضخم البروستاتا كما يصاحبها احتقان فى الحوض وصعوبة التبول أحيانا.

قلة كثافة العظام نظرا لضعف كمية الكالسيوم التى تصل إليها، بفعل هرمون الذكورة، وكذلك تتعرض العضلات أيضا لنوع من الضعف. ظهور بعض الأعراض النفسية كالأرق والإحباط.

كل ما سبق أعراض تختلف فى شدتها من رجل إلى آخر، فيما لا تعد سببا لتوقف الحياة وانتهاء التمتع بها، وقبل أن تشعر باليأس، فعلى العكس يؤكد د. أبوحديد أنه فى تلك المرحلة تنخفض بصورة كبيرة أعراض سرعة القذف عند الرجال، وتزيد قدرة الرجل فى التحكم بوقت قذف السائل المنوى. كما أن زيادة حجم البروستاتا يتسبب فى بعض الاحتقان البسيط فى الحوض، وهو ما يرفع من فرص الإثارة الجنسية لدى الرجل، ويجعله راغبا فى تلك العلاقة بصورة أكبر من ذى قبل ومع تحسن قدرته على القذف يمثل الأمر تطورا جيدا فى العلاقة الجنسية لديه، ولا يعنى الأمر بالطبع انتهاء صلاحيته الجنسية كما يعتقد البعض.

اليوم السابع -10 -2015

اهتم بمزاجك وحالتك النفسية واستمتع بوقتك وحب شعرك الأبيض وتصالح مع «تجاعيدك»


3% إلى 4 % هى نسبة المترددين على العيادات النفسية فى دول أوروبا من كبار السن ما بعد الخمسين، تلك هى النسبة التى أقرتها أحدث الدراسات التى أجريت بشأن الحالة النفسية لكبار السن فى إحدى جامعات لندن مؤخرا.

فيما يؤكد استشارى الطب النفسى جمال فرويز أن المفاهيم الدارجة عن الرجال والنساء بعد الخمسين فى المجتمعات العربية تحديدا، خاطئة ومغلوطة فبالنظر للتغيرات الاجتماعية لتك المرحلة نجد أن الأمر يعد دافعا قويا للحصول على الاستقرار النفسى والسعادة، فقلة ضغوط العمل ومسؤوليات تربية الأبناء مع تحقيق قدر من الاستقرار المادى، جميعها عوامل تسهم بصورة كبيرة فى تحسن الحالة النفسية للإنسان، خاصة مع التغيرات العضوية التى يتعرض لها كزيادة الرغبة الجنسية لدى النساء وزيادة قدرة الرجل على الاستثارة الجنسية.

كما أن المخاوف التى تنتاب صغار السن من مشاكل المستقبل وتأمين الحياة تعد عاملا محفزا لإصابتهم بالعديد من الأمراض النفسية، فيما لا يواجه كبار السن تلك المشكلة.

يوضح فرويز أنه حتى التغيرات الهرمونية التى تطرأ على جسم الرجل والمرأة فى تلك المرحلة تعد أمرا جيدا ويمكن الاستفادة منه، فعلى سبيل المثال غياب الدورة الشهرية وألمها وانخفاض هرمون الأنوثة مقابل هرمون الذكورة فى جسد المرأة تعد عوامل مساعدة على زيادة قدرتها على تحقيق السلام والهدوء النفسى والتمتع بالحكمة وبعد النظر وقوة الشخصية.

فيما يعد انخفاض هرمون الذكورة مقابل هرمون الأنوثة لدى الرجال من العوامل التى تساعد بصورة كبيرة جدا فى تقليل نوبات الغضب والعصبية لدى العديد من الرجال، وتظهر فى مقابلها مشاعر أقرب إلى المحبة والهدوء وحلاوة الطبع وعدم التسرع فى الحكم على الأمور.

كلمة السر فى كل ما سبق تكمن تبعا لرأى فرويز فى استغلال المعطيات التى يقدمها كبر السن وتغيرات الهرمونات بل وتقبلها مع الحرص على الحد من النتائج السلبية كزيادة الوزن والإصابة بالأمراض المزمنة، من خلال انتهاج نمط صحى فى الحياة وممارسة الرياضة والاهتمام بالغذاء الصحى، والاستمتاع حتى بملامح وتغيرات الشكل كما هى.

اليوم السابع -10 -2015






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة