كنت أتوقع العزوف عن التصويت فى الانتخابات لأسباب مباشرة هى قلة وقت الدعاية، وعدم معرفة الناس بأغلب المرشحين، وكون غالبيتهم من الحزب الوطنى، وما تردد وصار معروفا أن لجنة من الدكتور الجنزورى والسيد عمرو موسى أسند إليها اختيار المرشحين منذ وقت طويل، وتدخل الأجهزة الأمنية فى الاختيار وغير ذلك مما نشرته الصحف أو تسرب للمواقع الافتراضية، وصار حديث الناس التى فى هذه الحالة عن أنها تقرر تشترى راسها، ما علينا من الأسباب التى كانت واضحة، وكنت أتوقع على أساسها عزوف الناس عن المشاركة.
المفاجآة أن ما حدث لم يكن مجرد عزوف، كان مقاطعة شاملة، دعك من الأرقام التى أعلنوها فالحقيقة أنها لن تتجاوز السبعة فى المائة قياسا على اليوم الأول، الذى لم يصل إلى ثلاثة فى المائة، وكان لا بد من حشد بالسيارات وإجازة نصف يوم وفلوس كالعادة أيام الحزب الوطنى، لكن حتى هذه لم تأت بالكثير، فليس كل من خرج من عمله ذهب، تصور الفيديوهات على الإنترنت أن كثيرا منهم وجدوا مقابلا ماديا، ما علينا، المهم أنها قلة أيضا التى زادت، دعك من كلام رئيس الوزراء الذى عرف أن الفضائيات ظلت تصرخ بالليل بعد اليوم الأول تدين النسبة التى لم تصل إلى ثلاثة فى المائة، وتشتم فى الشعب المصرى العظيم، وتأتى بمن يشتم فى الشعب المصرى، عرف رئيس الوزراء ذلك كله، وأصبح فى اليوم الثانى يقول إن نسبة التصويت أمس كانت %15. دعك من كلامه ولا ترد عليه، المهم أن الجميع رأوا وعرفوا أن لا أحد ذهب للانتخابات.
على الفور خرجت آراء الذين يتصورون أنهم وقد ملكوا الشاشات ملكوا الشعب فراحوا يشتمونه ويأتون بمن يشتمه، ليست أول مرة فى مصر. حدث يوم انتخابات الرئاسة الأخيرة، وهو أمر سيذكره التاريخ وستذكره الأجيال، ولما يأس الشاتمون للشعب رأوا- يا سلام- فى عدم الذهاب للتصويت تأييدا للرئيس السيسى، لأن مجلس الشعب سيعوق عمله والشعب يريده أن يعمل بلا مجلس شعب، يا سلام على العبقرية، مجلس الشعب هذا أعلن تسعين بالمائة من مرشحيه أنهم سيغيرون الدستور ليكون الرئيس هو الحاكم الأوحد وهم مالهمش حتى لازمة! مجلس شعب كهذا سيعوق الرئيس؟ هذه من مساخر الزمن، امتد اللوم وفقا للمتحدثة لرئاسة الجمهورية إلى أهل الشباب الذين لم يربوهم، ماشى يا ستى، على فكرة أهلهم أصلا ماراحوش الانتخابات! يبقى جدودهم اللى غلطانين ؟ ما علينا من هذا كله، وسؤالى: هل ما جرى انتخابات حقا؟ الشكل أنها كذلك لكن المقاطعة بهذه الطريقة جعلتها استفتاء على النظام الحاكم، أجل استفتاء ولا أقل، أيها الناس يجب أن توضع الأمور فى مكانها، أكثر من عام مضى على رئاسة الرئيس لم يظهر فيه شىء طيب على المواطن العادى، ناهيك عن القوانين التى تتيح السجن والاعتقال لعشرات الآلاف، هذا استفتاء يحتاج من النظام شيئا من العقل يعيد فيه النظر فى سياسته كلها ورجاله كلهم، أرجو ألا يستمع الرئيس لأى تفسير غير أن الناس صارت فى ناحية والنظام فى ناحية، كيف سنخرج من هذه الحالة ؟ الكرة فى ملعب الرئيس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وحيد
بلاد الواق واق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
اهل الثقة اصل كل المشاكل
عدد الردود 0
بواسطة:
Gamal Saad
مقال اكثر من رائع