الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يروى فى مذكراته كيف أصبح ثوريًا..انضم لمظاهرة مصر الفتاة فى الخامسة عشرة من عمره..فشل فى الهرب من البوليس..ودخل السجن تلميذًا متحمسًا وخرج منه مشحونًا بالغضب

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 02:16 ص
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يروى فى مذكراته كيف أصبح ثوريًا..انضم لمظاهرة مصر الفتاة فى الخامسة عشرة من عمره..فشل فى الهرب من البوليس..ودخل السجن تلميذًا متحمسًا وخرج منه مشحونًا بالغضب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مذكرات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التى أعدتها ابنته تحية عبد الناصر، ونشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرًا، تحت عنوان "جمال عبد الناصر.. الأوراق الخاصة"، يتحدث عبد الناصر عن بداية ثورته، وعن الموقف الذى دفعه للتظاهر والوقوف أمام السلطة.

ويقول الرئيس الراحل: كثيرًا ما سئلت هذا السؤال: متى أصبحت ثوريًا لأول مرة؟، ويتابع: هو سؤال تستحيل الإجابة عليه، فهذا الشعور أملته ظروف تكوينى وتنشئتى، وغذاه شعور عام بالسخط والتحدى اجتاح كل أبناء جيلى فى المدارس والجامعات، ثم انتقل إلى القوات المسلحة.

ويحكى عبد الناصر عن أول يوم انضم فيه للتظاهرات دون أن يشعر، وكيف أن حماسه وسخطه دفعاه إلى ذلك، فيقول: مازلت أذكر بوضوح أول صدام لى مع السلطة..كان ذلك فى سنة 1933م، وكنت يومئذ تلميذًا فى الإسكندرية لم أبلغ بعد الخامسة عشرة من عمرى، وكنت أعبر ميدان المنشية فى الإسكندرية، حين وجدت اشتباكًا بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد فى تقرير موقفى، فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أى شىء عن السبب الذى كانوا يتظاهرون من أجله.

وبعد ذلك يوضح الرئيس الراحل سبب انضمامه دون معرفة السبب، فيقول: لقد شعرت أننى فى غير حاجة إلى سؤال، لقد رأيت أفرادًا من الجماهير فى صدام مع السلطة، واتخذت موقفى دون تردد فى الجانب المعادى للسلطة.

وفى عجالة يشرح جمال عبد الناصر، كيف كانت أجواء المظاهرة، وكيف لم يحالفه القدر فى الفرار من يد رجال البوليس، فيقول:مرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات، حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإنى لأذكر أنى فى محاولة يائسة ألقيت حجرًا، لكنهم أدركونا فى لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكن حين التفت هوت على رأسى عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسى، مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.

ولأول مرة يسأل عبد الناصر عن سبب المظاهرة بعض القبض عليه، ويتابع قوله:لما كنت فى قسم البوليس، أخذوا يعالجون جراح رأسى، سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة فى ذلك الوقت، للاحتجاج على سياسة الحكومة.

وكأى شخص يذوق قسوة الظلم، ومعاناة السجن، يمتلأ بالثورة، فيقول ناصر: دخلت السجن تلميذًا متحمسًا، وخرجت منه مشحونًا بطاقة من الغضب، وقد مضى بعد ذلك زمن طويل قبل أن تتبلور أفكارى ومعتقداتى وخطتى، ولكن حتى فى هذه المرحلة الباكرة كنت أعلم أن وطنى يخوض صراعًا متصلاً من أجل الحرية.


موضوعات متعلقة..


- "فولتير".. فيلسوف عصر التنوير والجاسوس الذى ظل فى ظلمات الأدراج قرون عديدة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة