قضاة وخبراء يحللون أسباب بطلان 700 ألف صوت بانتخابات المرحلة الأولى.. ويؤكدون: الجهل بالنظام الانتخابى وغياب برامج التوعية وأميّة بعض الناخبين أبرز الأسباب.. والأصوات الباطلة بالقوائم أكبر من الفردى

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 10:34 م
قضاة وخبراء يحللون أسباب بطلان 700 ألف صوت بانتخابات المرحلة الأولى.. ويؤكدون: الجهل بالنظام الانتخابى وغياب برامج التوعية وأميّة بعض الناخبين أبرز الأسباب.. والأصوات الباطلة بالقوائم أكبر من الفردى التصويت فى الانتخابات البرلمانية
كتب نرمين عبد الظاهر ـ محمود حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية عن نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات التى أجريت فى 14 محافظة يومى 18 و19 أكتوبر الجارى، وكانت المفاجأة هى نسبة الأصوات الباطلة والتى بلغت 696 ألفا و322، من 7 ملايين و278 ألفا و594 ناخبا حضروا وأدلوا بصوتهم فى الانتخابات، وهى نسبة عالية وتمثل نحو 9% من نسبة المصوتين، مما أثار تساؤلات كثيرة حول أسباب بطلان هذه الأصوات.

الإحصائيات التى أعلنتها اللجنة العليا أوضحت أن عدد الناخبين المقيدين فى الجداول الانتخابية للمرحلة الأولى بلغ 27 مليون و402 ألف و354، وأن إجمالى الأصوات الصحيحة بلغ 6 ملايين و612 ألفا و803، وبلغ إجمالى الأصوات الباطلة فى الخارج 1856، وفى الداخل 694 ألفا و466 صوتا باطلا، فيما بلغ إجمالى عدد الأصوات التى حصل عليها المرشحون فى المرحلة الأولى 16 مليون و275 ألفا و498، من بينها 16,207,865 فى الداخل، و67,633 فى الخارج.

أمية بعض الناخبين


وحلل بعض القضاة والخبراء السياسيين أسباب هذه النسبة الكبيرة للأصوات الباطلة، فيقول المستشار محمود حلمى الشريف، المتحدث الرسمى باسم نادى قضاة مصر، إن نسبة الأصوات الباطلة فى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب والتى تقترب من 700 ألف صوت هى نسبة عالية فى الانتخابات.

وأضاف "الشريف" فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن هناك سبب واضح لبطلان هذه الأصوات من خلال مشاهدته للعملية الانتخابية وتواصله من خلال غرفة العمليات مع زملائه القضاة، وهو إحداث خلط افى النظام الانتخابى بين القائمة والفردى، والذى أدى إلى عدم تفهم كثير من الناخبين طريقة الانتخاب، بجانب وجود نسبة عدم تعليم عالية بين الناخبين، فاختلط الأمر عليهم وأحدث نوعا من اللبس، والكثير منهم لا يجيد القراءة والكتابة وبالتالى لم تكن هناك الدراية الكافية بطريقة الانتخاب والإدلاء بالصوت ليكون صحيحا.

وتابع: "هناك دوائر بها مقعد واحد فردى وأخرى مقعدين وغيرها تضم 3 مقاعد، والناخب عندما يصوت يختار العدد المحدد للفردى بجانب قائمة واحدة فقط، فمثلا لو هناك دائرة مقعد واحد، تجد بعض الناخبين اختار 3 مقاعد للفردى أو مقعدين وينتخب قائمتين أو ثلاثة، فيحدث خطأ فى التصويت يؤدى إلى بطلان الصوت، وفى إحدى الدوائر يختار 3 مقاعد فردى وقائمة، وذهب الناخب فاختار مقعد فرد و3 قوائم وأبطل صوته".

غياب الندوات التثقيفية


وأشار إلى أن طريقة الانتخاب وطريقة تنفيذها لا تتلائم مع طبيعتنا فى ظل وجود نسبة كبيرة من الناخبين لا يجيدون القراءة والكتابة، فضلا عن ضيق الوقت فى فترة ما قبل الاقتراع، ولعدم وجود ندوات تثقيفية، فكان من المفترض أن يكون هناك برنامج معين لتعريف وتثقيف الناس بطريقة الانتخاب وكيفية الإدلاء بالصوت، قائلا: "من الجائز جدا فى المرحلة الثانية تكون نسبة الباطل أقل، ويكون الناخبين فى محافظاتها ألموا بالموضوع ولا يكرروا التصويت الخاطئ، بالإضافة إلى ضرورة إقامة ندوات تثقيفية تساهم فى تثقيف الناس ومعرفتهم، كما أنه من المحتمل أن تكون نسبة الذين لا يجيدوا القراءة والكتابة أقل فى المرحلة الثانية.

فيما قال، أحد القضاة الذين شاركوا فى الإشراف على الانتخابات بالمرحلة الأولى فى إحدى محافظات الصعيد: "إن نسبة الأصوات الباطلة كانت عالية جدا فى القوائم، والناس غير مهتمة بالقوائم، وبعض الناخبين كان يترك بطاقة القوائم فارغة بدون تصويت، وكان آخرون يصوت للمرشحين الفرديين على أساس المعرفة الشخصية فيختار مرشحين يعرفهم دون الالتزام بالعدد المطلوب أكثر أو أقل، كما أن هناك ناخبين لأول مرة ينتخب 3 مقاعد فردى فى دائرة واحدة على غير المعتاد وهو التصويت لمرشحين اثنين".

جهل الناخبين بنظام التصويت


وأكد أن التوزيع الجغرافى للدوائر الانتخابية وفقا لنسبة الكثافة السكانية أدى إلى وجود دوائر بها مقعد وأخرى بها مقعدين ودائرة بها 3 مقاعد، فكان جهل الناس بنطام التصويت فى الانتخابات أحد أهم أسباب بطلان الأصوات، إلى جانب زيادة عدد المرشحين الذى أدى إلى الخلط لدى الناخبين.

من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذه النسبة وإن كان الأكبر فيها لصالح القوائم بعكس الفردى، وهو ما يعنى أن الناس لديهم وعى بالمرشحين الفردى مقابل جهل كبير بمرشحى القائمة.. وتابع: "ده مش غباء من الناس ده مقصود لعدم رضاهم".


تقصير مرشحى القوائم فى الدعاية الانتخابية


واتفق معه المستشار نور الدين على مستشار فى هيئة قضايا الدولة، بتأكيده على أن ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة بآخر انتخابات يرجع إلى غياب مرشحى القوائم عن الشارع وجهل الناس بهم .

وأوضح "نور الدين" أن هناك أسباب أخرى وراء ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة، منها عدم التوعية السياسية للمواطنين بالمرشحين الجدد وتوجهاتهم بخلاف الانتخابات السابقة التى كان المرشح يصوت لمن يعرفهم، وتابع قائلا: "فى ناس مش راضية عن القوائم عشان استخسرت تديهم أصواتها".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة