الدروس المستفادة من المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان.. هزيمة «النور» تؤكد أن الشارع ليس حكرًا على أحد.. وارتباك التنظيم دليل على عدم الاستفادة من تقارير المتابعة.. وضعف الإقبال يعكس تراجع السياسة

الخميس، 22 أكتوبر 2015 12:30 م
الدروس المستفادة من المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان.. هزيمة «النور» تؤكد أن الشارع ليس حكرًا على أحد.. وارتباك التنظيم دليل على عدم الاستفادة من تقارير المتابعة.. وضعف الإقبال يعكس تراجع السياسة انتخابات
تحليل يكتبه: السيد شحتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


تتوالى الأحداث فى الداخل والخارج بسرعة البرق حاملة متغيرات لا تعد ولا تحصى، ولكن يبقى استخلاص النتائج أمرا حتميا من أجل تحويل أخطاء الماضى إلى نقاط ضمن برنامج للتطوير فى المستقبل، وفى هذا الإطار يمكن أن نقرأ الدروس المستفادة من الجولة الأولى لانتخابات البرلمان التى شهدتها البلاد مؤخرا.

وفى مقدمة هذه الدروس أن الشارع ليس حكرا على أحد، كما أن اتجاهات الناخبين تتغير من فترة لأخرى طبقا لأسباب متعددة فى مقدمتها درجة الوعى لدى الناخب، وفى هذا الإطار يمكن أن نقرأ الخسارة الكبيرة التى منى بها حزب النور السلفى، خاصة فى معاقله التقليدية وفى مقدمتها الإسكندرية.

فالحزب الذى سعى جاهدا لتسويق نفسه ممثلا للتيار الإسلامى وبديلا عن الإخوان استيقظ على وقع كارثة لم يكن يتخيلها قادته فى أسوأ كوابيسه، وأكثرها تشاؤما، فالحزب الذى ظن باستطاعته أن يكون فاعلا فى الحياة السياسية لم يدرك أن هناك تغيرا ملحوظا فى اتجاهات الناخب المصرى، فالحصان الأسود فى الانتخابات البرلمانية فى عام 2012 والذى حاز وقتها %22 من الأصوات لم يدرك أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأن المزاج العام للناس شهد تغيرات وتبدلات كثيرة، وهو ما دفع ثمنه غاليا.

ثانى الدروس أن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر فى عدد من الإجراءات الإدارية المتبعة فى الوقت الراهن، وذلك للحيلولة دون التأخر الذى يحدث فى فتح اللجان، خاصة فى المناطق النائية، وهو ما يحدث ارتباكا غير مبرر فى المشهد الانتخابى، وهو ما رصدته تقارير المنظمات الحقوقية فى اليومين الأول والثانى لانتخابات المرحلة الأولى.

الضعف الكبير فى نسبة المشاركة والتى قدرت بـ%20 درس كبير يجب أن نتوقف أمامه لتحليل أسبابه بدقة، خاصة إذا كان لدينا رغبة فى عدم تكراره فى المرحلة الثانية، وبعيدا عن محاولات التضخيم من شأن ما حدث أو التقليل منه فإن ما حدث بحاجة إلى قراءة متأنية لضمان المزيد من الحيوية للعمل السياسى، وحتى لا نعلن يوما ما وفاة السياسة فى مصر فى مقابل انتصار التهميش الإرادى، وهو ما يعنى انضمام ملايين جديدة من المصريين إلى حزب الكنبة.

أحسب أن ما حدث تعبير مباشر عن تراجع السياسية فى أولويات رجل الشارع والمواطن البسيط والذى أصبح أكثر انشغالا بقوته اليومى ومشاكله الحياتية المتلاحقة، خاصة فى ظل الارتفاع الملحوظ والذى تشهده أسعار الكثير من السلع، وهو ما خلق بينه وبين السياسية حالة من القطيعة غير المعلنة.

فى الإطار نفسه علينا أن نتوقف كثيرا أمام العزوف الكبير للشباب عن المشاركة، فأنت يمكن أن تقلل أو تهون، لكن الحكم الموضوعى والتحليل الدقيق وحده من يقودك إلى رصد الظاهرة بدقة والبناء عليها ووضع حلول ومقترحات لضمان عدم تكرارها مستقبلا.

ليس فى صالح الأحزاب والقوائم الفائزة قبل الخاسرة أن تدخل برلمانا لم تحز فيه سوى قدر محدود جدا من أصوات الشباب الذين يمثلون قطاعا واسعا من المصريين.

هل غياب الاهتمام بالشباب فى برامج الأحزاب هو السبب؟ هل السياسية غائبة بالكلية عن اهتمامات الشباب؟ أم أن تغييب العمل السياسى عن الجامعة هو المسؤول؟ أم أن هذا كله يشترك فى صناعة عنوان عريض هو أن الشباب خارج المشهد؟ سؤال كبير يحتاج منا جميعا إلى محاولة الاشتراك فى الإجابة من أجل المستقبل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة