الخلاف واضح بين الوزراء الأربعة
الخلاف كان واضحًا بين الوزراء الأربعة المشاركين فى الاجتماع "الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا"، فوزير الخارجية السعودى قال إن الخلافات لا تزال قائمة حول موعد رحيل الأسد، مؤكدًا أن "السعودية تتمسك ببيان جنيف رقم واحد، كما أن المملكة تتمسك بوحدة سوريا، ودخول البلاد إلى مرحلة انتقالية، ووضع دستور جديد، وتنظيم انتخابات".
جون كيرى: مقتنع بأن الاجتماع كان بناءً ومثمرًا
وعلى وقع الخلافات التى أشار إليها الجبير فى تصريحاته، حاول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى التخفيف من حدة التشاؤم التى ظهرت بعد الاجتماع، وقال إن اجتماع فيينا هدفه استطلاع أفق الحل السياسى للحرب فى سوريا، وأنه قد أثمر عن أفكار قد تغير مسار ما يجرى هناك، قائلاً "أنا مقتنع بأن اجتماع اليوم كان بناءً ومثمرًا".
الخلاف فى الأساس كان محصورًا فى نقطة واحدة وهى مصير ومستقبل الأسد ونظامه، فالولايات المتحدة والسعودية وتركيا تطالب برحليه الآن، ويربطون أى مستقبل سياسى فى سوريا برحيل الأسد ونظامه، إلا أن موسكو ترفض هذا الشرط، بل إنها وضعت الأطراف الثلاثة الأخرى فى موقف صعب، حينما ربطت رحيل الأسد بإجراء انتخابات فى سوريا، على اعتبار أن السوريين هم من يقررون مصيرهم وليس غيرهم، وهو ما ظهر فى تصريحات وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، الذى شدد على ضرورة ترك "الشعب السورى" يقرر مصير الأسد، مؤكدًا أن "مصير الرئيس السورى ينبغى أن يقرره الشعب السورى"، مكررًا رفض روسيا لتنحى الأسد.
روسيا تؤكد ضرورة مشاركة مصر وإيران فى أى مفاوضات خاصة بسوريا
لافروف الذى شارك فى الاجتماع من منطق القوة وفق ما رأه المراقبون للقاءات التى عقدت فى جنيف، حاول أن يفرض أجندته على الاجتماع، خاصة بعدما أكد على ضرورة مشاركة مصر وإيران فى أى محادثات مستقبلية بشأن سوريا، وهو الطلب الذى سيحدث انقسامًا بين الأربعة، خاصة من ناحية مشاركة إيران، لرفض السعودية المسبق وجود إيران فى أى مفاوضات خاصة بسوريا، إلا أن الموقف الروسى لن يتغير فى هذه الجزئية تحديدًا، لأنها تعلم أن وجود القاهرة وطهران سيسهل عملية التفاعل داخل الاجتماعات مستقبلاً، لتأثر البلدين بما يحدث فى سوريا، ومن ثم لا يجب أن يكونا خارج أى ترتيبات مستقبلية خاصة بالأزمة السورية.
وتحاول روسيا منذ فترة أن توجد مساحة للتقارب بين الدول ذات الصلة بالوضع فى سوريا، وهو ما وضح من خلال الاتصالات التى أجراها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع قادة مصر والسعودية وتركيا عقب استقباله الرئيس السورى بشار الأسد فى موسكو الثلاثاء الماضى لإطلاعهم على ما جرى فى هذا اللقاء.
ورغم اختلاف الأجندتين المصرية والإيرانية الخاصة بسوريا، فمصر تدعم الحل السياسى وتقف على مسافة واحدة من كل الأطراف هناك، وأن كل ما يهمها هو الحفاظ على وحدة الدولة السورية، لذلك فإنها عملت خلال الفترة الماضية على جمع المعارضة السورية تحت راية واحدة، لتسهيل عملية الحوار، بخلاف إيران التى تنظر للوضع فى سوريا على أنه مرتبط بأمنها الإقليمى لذلك تدفع بخبراء وعسكريين يحاربون بجوار الأسد فى مواجهة المعارضة، ورغم هذا الاختلاف فى الأجندة والهدف إلا أن حضورهم الاجتماعات المقبلة من وجهة النظر الروسية ضرورة لابد منها.
الموقف الروسى الذى يدعم الحل السياسى، لم يغفل ترتيب الأوضاع العسكرية، فقبل الاجتماع الرباعى كان هناك اجتماع عقده لافروف مع نظيره الأردنى ناصر جودة خرج بعده لافروف ليعلن التوصل إلى اتفاق بين روسيا والأردن على التنسيق العسكرى فى سوريا، ونقلت قناة روسيا-24 التلفزيونية عن لافروف قوله إن جيشى روسيا والأردن اتفقا على تنسيق العمليات فى سوريا من خلال آلية عمل فى عمان، مشيرا إلى أن دولا أخرى ربما تنضم لهذه الآلية.