القس الكاثوليكى ميجيل آسين يكشف: الشاعر الإيطالى دانتى أليجييرى يتأثر بالقرآن ويتخذ من رحلة الإسراء والمعراج ملهمًا فى كتابة ملحمته الكوميديا الإلهية.. وبالرواة العرب فى نسج تفاصيل رحلته إلى الآخرة

الخميس، 22 أكتوبر 2015 02:00 ص
القس الكاثوليكى ميجيل آسين يكشف: الشاعر الإيطالى دانتى أليجييرى يتأثر بالقرآن ويتخذ من رحلة الإسراء والمعراج ملهمًا فى كتابة ملحمته الكوميديا الإلهية.. وبالرواة العرب فى نسج تفاصيل رحلته إلى الآخرة غلاف الكتاب
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كتاب "أثر الإسلام فى الكوميدية الإلهية" تأليف القس الكاثوليكى ميجيل آسين، وترجمة جلال مظهر، والصادر حديثًا عن مكتبة الأسرة، يقوم المؤلف بمقارنة بين رحلة الإسراء والمعراج التى قام بها الرسول، والمذكورة فى القرآن الكريم، وبين الكوميديا الإلهية لـ"دانتى أليجييرى".

وفى البداية يوضح المؤلف أن الروايات المختلفة التى حيكت حول قصة الإسراء والمعراج تفاصيلها تملأ مجلدات ضخمة، فقد حاك الخيال الخصيب حول هذه الفقرة القرآنية روايات قصيرة، ومن ثم نمت فى صورة أحاديث رواها الرواة وأسندوها إلى النبى الذى يفترض أنه روى لأصحابه ما شاهده من العجائب فى تلك الليلة.

ويرى الكتاب أن معظم مؤلفى هذه الروايات اهتموا بتنسيق رواية الإسراء والمعراج، حتى أنهم أدخلوا أشياء على القصة، منها تفسيرات شكل المنازل فى السماء، وآراؤهم فى رؤية الله، نسجها الخيال الشعبى فى العالم الإسلامى.

وسعى المؤلف فى كتابه إلى المقارنة بين رحلة الإسراء والمعراج التى قام بها الرسول وصعد إلى السماء، ورحلة دانتى إلى السماء، ومن خلال المقارنة يحاول الكشف عن تأثر أوروبا بالعلوم والحضارة الإسلامية والمأثورات الدينية فى بناء الأدب الأوروبى الحديث، ويحيل هذا التأثير إلى كوميديا دانتى، الذى يعد المرجع المسيحى الأول للمعلومات المفصلة عن الحياة الأخرى.

ويقول المؤلف أن أوجه التشابه فى القصتين تبدأ بأن بطل الرواية فى كلتا الروايتين هو الذى يروى مشاهداته، ثم أن كلا منهما قام برحلته ليلًا يقوده دليل لا يعرفه، يظهر له عندما يستيقظ من نوم عميق، ويشير إلى دانتى صعد إلى الهواء تقوده بياتريتشى، وجبريل آخذ بيد محمد وصعد إلى السماء.

وتشمل القصتان فى المرحلة الأولى من كل منهما على صعود جبل وعر، ويزور كل من البطلين نفس الأشياء فيزور محمد الصراط المستقيم، وهو ما يحمل اسم "المطهر" عند دانتى، كما يزور محمد النار التى أعدت للكافرين، وهى ما تحمل اسم "الجحيم" عند دانتى، ويرى محمد الجنة، بينما هى "الفردوس" عند دانتى، وإن اختلف التتابع وتباينت التفاصيل.

ويصف الكتاب هذه التفسيرات بأنها تكمل النص التقليدى للقصة، ويذكر أن إحدى القصص التى حكيت عن رحلة الإسراء والمعراج بما تشتمل عليه من أحداث وشخصيات لا تختلف كثيراً عن تصميم الكوميديا الإلهية، فقد تصور دانتى أيضاً منازل السماء مليئة بالصالحين الذين يتناقشون فى ما بينهم، لكن دانتى كان يتخيلهم مسيحيين.

ويتطابق أيضاً فى الروايتين تصميم الجحيم أو النار، حيث يصور على هيئة قمع كبير يتكون من عدة طوابق كل طابق مخصص لفئة من الهالكين، حسب درجة الجرم الذى ارتكبه، ويقع كل منهما فى باطن الأرض تحت مدينة القدس.

ويسرد المؤلف تفاصيل أكثر تربط بين الروايتين بعضها ببعض، خاصة تفاصيل تقارب أشكال العقاب فى الجحيم، فى جحيم دانتى يمنع الشياطين المخادعين بحرابهم من الخروج من بحيرة فيها قار يغلى، وكذلك يقاسى المسلم العاصى فى النار، حيث ينخسه الزبانية بحرابهم كلما صاح يطلب الرحمة.


موضوعات متعلقة..


روما تحتفل بالمئوية السابعة على رحيل "دانتى أليجيرى" أبو اللغة الإيطالية





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة