قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن حماية الآثار تعانى من قلة الإمكانيات وانعدام ثقافة المواطن.
وتابع رئيس جامعة القاهرة، إن الذى يحاول الانقضاض على هذه الآثار يعيش بيننا ولعله يكون جارًا أو ولدًا، قائلا: "من المسئول عن هذا الفكر وتلك الثقافة؟.. نريد أن نهتم بثقافة الأثر فحماية الآثار فى مصر فى ظنى ليس فقط تعانى من قلة الإمكانيات ولكن انعدام ثقافة المواطن فى التعامل مع الأثر ويتحول فى كثير من الأحيان لمكان لتربية الحيوانات ولابد من إشاعة ثقافة وفكر التعامل مع الأثر وأن يكون هناك مقرر فى المدارس والجامعات".
وأوضح نصار، خلال كلمته بالمؤتمر الدولى لكلية الآثار حول حماية المواقع الأثرية وكيفية التنقيب عنها اليوم، الأربعاء، أنه لا توجد مشكلة لتعميم هذا المقرر فى جامعة القاهرة حول مفاهيم الوجدان الثقافى للأمة وتربية الوجدان الثقافى لها ليكون فى وجدانها أن هذا الأثر مكون أساسى من هويتها وثقافتها، قائلا: "أصبحنا نفرط فى الكثير من تراثنا مثل اللغة فتجد المستمعين للناطق باللغة العربية الفصحى متذمرون ويقولون له (يا عم كلمنا عربى)، والطلبة كانوا يقولون لى (لو تلف الجملة وتقلوظها أحسن من التركيبات اللغوية المجعلظة دى)".
وأضاف الدكتور جابر نصار، أنه أصبح الآن جزءًا كبيرًا من الغناء ليس بالكلم واللسان وإنما بتعبيرات أخرى والمسرح والموسيقى تصنع وجدان والثقافة، قائلا: "نحتاج إلى تسويق منظومة ثقافية تحترم الأثر فكرة الجمهور عايز كده خاطئة ونحتاج للعودة لاحترام الآثار ،عن طريق الفكر والفهم والعقل وأرجو أن ترى كلية الآثار ثقافة الحماية وتقربها للناس".
وقال نصار: "إن الله عز وجل خلق الدنيا وأحسن الخلق فيها وصور فأبدع، ولذلك قدر على الخلق فيها أن يتدبروا كل ما خلق"، مضيفا: "كانت الدنيا متحف كبير مأمورون بالحفاظ عليها وتقدير قدر الله فيها وحمايتها لا يمكن أن نجنب المخاطر التى تتعرض لها البشرية على حياتها المستقلبية والماضية التى كان يجب أن تتدبر منها".
وأضاف نصار: "دار فى تفكيرى كيف أن القدماء أنتجوا آثارًا فأحسنوا وأبدعوا، وكان من المتصور أن الآتيين بعدهم يستكملوا لأن فى الاستكمال حياة، وتابع: "لم يكن هناك دراسات ولا تخصص فى الآثار بالعلم بهذا الشكل الذى نحياه الآن ولكن كان هناك عقول وقلوب تعشق الحياة فتبدع لها وتترك آثارا يتذكر منها أولى الألباب والعقول كما خاطبهم الله عز وجل فى قرآنه الكريم، والقلوب الجامدة لا تقيم حضارة ولا تعمر دنيا ولكن تجنح للتطرف والإفساد والإرهاب، وهذه الأفكار التى دارت بذهنى عندما أتيت إلى هنا تؤكد أننا نعيش فى هذا العصر رغم تطور الفكر وتسارع انتاج وسائل اتصال وتعارف وتقارب نعيش عصرا فيه قدر كبير من الجمود فى المشاعر والأحاسيس، وعدم الاحساس بالجمال وتقدير قيمة الآثار التى هى جزء من الجمال".
وأشار نصار، إلى أنه عندما يجد الشخص الآثر لابد أن يتدبر كيف عمله وتواجده إلى الآن، قائلا: "فشلنا فى التدريب والوعى حتى وجدنا هذه الأفكار المدمرة للمواقع الأثرية والتربص بها يملأ العقول والوجدان عشرات السنين حتى إن حانت الفرصة حدث الانقضاض، والمسألة لا تحتاج دليل نقلى أو عقلى ولكنها محكومة بدليل أثرى، ونريد من هذا المؤتمر وكلية الآثار الاهتمام بهذه المسألة ليست المشكلة فى ترميم الآثار وصيانتها أو اكتشافها ولكن المشكلة فى العقول القاسية والقلوب المقفلة التى لا تعبأ بهذا الأمر وتتحين الفرصة للانقضاض على الآثار".
جابر نصار: حماية الآثار تعانى من قلة الإمكانيات وانعدام ثقافة المواطن
الأربعاء، 21 أكتوبر 2015 12:29 م
الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة