د: فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: ضد مظلوم

الخميس، 22 أكتوبر 2015 12:09 م
د: فاطمة الزهراء الحسينى تكتب: ضد مظلوم جريمة قتل - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثم اقترب الموعد وأنا على وجل.. بشرتى أصابها الإعياء الشديد من القلق والأرق، وجسدى أصبح أكثر إنهاكًا وسقمًا.. وأنا بانتظار المصيبة أن تحدث والقاضية أن تقع.. أعيش الخوف ذاته كل يوم وأقف على تلك الحافة الآيلة للسقوط كل لحظة وأنتظر بفارغ الصبر أن أسقط لكى لا أعانى مئات المرات نفس الحدث.

حدث ولا حرج.. عن كل دمعة تحجرت فى عينى من الخوف.. عن كل نبضة خرجت خائفة قبل الموعد هروبًا من الحدث.. عن كل ارتجاف صوت ورجفة جسد وانقباض صدر وحرقة قلب.

تداخلت الأسباب العضوية والنفسية لتحكم قبضتها على حياتى.. لأظل بالأسر داخل عقدة الحب والذنب.

أن أنظر إليك من خلف القضبان.. أتحسس الحزن العظيم فى نظراتك والقهر فى حركاتك وسكناتك أرى معالم الكبت والظلم فى ملامحك المنكسرة وكلماتك الخجلة من عدم قدرتها وصف حالتك.

اقترب ميعاد محاكمة النقض فى جريمة لم تفعلها وضحية لم تعرفها.

ليتك لم تتبعنى فى تلك الليلة، ليتك لم تستمع إلى صوت الخوف فى قلبك.. ذهبت بحثًا عنى فوجدتها غارقة بالدماء.. لماذا أمسكت السكين.. بسبب تلك البصمات الجائرة التصقت التهمة بك.. ولا أمل لك بالفرار من القضية.. إلا أن يعترف الجانى بكل الحقيقة.

ليتك لم تثق بي أكثر من اللازم.. ليتنا لم نلتق.. لكنه قدرك الذى ستعيشه ونصيبك من الحياة الذى اقتسم لك.. عزاؤك الوحيد أنك تحاسب على جريمة لم ترتكبها.. إحساسك بالظلم يهون عليك المسألة.. أما أنا فويلى منى أنا.. هى وأنت وأنا.. ثلاثة ينبغى على أن أتحمل ثقل ذنبهم على قلبى.. أن أحرم من السعادة التى بين يدى.. ولدى الغاليين بين يدى قاتلة.. ووالدتهم هى السبب فى غياب والدهم عن المنزل.. أنا سبب كل هذه الفوضى العارمة والحزن العميق.. أنا سبب التعاسة الملوثة لأجوائنا.

محظوظة بما تبقى من احترامك لى وانتظارك بصبر زيارتى.. محظوظة أنك لا تعرف من هو السبب وراء اقامتك الدائمة فى السجن.. لماذا أنت دون البشر.. لأعذب بك.. وبرؤيتك تذبل شيئًا فشيئًا أمامى.
كانت ستسجل ضد مجهول.. لكنها سجلت ضد مظلوم!.

" محكمة" بهذه الكلمة تجلجلت قاعة المحكمة وتَضَعْضَعَتْ معها قلوبنا.. لنقف فى أدب لاحترام العدالة الغائبة فى قصتنا.

ولأسمع حكم المؤبد الرحيم فى وقت أصبحت فيه إراقة الدماء أسهل بكثير من زراعة الحب والمودة بين البشر .

هأنا وسط غرفة مليئة بالحزن والشكوى احتضن ولدى بنفس جبانه تخشى فقدان احترام زوجها أكثر من خوفها من فقدانه.. وها هى شيئًا فشيئًا تفقده.. ثم ستنسى ذات يوم فمن استطاع حمل السكين بيده سيهون عليه كل شىء .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة