كتاب "العرب والمحرقة النازية" يؤكد كذب "نتنياهو".. "جلبير الأشقر": 9 آلاف فلسطينى حاربوا فى صفوف الحلفاء.. و"أنصار الشعب اليهودى": مسجد فرنسا فى الأربعينيات كان مخبأ ليهود العالم

الخميس، 22 أكتوبر 2015 04:28 م
كتاب "العرب والمحرقة النازية" يؤكد كذب "نتنياهو".. "جلبير الأشقر": 9 آلاف فلسطينى حاربوا فى صفوف الحلفاء.. و"أنصار الشعب اليهودى": مسجد فرنسا فى الأربعينيات كان مخبأ ليهود العالم مسلمون ويهود
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"العرب والمحرقة النازية" كتاب جلبير الأشقر، ويتناول فيها موقف العرب من المحرقة منذ حدوثها، ويحتوى أسئلة عديدة يثيرها الباحث اللبنانى الأصل فى دراسته الأكاديمية التى صدرت بالفرنسية لدى دار "أكت سود" قبل أن تترجم إلى الإنجليزية والعربية والتى صدرت ترجمتها العربية عن المركز القومى للترجمة بالقاهرة ودار الساقى البيروتية.

والكتاب أول دراسة شاملة يقوم بها مؤرخ عربى لتوضيح علاقة العرب – على اختلافهم – بالمحرقة، ويقسم الأشقر المواقف العربية من المحرقة النازية إلى أربعة تيارات مختلفة، وهى: الموقف الليبرالى، والماركسى، والقومى، والسلفى، موضحاً أن تلك المواقف تراوحت بين الإدانة الصريحة للنازية من ناحية، والمعاداة الصريحة لليهود من ناحية ثانية، فقد تبنى الليبراليون والماركسيون موقفا واضحاً إزاء المحرقة، حيث أدانوها وأكدوا على التفريق بين اليهودية والحركة الصهيونية، فى حين أُعجب بعض القوميين العرب بالنموذج النازى والفاشى وسعى إلى اقتباسه، أما التيار السلفى فقد تبنى خطاباً معادياً لليهود مستنداً على تفسيراته الخاصة لبعض الآيات القرآنية إضافة إلى نصوص معادية للسامية مثل بروتوكولات حكماء صهيون.

ويذكر الأشقر أن عدد العرب الذين حاربوا فى صفوف المحور النازى الفاشستى لم يكن يتعدى ستة آلاف وبضع مئات، بينما كان عدد الفلسطينيين وحدهم الذين حاربوا فى صفوف الجيش البريطانى ضد النازيين – وليس عدد العرب جميعاً – يصل إلى تسعة آلاف، فإذا أخذنا عدد العرب من كافة الأقطار العربية فى الحسبان، فسنصل إلى رقم كبير؛ مثلاً كان هناك ربع مليون من المغاربة العرب والبربر الذين شاركوا مع القوات الفرنسية.

ويبين كتاب الأشقر أن كثيرين تعاطفوا فى العالم العربى مع النظام النازى من منطلق أن عدو عدوى هو حليفى، أى أنهم اعتبروا التحالف مع الألمان يصب فى مصلحة العرب أثناء صراعهم مع الانكليز والفرنسيين. غير أن المؤلف ينفى انتشار الأفكار النازية فى العالم العربى.

وإذا كانت أوروبا قد عرفت تاريخاً طويلاً من معاداة السامية فإن الوضع مختلف بالنسبة للعالم العربى، "معاداة اليهود"، يؤكد الأشقر، "لم تكن قائمة فى المنطقة العربية قبل مشكلة فلسطين"؛ فمن المعروف أن وضع اليهود فى العالم الإسلامى بشكل عام كان أفضل بكثير منه فى العالم المسيحى. "عندما طُرد اليهود من إسبانيا، إلى أين لجأوا؟ إلى البلدان الإسلامية، من المغرب حتى تركيا". ويشدد الأشقر على أن تقليد اللاسامية هو بالأساس تقليد غربى. أما انتقال بعض أشكال اللاسامية إلى المنطقة العربية فمرتبط "ارتباط وثيق لا ينفصم عن قضية فلسطين وسلوكيات دولة إسرائيل".

وفى عام 2006، نشر الباحث روبيرت ساتلوف كتابا باسم "من أنصار الشعب اليهودى: قصص مفقودة من الهولوكوست فى البلاد العربية"، والتى أظهرت الأخبار الجيدة عن الرحمة العربية فى سياق واقعى.

كان سليم الهلالى نجما كبيرا فى سماء فرنسا والمغرب فى أواسط القرن الماضى، وصل المطرب اليهودى، الذى وُلد عام 1920 لأسرة فقيرة فى الجزائر، إلى فرنسا عندما كان فى سن الرابعة عشرة. خلال بضع سنوات، علا صيته باعتباره "المطرب" الشرقى الأفضل فى أوروبا.
بعد احتلال فرنسا من قبل ألمانيا النازية، عام 1940، بدأت حكومة فيشى باضطهاد اليهود، كانت حياة هلالى وآلاف اليهود المهاجرين من شمال إفريقيا إلى باريس فى خطر. كان يبلغ عشرين عاما من عمره وكان مهاجر شاب فى مدينة أجنبية. علمت السلطات بجذوره اليهودية، وقامت بمضايقته.

عندما ازداد الخطر توجّه هلالى إلى المسجد وطلب مساعدة مؤسسه والإمام الرئيسى فيه، سى قدور بن جبريت. وبشكل مماثل لهلالى، فقد كان هو أيضًا من مواليد الجزائر، حيث قادته ظروف حياته إلى فرنسا، كالكثيرين غيره، فقد قدّر هو أيضًا الموهبة الكبيرة لدى المطرب الشاب.

لم يخِب بن جبريت أمل هلالى، وفّر له بداية بطاقة هوية مزيّفة لمسلم، من أجل الدفاع عنه من القوانين العنصرية، التى ضيّقت على تحرّكات اليهود، فى وقت لاحق، عندما كان هناك خطر من انكشاف تزييف الهوية، أمر بطمس هويّته اليهودية بشكل أكبر.

صدر عن وفد المسجد اسم جدّ هلالى على شاهد قبر مهجور فى المقبرة الإسلامية المجاورة. فى أحد الأيام، تم القبض على هلالى من قبل النازيين واقتيد إلى المقبرة حيث وُجّه مسدّس إلى صدغه. فقط عندما استطاع التعرّف على الشاهد المزيّف وأن يثبت كما يفترض بأنّ جدّه كان مسلما، تم إطلاق سراحه.

وهكذا، برعاية مسجد باريس، تم إنقاذ حياة هلالى، وفى فترة الحرب اعتاد على الظهور داخل المسجد، وسط هتافات الزائرين. بعد تحرير فرنسا، عام 1944، أصبح مطرب الشمال إفريقى الأشهر فى فرنسا. عُقدت حفلات كبيرة فى النادى الذى أسسه فى باريس عام 1947 وتمت استضافة شخصيات رفيعة المستوى. فى وقت لاحق، أسس فى الدار البيضاء فى المغرب أكبر ملهى ليلى فى شمال إفريقيا.

عام 1934، كتب سفير الولايات المتحدة فى ألبانيا: "ليس هناك تمييز ضدّ اليهود فى ألبانيا، لأن ألبانيا هى واحدة من تلك الدول النادرة فى أوروبا اليوم، والتى لا يوجد فيها آراء مسبقة على خلفية دينية ولا يوجد كراهية إطلاقا، رغم أن الألبان أنفسهم ينقسمون لثلاثة أديان مختلفة".

ألبانيا، دولة صغيرة جبلية، تقع جنوب شرق خط الساحل فى شبه جزيرة البلقان، كان عدد سكانها فى فترة الحرب العالمية الثانية نحو 803,000 نسمة من بينهم 200 يهودى فقط. بعد صعود هتلر إلى الحكم عام 1933، بحث الكثير من اليهود عن ملجأ فى ألبانيا. ليست هناك أرقام دقيقة حول أعدادهم، ولكن وفقا للمصادر المختلفة فقد فرّ إلى ألبانيا بين 600 إلى 1,800 لاجئ يهودى، من ألمانيا، النمسا، صربيا، اليونان ويوغوسلافيا، على أمل أن يستمرّوا من هناك فى طريقهم إلى فلسطين أو مكان لجوء آخر.

مع الاحتلال الألمانى فى أيلول عام 1943، وبشكل استثنائى، رفض المواطنون الألبان الامتثال للمحتلّ بتقديم قائمة اليهود الذين يعيشون داخل حدود البلاد. علاوة على ذلك، وفرت أذرع السلطة المختلفة للكثير من الأسر اليهودية وثائق مزيّفة ساعدتهم فى الاختلاط مع سائر مواطنى ألبانيا. لم يدافع الألبان عن المواطنين اليهود فحسب، وإنما قدّموا أيضًا ملجأ للاجئين اليهود الذين قدِموا إليها من دول أخرى. كان هؤلاء بشكل أساسى لاجئين يهود، قدِموا إلى ألبانيا وهى لا تزال تحت الحكم الإيطالى، ووجدوا أنفسهم تحت خطر الطرد إلى معسكرات الاعتقال.

وهذه ليست هى القصص الوحيدة. تم الحصول على الشهادة الرئيسية على سبيل المثال لكون المسجد الكبير فى باريس قد شارك فى إنقاذ اليهود فى فترة الحرب العالمية الثانية، من يهودى من شمال إفريقيا فرّ من ألمانيا إلى فرنسا فى فترة الهولوكوست ووجد ملجأ فى مسجد فى باريس.

كتب فى مقال نشره فى مجلة فرنسية عام 1983 بأنّه "ما لا يقلّ عن 1,732 من "مقاتلى المقاومة" وجدوا ملجأ فى الطابق السفلى للمسجد"، وأشار إلى أنّ معظمهم كانوا من اليهود. وأضاف أيضًا، أنّ الإمام "خاطر جدّا" عندما خبّأ اليهود، ووفّر لهم - وللكثير من الأطفال من ضمنهم - هويات مسلمين.



موضوعات متعلقة..


- الجامعة العربية تسخر من تصريحات نتنياهو بشأن محارق النازية










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة