
كشفت العملية الأمنية الأخيرة والتى أسفرت عن القبض على رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك صاحب مجموعة مالك جروب وجمعية ابدأ، وعدد من شركات الصرافة التى ينتمى أصحابها للجماعة، أن بعض هؤلاء تبرعوا عقب ثورة 30 يونيو بمبالغ مالية كبيرة لصندوق تحيا مصر الذى أعلن عنه الرئيس السيسى فى يوليو 2014 لدعم الاقتصاد المصرى ودعم العدالة الاجتماعية وتنمية القرى الأكثر احتياجا وفقرا ودفع أموال الغارمين.
ربما يفسر البعض أن لجوء قيادات الإخوان المتوارية خلف نشاطها المالى والاستثمارى إلى حيلة التبرع لأحد مبادرات الرئاسة فى الدولة المصرية الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، هى محاولة لدرء الشبهات عن شركاتهم وعن انتمائهم للإخوان وتقديم "عربون" العلاقة الجديدة مع النظام السياسى الجديد فى مصر وكأنها محاولة للقفز من سفينة الإخوان الغارقة.
لكن ظلت أصابع الاتهام بالانتماء للجماعة تشير إلى وجود "خلايا إخوانية نائمة" تحاول غسيل سمعتها بالتبرع بالأموال والاندماج فى مبادرات رأس الدولة الجديدة. وهو ما حدث بالفعل من رموز دارت حولها شبهات الانتماء للإخوان مثل رجل الأعمال صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة جهينة والذى أعلن عقب تدشين مبادرة صندوق تحيا مصر بتخصيص مساهمات وتبرعات نقدية قدرها 50 مليون جنيه، لصالح الصندوق "استجابة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لدعم الاقتصاد الوطنى" والأكثر من ذلك كانت دائما ما تدعوه مؤسسات الرئاسة فى جميع الاحتفالات التى تنظمها، ولكن وفى أغسطس الماضى أعلنت لجنة حصر أموال الاخوان بالتحفظ على أموال صفوان ثابت السائلة والمنقولة والعقارية لانتمائه للإخوان وتبرعه لحزب الحرية والعدالة رغم نفيه تلك التهمة.
حالات عديدة مشابهة لحالة صفوان ثابت لجأت إلى حيلة التبرع لصندوق تحيا مصر أو حتى التبرع لاحتفال افتتاح قناة السويس، ودار حديث أن جمعية ابدأ التى أسسها حسن مالك نفسه عقب استيلاء الإخوان على الحكم وانضم إليها غالبية رجال الأعمال، تبرعت لصندوق تحيا مصر أيضا. وربما كانت المفاجأة أن شركة التوحيد للصرافة وشركة النوران للصرافة والمملوكتان لعضو تنظيم الإخوان كرم عبد الوهاب عبد العال والتى كشفت تحريات الأمن فى الضربة الأخيرة عن توظيفهما لدعم الإخوان وتهريب الأموال للخارج، تبرعت لصندوق تحيا مصر بمبلغ 5 ملايين جنيه وخصصت 10% من أرباحها السنوية لصالح الصندوق، والأكثر من ذلك أن مجموعة النوران للصرافة تبرعت بمبلغ 500 ألف جنيه للمساهمة فى تكاليف حفل افتتاح قناة السويس فى 6 أغسطس الماضى..!
هنا يصبح السؤال مشروعا عن مصير أموال الإخوان فى صندوق تحيا مصر وهل – من الممكن- أن تتحفظ لجنة حصر الإخوان على تلك الأموال؟..مجرد سؤال.